«دير الأنبا بيشوي».. اهتم بتعميره رهبانيا حينما أصبح بطريركا ودُفن فيه جسده حسب وصيته في 2012
دير الأنبا بيشوي من أقدم الأديرة في العالم
كان عام 1954 من الفترات الفاصلة فى حياة نظير جيد، حيث قرر دخول سلك الرهبنة عن طريق دير السيدة العذراء بالبراموس، لكن أنظاره كانت على بُعد أمتار قليلة، حيث كان يقع دير الأنبا بيشوى، الذى كان يسمى بـ«دير الخرابة»، فكان يحيا حياة الضنك والفقر، ولم يكن الرهبان قادرين على إيجاد قوتهم، وكان القليل من يتجه إليه، ومع بداية حبرية البابا شنودة بدأ فى تعميره حتى أصبح واحداً من أهم الأديرة فى مصر بل والعالم.
مساحته 2 فدان و16 قيراطا.. وزارته وباركته العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر
ويروى الراهب نوفير الأنبا بيشوى قصة دير الأنبا بيشوى العظيم، الذى يعد واحداً من أقدم وأهم الأديرة فى العالم اليوم، ويقع فى برية وادى النطرون، التابعة لمحافظة البحيرة الآن، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، وتصل مساحته إلى 2 فدان و16 قيراطاً، وزارته وباركته العائلة المقدسة خلال رحلتها فى مصر، قائلاً إن دير الأنبا بيشوى مر بسنوات بالغة الصعوبة حفرت ذكريات مؤلمة فى قلوب معاصريها، وأثرت فى حياة البابا شنودة، فقد كان يطلق عليه «دير الخرابة» وكان كعقاب للرهبان.
وأوضح الراهب نوفير أنه مع بداية حبرية البابا شنودة ومع اتساع الكرازة وامتداد الكنيسة فى كل أنحاء العالم، أصبحت هناك حاجة لإنشاء مقر بابوى بالدير لكى يتمكن البطريرك من إدارة شئون الكنيسة فى جو يسوده نوع من الهدوء والروحانية، فقام بوضع حجر الأساس للمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى عام 1973، واستغرق بناؤه 10 سنوات.
وبدأت النهضة المعمارية والرهبانية تتزايد حتى أصبح الدير يضم الآن نحو 200 راهب، منهم 25 راهباً يعيشون فى طقس الوحدة، بعضهم اختار حياة الوحدة فى قلاية بداخل الدير فلا يخرج منها إلا عند الضرورة، وهو ما يعرف فى الكنيسة القبطية باسم «الراهب الحبيس» مثل الراهب القمص يسطس الأنبا بيشوى والراهب القص بفنتيوس الأنبا بيشوى، وبعضهم يعيش فى مغارات وقلالى منفردة خارج سور الدير.
وكان المقر البابوى يضم فى عهد البابا شنودة عدداً من المبانى التى تخدم الغرض الذى أنشئ لأجله، ومنها كنيسة الأنبا شنودة، وقد تم تدشينها بيد البابا شنودة الثالث عام 1984، وقلاية خاصة لسكن البطريرك، ومبنى ضيافة للبطاركة ورؤساء الكنائس، ومبنى ضيافة للأساقفة والكهنة وكبار الزوار، وقاعة محاضرات، وقاعة لعقد المؤتمرات.
ويوجد بالدير مقر خاص للبابا وبجواره مخزن متحفى لحفظ آثار الدير وتم ترميم سور الدير والحصن وكنيسة الأنبا بيشوى تحت إشراف هيئة الآثار المصرية.
وكان البابا شنودة هو الأسقف الذى يقضى نصف الأسبوع فى دير الأنبا بيشوى والنصف الآخر فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وقد أوصى بأن يُدفن فى دير الأنبا بيشوى وليس فى مقبرة المطارنة فى الكاتدرائية.
قبر البطريرك 117 تحول إلى مزار قبطي لأخذ البركة والصلاة في حضرته
وتحول قبر البابا شنودة إلى مزار يتوافد عليه الأقباط ليل نهار لأخذ البركة، حتى إن البابا تواضروس الثانى، بعد اختياره فى القرعة الهيكلية خلفاً للبابا شنودة، ذهب ليصلى فى حضرته.