أساتذة «اجتماع»: المبادرات تنمي مشاعر السعادة.. وتدعم «المواطنة والتكافل»
المبادرات تنمى مشاعر السعادة
اتفق علماء الاجتماع على أن السعادة الحقيقية تتجلى فى الرضا والحب، فعندما يرضى الإنسان عن حياته يعيش حالة من السلام النفسى تنعكس على من حوله، فنجده يتعامل بود ولطف مع الآخرين، ويتهافت لمساعدة غيره عن طريق المبادرات الاجتماعية الهادفة لنشر روح البهجة.
«عز الدين»: السعادة الحقيقية في رضا الإنسان عن حياته وتختلف من شخص لآخر
وقالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن مفهوم السعادة نسبى يختلف من شخص لآخر، فالبعض يجد سعادته فى النجاح والشهرة، والبعض الآخر يراها فى الغنى والثروة، وآخرون تتجسد سعادتهم فى تكوين روابط اجتماعية قوية فى محيط عملهم أو سكنهم، إلا أن السعادة الحقيقية نجدها فى رضا الإنسان عن حياته، وتقبله لصعوبات وعثرات الحياة التى تواجهنا جميعاً، وتابعت: «تعمل السعادة على زيادة شعور الفرد بالأمل والتفاؤل، ما ينعكس بالإيجاب على علاقته بالآخرين.. ويختلف الشعور بالسعادة من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى».
وتعتبر الصداقة من القيم النبيلة التى تدعم علاقة الإنسان بالآخرين وتحقق السعادة، وذلك من خلال مشاركتهم فى المناسبات السعيدة، ودعمهم لبعضهم البعض فى المواقف والأحداث الصعبة، وفقاً لحديث «عز الدين» لـ«الوطن»، كما تحقق صلة الرحم ومساعدة الغير مشاعر السلام والرضا، وبالتالى الشعور بالراحة الممتزجة بالسعادة، مؤكدة ضرورة تكاتف الجميع، سواء الأفراد أو المؤسسات الاجتماعية، لنشر ثقافة تكريس جزء من وقتنا لمساعدة المحتاجين، بما يحقق مفهوم التكافل الاجتماعى، وأوضحت قائلة: «المبادرات الاجتماعية التى تنشر مشاعر البهجة والسعادة تنمى مجموعة من القيم الإيجابية كالمسئولية والتلاحم والمواطنة والتعاطف، ومن تلك المبادرات الرائعة التى نشاهدها قيام الشباب بتزيين الشوارع وتوزيع الهدايا والألعاب على الأطفال، بالإضافة إلى قيام البعض بعروض فنية ترفيهية فى الشوارع، ما يجعل البسمة تشق طريقها إلى وجوه الكبار قبل الأطفال».
خلق إنسان اجتماعي إيجابي يبدأ من داخل الأسرة
فى السياق نفسه، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن خلق إنسان اجتماعى إيجابى يبدأ من داخل الأسرة، وذلك عن طريق حرص الأب والأم على مشاركة أطفالهم أوقات الترفيه واللعب، وتعليمهم تحمّل المسئولية من خلال المشاركة فى إعداد الطعام، وتنظيم ديكورات المنزل، وغيرها من الطرق التى تحقق الثقة بالنفس وبالتالى الشعور بالسعادة، كما أكدت «خضر» دور المدرسة فى بناء إنسان إيجابى سعيد، والتى تحدث من خلال الدمج بين المواد الدراسية والأنشطة والترفيه حتى لا ينفر الطفل من أجواء المدرسة، مضيفة: «المدرسة هى أول كيان اجتماعى بيتعلق بيه الطفل علشان كده لازم يتعلم مفهوم السعادة فيها، وده بينعكس على حياته كلها فيما بعد».
واعتبرت «خضر» النادى من أهم الكيانات الاجتماعية التى تنمى العديد من القيم الإيجابية المرتبطة بالسعادة، كتنمية قيمة التعاون عند ممارسة الألعاب الجماعية، وتنمية شعور المتعة والثقة بالنفس، لذا دعت الأسر بمختلف الطبقات والفئات لأن تشترك لأبنائها فى النوادى أو مراكز الشباب والصالات الرياضية، كلٌ حسب إمكانياته المادية، لأن الرياضة تساعد على الاتزان النفسى الذى يعتبر أهم الطرق للراحة والسعادة.
من جانب آخر، أشادت أستاذ علم النفس بالمبادرات الاجتماعية التى تقيمها الدولة من حين لآخر لإسعاد الكبار والأطفال، خاصة مبادرات «حياة كريمة» للقرى الأكثر احتياجاً، كمبادرات تجهيز العرائس وقوافل السعادة التى تنظم أنشطة ترفيهية للأطفال.