​

عباءة سوداء مصنوعة من القماش الشفاف، محفوفة من الجانبين بشريط ذهبي، ومفتوحة من الوسط، ارتداها النجم العالمي ليونيل ميسي أثناء لحظة رفع كأس العالم 2022، وصُنعت بأنامل عربية داخل مشغل بشت السالم بسوق واقف في الدوحة.

مسوؤل حياكة البشت يروى كواليس الصناعة

أسعد حاج مسؤول حياكة البشت وتصنيعه في مشغل بشت السالم يروي لـ«الوطن» كواليس صناعة العباءة التي خطف أنظار العالم، وظهر أمير قطر يضعها على جسد ميسي أثناء لحظة التتويج، مؤكدًا أنّ منظمو البطولة طلبوا من المشغل حياكة بشتين من أجود الخامات وبقياسين مختلفين دون الكشف عن هوية مرتديهما.

لحظة ارتداء ميسي للبشت خلال المباراة النهائية كانت مفاجأة للمشغل لأنهم لم يعلموا بها قبل ختام مباريات المونديال، كما يقول الشاب القطري: «فوجئنا بالشيخ تميم بن حمد البشت يضعها لميسي وفي هذه اللحظة لاحظنا اللوجو الخاص بنا وكانت مفاجأة جميلة».

لقطة سريعة أثناء لحظة التتويج أظهرت اللوجو الخاص بالمشغل على ظهر العباءة، كانت سببًا في إقبال واسع من الأجانب والمشجعين الأرجنتينيين على بشت السالم، يقول «حاج»: «بعد هذه اللقطة صار ولله الحمد إقبال كبير على المحل لشراء البشت والسؤال عن كيفية صناعته وخامات تصنيعه، وكانت لفتة جميلة من سمو الأمير تميم».

وبحسب «حاج» فإنّ البشت الذي ارتداه ميسي يطلق عليه بشت نجفي جاباني زري ألماني درجة أولى، بلغ سعره نحو 4500 ريال قطري واحتاج حوالي أسبوع من العمل حتى جرى الانتهاء منه، إذ يمر بعدة مراحل، موضحًا: «إحنا بنفصل البشت على قطعتين ويحتاج 7.5 متر من القماش وبعدها ناخد قياس العميل ونقصره على حسب طوله».

كان البشت الذي ارتداه ميسي مصنوع من أجود الخامات وهو ما كان سببًا في ارتفاع سعره إلى هذا الحد، ومع الإقبال المتزايد على بشت السالم، اضطر القائمين على المشغل إلى خفض سعره حتى يصبح في متناول الجماهير، يقول أسعد حاج: «إحنا خفضنا السعر لأن البشت اللي ارتداه ميسي كان سعره لبعض الجماهير مرتفع».

ويُعد البشت أو المشلح هو الثوب الرسمي للعرب ويرتدونه في الاحتفالات والمناسبات إذ تتدرج ألوانه بين الأسود والأبيض والبني، كما أن هناك نوع صيفي وآخر شتوي يتميز بطبقة سميكة من الوبر والصوف، بحسب مسؤول الحياكة في بشت السالم.

البشت الأسود للمناسبات الرسمية

ويقول «حاج» إنّ البشت الأسود دائمًا ما يُلبس في مراسم الزواج والمناسبات مثل حفلات التخرج، أما البشت ذو اللون الأبيض مخصص للمناسبات الصباحية، فيما يُخصص البشت البني لارتدائه في فترة بعد الظهر.

ويرجع تأسيس متجر السالم إلى عام 1955، إذ أسّسه الوالد مصطفى محمد السالم الذي تخصص في صناعة البشت القطري إلى أن توارثه الأبناء بافتتاح مشغل كامل لصناعة البشت القطري العريق، يقول «حاج»: «احنا ولله الحمد نفصل لأغلب الوزارات الموجودة في قطر وللديوان الأمير والأسرة الحاكمة، وإن اسم بشت السالم يكون موجود في لقطة مثل هذي شعور بالفخر لنا».