القماش وفروع النور «سبوبة» السيدات.. تصنيع زينة رمضان في البيت والبيع على الرصيف وأونلاين
إحدى السيدات العاملات في تصنيع الزينة بالدرب الأحمر
يبدعن فيها مثلهن مثل الرجال، بل أحياناً تكون لهن لمسة رقيقة لا يمكن إغفالها عند شراء أى نوع من زينة رمضان، هن السيدات اللاتى وجدن فى الزينة سبوبة، يصنعنها فى البيوت ويبعنها أونلاين أو حتى فى الساحات الشعبية، مثل السيدة زينب والدرب الأحمر ومنطقة المغربلين.
من هؤلاء السيدات اللاتى احترفن فن تصنيع الزينة بالمنزل شيرين عبدالواحد، 40 سنة، التى تسكن فى منطقة المغربلين، وتبيع الزينة للسيدات، سواء من داخل المنطقة أو خارجها، بالطلب، فهى تبدأ فى تصنيع الزينة قبل حلول شهر رمضان بنحو 50 يوماً، وينتهى عملها مع أول يوم فى رمضان.
تحكى شيرين، لـ«الوطن»، وهى تلف بيدها مجموعة من الخيوط لصنع فرع زينة: «بشتغل فى كذا حاجة حسب الموسم علشان أصرف على ولادى، وفى منطقة المغربلين معظم الستات بيشتغلوا فى الزينة الرمضانية علشان يساعدوا فى مصاريف البيت ويستفيدوا من الموسم، وأنا أصلاً بحب الحاجات اللى فيها فن وألوان متداخلة».
لا تضع «شيرين» أسعاراً مبالغاً فيها للزينة التى تعرضها للبيع، وتعتمد على الأنواع التقليدية من الزينة الورقية، ولكنها فى الوقت الحالى بدأت تستخدم خامات جديدة مثل أقمشة الخيامية باعتبارها المحببة لكثير من المصريين: «الأسعار عندى بتبدأ من 20 جنيه للفرع، وبتختلف حسب الخامات، وأحياناً بعتمد على البيع الأونلاين، وساعات بسوّق شغلى بنفسى فى الشوارع، وده بالنسبة لى أسرع»، مؤكدة أنها تعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 10 سنوات.
ياسمين عصام، 23 سنة، خريجة دبلوم تجارة، تصف نفسها بأنها «عملية وتحب الشغل»، لذا لم تكتف فقط بتصنيع زينة رمضان، بل اختارت البيع من خلال «فرشة» صغيرة بالقرب من منطقة باب الخلق: «ببيع فى الشارع من 7 سنين، كان عمرى وقتها 16 سنة، وكل الناس جانبى كانوا بيشجعونى، كنت بفرش ترابيزة أعرض عليها المنتجات اللى بعملها، لكن دلوقتى توسعت وبقى عندى فرشة أكبر زى باقى الباعة».
يقف أقارب «ياسمين» على «الفرشة» لمساعدتها فى عملية البيع، بينما أحياناً تكون هى منهمكة فى عملية صنع بعض «فروع» الزينة الرمضانية، أو إصلاح ما تلف منها خلال عملية النقل والفرش: «بركز على الزينة الخاصة للأطفال، لأنى بحبهم وبحب أشوف فرحتهم بالزينة، ده غير إن النوع الخاص بالأطفال عليه إقبال كبير».
وتختار «ياسمين» صنع فروع الزينة على شكل عرائس بوجى وطمطم، وأحياناً شخصيات كارتونية تكون معروفة لدى الأطفال، إلى جانب لعب الأطفال «الفنانيس» المصنوعة من الخشب أو الخزف، وهناك عربات «الفول والكنافة» المصنوعة من قماش الخيامية: «ببدأ شغل قبل رمضان بشهر أو اثنين بالكتير، ومش بعمل كميات كبيرة لأنى ماعنديش رفاهية تخزين المنتجات للسنة الجاية زى ما التجار الكبار بيعملوا»، مؤكدة أن أهلها يساعدونها فى كل خطوات التصنيع، لأنهم يدركون رغبتها الكبيرة فى أن يكون لها مشروع خاص بها.
تعتمد «ياسمين» فى صنع زينة رمضان على الخامات التى تتوافر بكثرة فى منطقة الدرب الأحمر والورش المجاورة: «فى منطقة الخيامية الورش بتبدأ شغل قبل رمضان بفترة طويلة، بشترى الكميات المناسبة بالأسعار اللى تناسب ميزانيتى، وأبدأ أعمل الزينة على مهلى قبل اقتراب الشهر الكريم بفترة كافية».
ليلة رؤية هلال رمضان، هى آخر أيام عمل «ياسمين» فى بيع منتجات زينة رمضان التى تصنعها، حيث تقوم بـ«تفكيك» الفرشة بشكل كامل، وتحمل ما تبقى من منتجات وتوزعها على التجار الآخرين، فالزبون الذى يأتى للشراء خلال أول يوم رمضان لا يستهدف سوى سد نقص عنده فى بعض أنواع الزينة والمصنوعات الرمضانية: «اللى بييجى فى رمضان مش زبونى، أنا زباينى الناس اللى نفسها تعيش أجواء رمضان قبل ما ييجى فتلف وتدوّر وتشترى»، مؤكدة أنها يوماً ما سيكون لديها مشروع كبير لتصنيع زينة رمضان، وتصدّر منتجاتها للخارج.