نستكمل الحديث عما يجرى فى سيناء من تنمية ينبغى أن يعرفها الجميع ليتأكدوا أن أحد أهم أحلامهم تتحقق الآن.. بعد أربعين عاماً من الانتظار والتمنى.وبعد سنوات طويلة من اعتباره منطقة مهجورة لا فائدة منها أعيد تأهيل مطار المليز الدولى الذى يبعد عن شاطئ قناة السويس بـ90 كيلومتراً.. المطار على مساحة 11 كيلومتراً مربعاً بوسط سيناء وتم تطويره وتحويله إلى مطار مدنى لخدمة المناطق الصناعية بما فيها مصانع الأسمنت ومحاجر الرخام والمناطق الزراعية ومناطق الصيد فى سيناء بتكلفة بلغت الـ860 مليون جنيه!
المطار يتكون من ممر رئيسى يبلغ 3350 متراً وعرض 60 وصالة للركاب سعة 300 راكب فى الساعة! ومن الشمال إلى الجنوب كما تحدثنا فى المقالات السابقة عن توفير سبل الحياة الكريمة أو حتى القدرة على المعيشة بشكل عام فقد وفرت الدولة مياه الشرب النادرة جداً فى الجنوب من خلال محطات التحلية بمشروعات مياه البحر لتوفير المياه النقية العذبة للتجمعات السكنية وللقرى السياحية أيضاً.. تكلفت المحطات أكثر من 390 مليون جنيه فى شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وطاقة هذه المحطات 25 ألف متر مكعب يوميا وتتكلف 280 مليوناً! كما انتهى العمل فى توسعة محطة التحلية لمياه البحر بمدينة دهب لزيادة طاقتها من ألفين إلى خمسة آلاف متر مكعب يومياً بتكلفة إجمالية 64 مليون جنيه.
من جهة أخرى تجرى أعمال التجارب والتشغيل والصيانة لمحطة التحلية فى نوبيع التى أقيمت على أحدث التكنولوجيا العالمية بتكلفة 45 مليوناً وتوفر ذات الاحتياجات! كما تم مد خط للمياه من النفق إلى شرم الشيخ لتوفير مياه الشرب لمدن خليج السويس، كما يجرى ازدواج خط مياه أبورديس بطولة 80 كيلومتراً! وفى مشروعات الطرق حدِّث ولا حرج.. وكلها لا تيسر سبل الحياة والتعمير..
وانتهت المحافظة من تطوير ورفع كفاءة وازدواج الطريق الدولى بين عيون موسى وشرم الشيخ، مروراً بمدن المحافظة بطول 335 كيلومتراً وعرض 68 متراً من اتجاهين بـ3 حارات لكل منها، كذلك تطوير ورفع كفاءة وتوسعة طريق «وادى وتير» بطول 102 كيلومتر! ويجب أن نتوقف عند أحد أهم مشروعات الطرق فى مصر.. إذ يختصر 200 كيلومتر «حتة واحدة» كرقم قياسى فى اختصارات الطرق..
وهو طريق شرم الشيخ الجديد الذى يبدأ من عيون موسى بعد العبور من نفق الشهيد أحمد حمدى مباشرة بـ20 كيلو بطول 342 كيلومتراً بدلاً طبعاً من 540 كيلو فى الطريق القديم!
ويمر ببعض المدن المهمة منها رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس وطور سيناء، ويتكون من 3 حارات فى كل اتجاه وبعرض 25 متراً وأنهت الشركات العاملة بالطريق 14 محطة لتموين السيارات على طريق شرم المعدل 7 فى الاتجاه الواحد بمتوسط 50 كيلومتراً بين كل محطتين! أما عن مشروعات التنمية المتكاملة فى جنوب سيناء فتتعدد فى جنوب سيناء، فعلى مدار السنوات الماضية تم الانتهاء من عدد مهم منها خصوصاً لأهالى التجمعات البدوية حيث انتهى من 14 تجمعاً بدوياً منها على مساحة 760 فداناً تكلفت 129 مليون جنيه.
قسمت هذه المجتمعات إلى زراعة 265 فداناً بالخضراوات والفاكهة و120 صوبة زراعية و6 كيلوجرامات تنتج المزرعة الواحدة 50 طناً سنوياً من الأسماك.كذلك حفر 265 بئراً جديدة للزراعة بمختلف وديان المحافظة للاعتماد على المياه الجوفية وليس مياه النيل! وتعتبر جامعة الملك سلمان أحد أهم هذه المشروعات ذات الأثر الكبير ليس فقط لإقامتها على مساحة ضخمة تقدر بـ200 فدان وتضم المرحلة الأولى 9 كليات ومكتبات كبرى و25 بناية لسكن أساتذة الجامعة، وكل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، بالإضافة إلى ملاعب تنس وإسكواش واستاد رياضى وصالات للألعاب متعددة الأغراض فقط..
إنما لنجاحها فى بدايتها بتقديم 30 ألف طالب لها فى أول عام دراسى بها وبالتالى لو بقى المعدل نفسه سنكون أمام 120 ألف طالب يحتاجون لخدمات وإقامة ومواصلات وكل سبل الانتقال والمعيشة وبالتالى رواج كبير!وهكذا تأبى المساحة المخصصة للمقال من استيعاب كل ما نريد تناوله.. وما نريد تناوله كبير وعظيم يصعب -كما رأينا- تناوله مرة واحدة وأحياناً -كما رأينا أيضاً- على عدة مرات (مقالات) لكن ما أنجز على أرض بلدى يستحق المتابعة والعرض..
كما يستحق أن يعرفه شعبنا كله ليعرف الجميع ما تم وأنجز على أرضه..
لشعبنا بطول مصر وعرضها.. من أقصاها إلى أقصاها.. وللحديث بقية.