«ملوي».. رواج سياحي ونهضة في «السكر والعسل» بـ«تونا الجبل والأشمونين»
متحف ملوي
يعد مركز ملوى مركزاً تجارياً وزراعياً وصناعياً وسياحياً أيضاً، فمعالمه الأثرية المنتشرة فى تونا الجبل والأشمونين يتوافد عليها سياح من جنسيات مختلفة، كما يشتهر بمحصول قصب السكر الذى يتجاوز إنتاجه المليون طن سنوياً، يعتمد عليه أكبر مصانع السكر فى الصعيد، والعسل الأسود، وإنتاجه لا يتوقف داخل 140 عصارة عسل أسود، منتشرة فى جميع أرجاء مركز ملوى، الذى يبعد 50 كيلومتراً عن مدينة المنيا، و275 كيلو عن محافظة القاهرة.
تضم مقابر ملكية ومعابد فرعونية عريقة.. و«المنشأة» أشهر القرى إنتاجاً للعسل الأسود بالمركز.. وبها 7 عصارات قديمة عمرها 50 عاماً
وتضم قرية المنشأة وحدها أكثر من 10 عصارات عسل أسود، وأصحابها لديهم خبرة كبيرة فى إنتاجه الذى يبدأ فى نوفمبر ويستمر حتى مايو، بعدها ينخفض إنتاج العصارات جزئياً لحين حصاد محصول العام التالى.
وقال مصطفى صديق، من أكبر مزارعى قصب السكر بقرية شرموخ فى ملوى، إن حصاد محصول القصب يبدأ مطلع يناير، ويستمر حتى أبريل، وتوجد نحو 65 قرية من أصل 70 تشتهر بزراعته، أبرزها: قلندول، الريرمون، شرموخ، الروضة، إبشادات، البراجيل، المحرص، العرين، دروه، حمزاوى، نواى، وتبلغ المساحة الإجمالية 38 ألف فدان تقريباً، ويتجاوز الإنتاج المليون طن سنوياً من مركز ملوى فقط، يتم توريدها إلى مصنع سكر أبوقرقاص، حيث إن معظم المزارعين يتعاقدون معه.
ويمتاز قصب ملوى بزيادة نسبة السكر، ويرجع ذلك إلى أن أراضى ملوى تطبعت بزراعة هذا المحصول منذ عشرات السنين، وكما يقول رمضان محمد، مزارع: أفضل محصول لقصب السكر على مستوى الصعيد فى مركز ملوى، خاصة قرى الغروب، والسبب يرجع إلى أن الأرض تطبعت به، لاستمرار المحصول فى الأرض لمدة 5 أو 6 سنوات كاملة دون إزالة، إذ يقوم المزارع بتكسير القصب وبقاء جذوره فى الأرض، لينمو مجدداً فى الموسم التالى، ما يجعل الأرض مستمرة فى إنتاج المحصول وتحافظ على مقوماتها الزراعية.
كما تشتهر قرى مركز ملوى بصناعة العسل الأسود، إذ تبدأ رحلة تحويله من قصب السكر إلى عسل أسود، داخل 140 معصرة تقريباً، وتصل منتجاته إلى جميع أنحاء مصر.
وتعد «المنشأة» من أشهر القرى التى تنتج العسل الأسود فى مركز ملوى، حيث توجد بها 7 عصارات قديمة عمرها يعود لـ50 عاماً على الأقل، حيث يقول يوسف موسى، صاحب عصارة، إن مراحل الإنتاج تبدأ فى منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتستمر حتى حلول فصل الصيف، تزامناً مع بداية عمليات حصاد قصب السكر، حيث يعد مركز ملوى الأشهر فى زراعة القصب بمحافظة المنيا، ويتم حصاده بعد مرور نحو 8 أشهر على الزراعة، ومن ثم يدخل العصارات لإنتاج العسل الأسود.
وتعد تونا الجبل من أهم المناطق الأثرية فى مصر، وشهدت خلال الخمس سنوات الماضية اكتشافات كبيرة جداً، جعلت أنظار العالم تتجه إلى هذا المكان الفريد. وتقع على بُعد 67 كيلومتراً فى الجنوب الغربى من مدينة المنيا وتحديداً فى مركز ملوى، وقد ازدهرت المنطقة فى العصر اليونانى حيث كانت جبانة مدينة الأحياء فى الأشمونين. وتضم منطقة تونا الجبل، فى غرب مركز ملوى، العديد من الآثار المتنوعة التى تعود للعصور الفرعونية والرومانية واليونانية، وحتى يومنا هذا يتم اكتشاف المزيد من المعالم فى تونا الجبل وتشمل أهم آثارها: لوحة الحدود التى ترجع إلى عصر الملك أخناتون وتوضح حدود الإقليم التابع لمنطقة تل العمارنة وهى منحوتة فى الصخر، إضافة إلى مقبرة بيتوزيريس، وهى مقبرة عائلية خُصصت لدفن أفراد عائلته، كما يوجد البيت الجنائزى لإيزادورا وسراديب الإله تحوت والساقية الرومانية، وتعتبر من أكبر خزانات المياه فى مصر القديمة.
أما «الأشمونين» فهى منطقة أثرية مهمة فى مركز ملوى، تحتوى على معابد قديمة ترجع إلى العصور الفرعونية والرومانية، من بينها معبد رمسيس الثانى ومعبد سيتى ونيرون، حيث تقع على بعد 8 كيلومترات من مدينة ملوى.