رحلة علاج طويلة شغلت بال ملايين المتعاطفين، الذين قرروا التكاتف لجمع مبلغ 40 مليون جنيه لطفلة صغيرة تحارب من أجل البقاء على قيد الحياة، بسبب إصابتها بمرض ضمور العضلات الشوكي، وبعد مرور أقل من عام على حصول «رقية»، على الحقنة الجينية «زولجينزما»، ما تزال حالتها الصحية تشغل بال كل محبٍ لها وساعٍ للاطمئنان على حالتها.
تطورات الحالة الصحية للطفلة «رقية»
«ما شاء الله الحمد لله رقية دلوقتي أحسن كتير»، بهذه الكلمات وصف محمد رضا والد الطفلة رقية لـ«الوطن» حالتها الصحية بصوت يملؤه الرضا، إذ بدأت الصغيرة التي لم تتعدّ عمرها الثالث تخطو أولى خطواتها باستخدام «المشّاية»، بعدما ظلت طريحة الفراش فترة لا بأس بها قبل تناول الحقنة، يقول الأب: «رقية بدأت تاخد وضع الزحف، لكنها بتزحف وهي قاعدة، وإيديها بقت تقدر تشدّ بيها حاجات جامدة، والرعشة اللي في إيديها راحت، وبقت تقف بالجبيرة ورقبتها بقت أحسن من الأول الحمد لله».
ما تزال الطفلة رقية، تفتقد لبعض الحركات الطبيعية كبقية الأطفال في مثل عمرها، مثل الزحف على البطن أو الإمساك بالأشياء أو تعديل وضعيتها في الجلوس أو النوم، ما يستلزم بحسب والدها أن تستكمل رحلة العلاج الطبيعي لمدة تتراوح من عام إلى ثلاثة أعوام، على الرغم من استجابتها السريعة للعلاج الطبيعي: «رقية لسه المشي ودخول الحمام مبتعرفش تعمله لوحدها، لكن ممكن تمسك حاجة بإيديها وتتسند، وتاخد خطوات بسيطة جدًا»، يقول «محمد».
الوضعية الصحيحة للطفلة «رقية» في المنزل بحسب ما أخبر الأطباء والديها، أن تظل في وضع النوم أو الوقوف باستخدام الجبيرة، في حين يُمنع جلوسها تمامًا، نظرًا لخطورة الجلوس على حالتها الصحية، يقول الأب: «الدكاترة قالوا مينفعش تقعد خالص عشان القعدة دي غلط عليها، لحد ما تقدر تاخد خطوات وهي متزنة».
تفاصيل الحالة الطبية لـ«رقية»، كشفها الدكتور عبد العزيز سرحان أخصائي العلاج الطبيعي بمنطقة المنتزه الطبية، والمشرف على حالتها لـ«الوطن»، موضحًا أنّ الصغيرة تبدّلت حالتها إلى الأفضل بنسبة كبيرة عقب تلقي الحقنة، بعد أن كانت فاقدة للحركة في كامل أطرافها وتعاني من ضمور في العضلات يمنعها من تثبيت وضعها بشكل سليم.
مرض ضمور العضلات التي كانت تعاني منه الطفلة رقية، وصفه اخصائي العلاج الطبيعي، بأنّه مرض متدهور: «كل شوية بياخد عضلة شكل»، إلا أنّ «رقية» منحها الله نعمة الاستجابة للعلاج الطبيعي، فاستطاعت تثبيت جسدها والوقوف بالجبيرة التي ترتديها في قدميها، يقول الدكتور عبدالعزيز: «دكتور العظام كان بيقول إنّ الطفلة دي هتموت، بس إحنا في العلاج الطبيعي قولنا البنت بتجتهد، ودلوقتي وصلنا معاها أنّها تقدر وهي قالعة الجبيرة تقف لمدة مبتكملش 3 أو 4 ثواني».
وبالنسبة للزحف، أكد الطبيب المُعالج أنّها بدأت في ممارسة الحركة البدائية منها، وهي الزحف باستخدام المِقعدة، كما استطاعت أن تجلس بشكل طبيعي كالأطفال، وفي وضع الزحف المتطور باستخدام أطرافها الأربعة تستغرق فيه ثوانِ معدودة تتراوح بين 10 إلى 20 ثانية كحد أقصى: «استجابة رقية للعلاج بتفوق توقعاتنا، لكنها لسه عايزة مجهود سنين، لأنّ أي انتقال من وضع للتاني لسه مبتقدرش تعمله، لكنها بتقدر تمسّك المشاية وتمشي حوالي 3 متر».
«رقية» تخضع للعلاج الطبيعي يوميًا
من المقرر بحسب أخصائي العلاج الطبيعي، أن تظل قدما الصغيرة حبيسة الجبيرة طيلة عمرها، لأنّ نزعها يمكن أن يتسبب في حدوث تشوهات بالعظام، كما تسبب ضمور العضلات في تشوهات بالقفص الصدري للطفلة «رقية» بنسبة 25%، ما جعلها تلجأ للنفس من منطقة البطن، إلا أنّ الحقنة نجحت في وقف زيادة هذه التشوهات: «الحقنة كانت سبب أنّ التشوهات دي متزيدش، لكن مبتعالجهاش، وإحنا دلوقتي بنحاول نلحق القفص الصدري، لأنّ التشوهات عملتلها قفص اسمه الحمامة، والتشوه لا زال موجود لحد دلوقتي، ولسه مش عارفين نسيطر عليه».
وأكد الدكتور عبدالعزيز سرحان، أنّ الطفلة «رقية» تخضع لجلسات العلاج الطبيعي بصورة يومية، وتستغرق الجلسة من ساعتين لـ3 ساعات، وتستجيب بشكل ناجح للعلاج، إذ يقول الطبيب إنّ والدي الطفلة الصغيرة قاموا بشراء جهاز يساعدها في تعلّم طريقة التنفس الصحيحة، كما يساعدها أيضًا في التحسين من شكل القفص الصدري الذي تعرض للتشوّهات نتيجة ضمور العضلات.
تعليقات الفيسبوك