السيسي يستقبل محمد بن زايد لبحث تعميق العلاقات الثنائية
«القاهرة وأبوظبي» جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد.. تنسيق وتعاون مشترك
أكد خبراء وباحثون سياسيون أن العلاقات السياسية بين مصر والإمارات يسودها الود والتفاهم منذ تأسيس الاتحاد الإماراتى على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن «أبوظبى» ترى «القاهرة» ركيزة الاستقرار السياسى والأمنى فى المنطقة العربية، فى الوقت التى تعتبر «القاهرة» «أبوظبى» الداعم الأول والسند التاريخى للأمة العربية، بداية من الدعم الذى تلقته مصر خلال حرب 73 عندما تحكمت «أبوظبى» فى تدفق النفط للعالم الغربى، وحتى دعم مصر ضد حكم الإخوان.
خبراء: هناك تطابق وتنسيق متكامل بين القيادات السياسية
بهاء محمود، الباحث فى العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، قال إن العلاقات المصرية - الإماراتية تتسم بالمتانة والقوة، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما ظهر بوضوح فى مساندة الإمارات لمصر فى ثورة 30 يونيو، ضد حكم الإخوان المسلمين، موضحاً أن هناك محاولات من قبَل الجماعة الإرهابية لتغيير النظام الخليجى بشكل عام، ما جعل الإمارات الداعم الأول لمصر على المستويين السياسى والاقتصادى.
وأضاف لـ«الوطن»: «الإمارات ساندت مصر بشكل كامل خلال تلك الفترة فى المحافل العالمية، وتقديم الدعم المالى، وتطورت الأمور مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، حيث ظهر التوافق الفكرى بين القيادات السياسية للبلدين، خاصة فيما يتعلق بقرارات جامعة الدول، إذ كان هناك تطابق فى وجهات النظر بين الدولتين، وتنسيق بين زعماء البلدين فى التعامل مع قضايا المنطقة، ومنها القضية السورية، وعدم السماح بتركها فريسة للدول الغربية».
وأوضح «محمود» أنه مع زيادة توافق الرؤى السياسية بين القيادات، بدأت الإمارات تشعر أن المناخ الاستثمارى فى مصر أفضل، وهو ما دفعها لضخ المزيد من رؤوس الأموال فى مجالات مختلفة بداية من السياحة والطاقة والصحة والصناعة والنفط والغاز وغيرها، مضيفاً أنها من أهم الدول العربية التى تضخ عملة أجنبية فى البلاد. وقال إن جميع الدول فى المنطقة تتفهم دور مصر فى الشرق الأوسط فى القضايا المختلفة، وأن أى نزاع أو صراعات داخل مصر قد يهدد أمن واستقرار المنطقة، وأن القيادة الحكيمة للبلدين ساعدت فى توطيد العلاقات على مدار السنوات الأخيرة.
ويرى الدكتور عاطف سعداوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن العلاقات المصرية - الإماراتية تاريخية فى المقام الأول منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات، حيث كانت مصر من أوائل الدول العربية والعالمية التى أيدت بشكل مطلق إعلان الاتحاد، ودعمته باعتباره ركيزة الاستقرار إقليمياً ودولياً، وأن العلاقة بين البلدين دائماً ما تسير فى اتجاه النمو والازدهار، مؤكداً أن العلاقات توطدت بفضل التشابكات بين البلدين بداية من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأضاف أن تلك العلاقة امتدت حتى الرئيس محمد أنور السادات، خاصة خلال حرب 1973، حيث انحاز الشيخ زايد لمصر وكان دعمه مطلقاً دون شروط، حتى حققنا انتصاراً تاريخياً لا نزال نحتفل به حتى اليوم. وقال إن مصر كانت الداعم الأول والسند التاريخى فى مختلف المجالات لدول الخليج، خاصة الإمارات، حيث عُرفت العلاقة بين البلدين بالمحبة والتسامح والأخوَّة، موضحاً أنه مع بداية اكتشاف حقول النفط فى الدول الخليجية ساعدت مصر فى عمليات البناء والتنمية، بإرسال البعثات المختلفة من المعلمين والأطباء والعمالة الماهرة، موضحاً أن العقل المصرى أثبت كفاءة فى دول الخليج وأصبح يعتمد عليه بشكل كبير خاصة وقتها.
وقال محمد بركات، الباحث فى الشئون العربية، إن العلاقات المصرية - الإماراتية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، بفضل تقارب وجهات النظر والرؤى حول القضايا العربية والإقليمية، ومن المتوقع أن تتجه نحو مزيد من التعاون المستمر، فى ظل القيادة الحكيمة للبلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات أخوية ضاربة فى أعماق التاريخ.
وأضاف: «السنوات الأخيرة شهدت تنسيقاً سياسياً متميزاً بين البلدين، خصوصاً فى القضايا التى تعتبر قاسماً مشتركاً، مثل القضية اليمنية والفلسطينية والعراقية والسورية، وغيرها من القضايا الإقليمية، فهناك تقارب كبير فى الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا، وإن العلاقات بين البلدين تحظى باهتمام كبير من القيادتين الحكيمتين فى القاهرة وأبوظبى»، وأوضح أن المتتبع للمشهد العام يرى أن العلاقات الإماراتية - المصرية شهدت تطوراً متواصلاً فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والأمنية والثقافية والقضائية، ويسعى قادة البلدين إلى تعزيز التعاون الثنائى، والاضطلاع بدور مهم فى المحيط العربى والإسلامى من أجل ترسيخ أسس العمل العربى المشترك.
وتابع: «العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تمثل نموذجاً مثالياً للتعاون البنّاء بين الدول العربية، لأن قوة مصر واستقرارها قوة واستقرار لجميع الدول العربية بأكملها، باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى العالم العربى، ومصر لها مكانة خاصة فى قلوب الجميع بدولة الإمارات، كما تعتبر القاهرة من أهم الوجهات الجاذبة للاستثمارات الإماراتية فى المنطقة».