آلاف الزائرين في أول احتفال بمولد «القنائي» بعد جائحة كورونا.. وضريحه مشهور باستجابة الدعاء فيه
مريدو عبدالرحيم القنائى خلال الاحتفال بذكرى مولده
يحظى العارف بالله سيدى عبدالرحيم القناوى، ومقامه الشريف بمدينة قنا، بمكانة كبيرة فى قلوب أهل الصعيد، وأتباع الطرق الصوفية، حيث شهدت الليلة الكبرى للاحتفال بمولده حضور أكثر من مليون شخص لقنا للاحتفال بـ«أسد الصعيد»، درب النور وحفيد المصطفى من نسل الإمام الحسين، فما بين دموع وآهات المحبين والمريدين، كانت مظاهر الاحتفال بمولد الإمام.
وشهد هذا العام مظاهر احتفال كبرى مختلفة عن كل عام، كونها تأتى بعد سنوات من الغلق بسبب جائحة كورونا، فشهدت حركات الزائرين زحاماً شديداً، وانتشار الباعة فى محيط المسجد، وأقامت الطرق الصوفية خيام خدماتها بمحيط ميدان القناوى وقدمت الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة لزوار الإمام الشريف.
«القناوى»، شهير بأنه صاحب المقام العالى بقنا، وأسد الصعيد بفضل المكانة الكبيرة له لدى عامة المسلمين ولدى آل الصعيد خصوصاً، فضلاً عن دوره الكبير فى مواجهة البدع والخرافات ويحظى بالكرامات الكبرى التى تناقلها عنه تلاميذه وشهد بها عامة الناس، والاحتفال بمولده يكون مع أول شهر شعبان ويتم استكمال الاحتفال به حتى منتصف الشهر الكريم، وهذا العام يحضر المولد ما يزيد على مليون زائر من محبى سيدى عبدالرحيم من مصر والعالم العربى والإسلامى، حاملين فى قلوبهم المحبة فهناك أسر بكاملها شدت الرحال إلى أسد الصعيد للاحتفال بمولده، تأتى وتفترش فى محيط المقام وتجلس على جنباته تتبرك بالمقام الطاهر.
يدخل حسن خليل، أحد أبناء الطرق الصوفية على مقام سيدى عبدالرحيم، فيقرأ الفاتحة على روحه ويدعو الله، «سيدى عبدالرحيم له مكانة خاصة فى قلوبنا، وبنحضر لمقامه الطاهر، وبندعى ربنا ونتبرك بسيدى عبدالرحيم وربنا يستجيب لينا».
محبة وهمة فى خدمة المقام موجودة بين أبناء الصوفية بشكل مستمر، يسكن قلوبهم عشق حفيد الحسين، أوضح «خليل» أن الطرق الصوفية تجود بكل ما تملك من خلال الخدمات وحلقات الذكر وغيرها حيث يتم تقديم الأطعمة من لحوم، وتوفير أماكن لمبيت المريدين الحاضرين من المحافظات، وهذا العام الإقبال بأعداد غفيرة، فالكل كان مشتاقاً خلال السنوات الماضية للزيارة بعدما سمحت الدولة بإقامة الاحتفال وفتح الضريح.
حلقات تحطيب ونزال الفرسان فى ميدان المرماح وولائم للفقراء داخل خدمات الطرق الصوفية
حلقات التحطيب ونزال الفرسان فى ميدان المرماح لا تهدأ فى جوانب المقام، محمد سعيد، أحد أمهر لاعبى لعبة التحطيب قال: «حلقات التحطيب ازدادت هذا العام، والمنافسة فيها كبيرة بين كبار اللعبة، فهنا فى كل حلقة تجد جميع أبناء المحافظة حرصوا على اللعب أو المشاهدة للرجال وهم يلعبون بالعصى على نغمات المزمار البلدى».
أوضح قاسم عبدالمعطى، أحد المنظمين للمرماح، أن تنظيم مثل هذه المظاهر فى المولد شىء أساسى، حيث يأتى الفرسان بخيولهم ويتم النزل لمسافات طويلة ويظهر الشخص سرعته وقوته ومهارته بين مئات الفرسان وآلاف المشاهدين الذين يحيطون الميدان.
على جوانب مقام سيدى عبدالرحيم القناوى يجلس مريدوه الحاضرون من بقاع مختلفة يتبركون بالمقام الطاهر. محمد كمال، من سوهاج يردد كلمات على نغمات الدف فى ساحة «القناوى»، قال «بنمدح النبى وآل بيته والصالحين، وبنزور أسد الرجال بعد سنوات من الغياب عنه مولده الشريف، والمريدون والزائرون بيحبوا يسمعوا كلمات الذكر فى حب أولياء الله الصالحين».
عامر رفيق، من طنطا، أوضح أن الاحتفال هذا العام لا يقل حضوره عن حضور موالد السيدة زينب وسيدنا الحسين والسيد البدوى فى طنطا، وضجيج حلقات التحطيب والمرماح على الزمارة البلدى، يعم أرجاء مدينة قنا، ففى كل ركن تجد أجمل مظاهر الاحتفال بالقطب الصوفى، وسط حضور جماهيرى كبير من قبل المريدين والزوار.
فى سياق متصل كشف عبدالرحمن الخطيب، أحد أحفاد الإمام «القناوى» عن وثيقة تاريخية تعود لـ147 عاماً، تحتوى على أشكال الاحتفال بالمولد الطاهر آنذاك، موقعة من لجنة ثلاثية مشكلة من نقباء «القناوى» والقاضى الشرعى وقتها، لتوفير ما يحتاجه المسجد والضريح لإقامة الاحتفالات واستمرارها، حيث تقام ليالى الذكر وقراءة القرآن والاحتفالات الدينية، وفى الليلة الأخيرة تخرج «الدورة» التى تجوب الشوارع فى قنا تتقدمها الجِمال والأعلام الخضراء.