الحرم المكي
ما إن يضع المعتمر قدميه في صحن الحرم المكي حتى ينبهر بشدة برودته رغم أشعة الشمس اللاهبة، فـ على الرغم من قساوة الطقس خلال فصل الصيف، إلا أنّ ضيوف الرحمن دائمًا ما ينعمون ببرودة أقدامهم الحافية عندما يطئون أرضيات الحرم الرخامية، حتى وضع البعض افتراضات أنّ هناك مواسير مياه باردة أسفل الرخام، أو أجهزة تبريد خاصة لأرضيات الحرم المكي الشريف.
السر في برودة رخام الحرم المكي، كشفته الرئاسة العامة لشؤون الحرمين عبر صفحتها الرسمية، إذ أوضحت أنّ السبب الكامن وراء برودة رخام الحرم المكي الشريف يرجع إلى نوع الرخام المستخدم المسمى «التاسوس»، الذي بدأت رحلته من موطنه الأصلي في جزيرة تاسوس باليونان، وأولت المملكة اهتمامًا كبيرًا باستيراده لمميزاته التي جعلته الخيار الأنسب لساحات الحرمين الشريفين، إذ يتميز هذا الرخام بشدة برودته رغم الحرارة الشديدة التي قد تصل في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية.
رئاسة الحرمين الشريفين لفتت إلى أنّ نوع الرخام المستخدم في الحرم المكي يعمل على عكس الضوء والحرارة، وهو نوع نادر الوجود، يُجرى استيراده خصيصًا للحرمين الشريفين، إذ يصل سمك «التاسوس» إلى 5 سنتيمترات، يمتاز بأنّه يستطيع امتصاص الرطوبة عبر مسامات دقيقة خلال الليل، ومع مطلع النهار يقوم الرخام بإخراج ما تم امتصاصه في الليل، وهو السر الذي يجعله دائم البرودة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
المهندس المصري محمد كمال إسماعيل، الذي اختاره الملك فهد للمساهمة بأحد أهم وأكبر توسعات الحرم المكي، يقول في لقاء تليفزيوني نادر ووحيد، عن توسعة الحرمين: «لا يجرؤ رجل ذو قلب على الاقتراب من مشروع من هذا النوع».
وفي الحديث عن أعمال توسعة الحرم المكي، كان أبرز ما يفكر فيه هو تكييف المسجد الحرام، كما اجتهد كثيرًا في إذابة الفارق بين التوسعات الجديدة وآخر توسعات حدثت قبل خمسين عامًا، فلا تشعر في هذا المكان المقدس بأي نشاز هندسي أو بصري، يقول المهندس المصري، «المهمة الموكولة لي كانت الربط بين العلاقة الوظيفية والعلاقة الجمالية، فحرصت على عمل مكان كبير الناس تصلي فيه الحجاح، أما الوظيفة الجمالية دي فـ هي جزء من عملي من تكييفات ومظلات وقباب وواجهات وأرضيات وجراج تحت الأرض».
تعليقات الفيسبوك