بسعادة حقيقية وضحكة صادقة، يقف الشاب المسيحي سامر سمير، ابن محافظة الفيوم، فوق سلم خشبي مرتفع ليعلق زينة رمضان في الشارع مع أصدقائه المسلمين الذين يلتفون حول السلم من الأسفل وينظرون له بحب شديد، بل وراحوا يلتقطون له عدة صور نشروها عبر صفحاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، ما كان لها صدى جيد في نفوس عدد كبير من الرواد الذين راحوا يشيدون بهذه اللفتة التلقائية الجميلة التي تؤكد على وحدة وترابط الشعب المصري.
«سامر» مسيحي يعلق زينة رمضان
«بستنى رمضان كل سنة، وبتكون كلها أجواء فرحة وسعادة».. بهذه الكلمات بدأ «سامر»، ابن مدينة طامية بالفيوم، وصاحب الـ18 عامًا، حديثه لـ«الوطن»، مضيفًا أنه اعتاد منذ صغره مشاركة أصدقائه وجيرانه في تعليق الزينة ونشر الأجواء الرمضانية في الشارع، وأنه تفاجأ هذا العام برؤية صوره على منصات التواصل الاجتماعي وأن تعليقات الرواد وإشادتاهم به أسعدته كثيرًا: «الناس كلها فرحانة وجيراني المسلمين بيقولوا حقيقي نورت الفيس بوك كله».
أجواء خاصة يعيشها «سامر»، الطالب بالصف الثالث الثانوي، مع جيرانه وأصدقائه المسلمين خلال شهر رمضان، بداية من تعليق الزينة في الشوارع، مرورًا بتشغيل الأغاني الرمضانية وتبادل التهاني الصادقة والحارة مع من حوله، وصولًا لتناول الطعام سويًا على مائدة الإفطار، وفقا له: «السنة دي أنا صايم الصوم الكبير، فمش هعرف أفطر معاهم في وقت الفطار لأننا في الصوم بناكل أكل نباتي فقط.. بس الحمد لله هلحق كام يوم في آخر رمضان هنفطر فيهم كلنا مع بعض أنا وأصحابي المسلمين».
«سامر»: اتعودنا من صغرنا أننا واحد
حب «سامر» لأصدقائه المسلمين وجيرانه من حوله، ومشاركته معهم في تعليق زينة رمضان بكل حب ونشاط جاء كنتيجة طبيعية لِما نشأ عليه من عادات وتقاليد منذ صغره؛ إذ لاحظ منذ سنواته الأولى أنه لا فرق بين مسيحي ومسلم، كما اعتاد على التفاعل مع جيرانه المسلمين من حوله في مناسباتهم المختلفة، كأن يؤازرهم وقت المحنة، ويهلل معهم وقت الفرح: «اتعودنا من صغرنا على كده أنا وأصحابي المسلمين ودايمًا مع بعض في أي حاجة».
تعليقات الفيسبوك