شهادة نسب الأشراف
شهادة نسب تشهد فيها نقابة السادة الأشراف بأنّ فلان من ذرية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهو شرف يتمناه كثيرون، إلا أنّ رحلة الوصول إليها ليست دائمًا سهلة، فـ البعض أحيانًا ينفق المال والجد لسنوات لإثبات نسبه إلى الأشراف، إذ تعتبر تعتبر نقابة الأشراف في مصر هي أقدم الكيانات في العالم الإسلامي؛ لجمع وحفظ أنساب آل بيت رسول الله.
تمر الوثيقة التي يحصل عليها الشخص بتأكيد انتسابه لنسل النبي عليه الصلاة والسلام برحلة طويلة، تبدأ من معرفة «شجرة العائلة» من داخل دار المحفوظات القابعة بمنطقة قلعة صلاح الدين الأيوبي بحي الخليفة في القاهرة، ويبدأ بتقديم طلب سلسال الأسماء، وبعدها يحصل الشخص على إذن بالدخول إلى مكتبة الدار والبحث في كتب الطبقات والتراجم المتأخرة، وهي كتب السير الشعبية في القرون الثلاثة الأخيرة للوصول إلى أسماء الأجداد.
اقرأ أيضًا: كيف تصل إلى «شجرة العائلة»؟.. خطوات بسيطة هتكلفك 4 جنيهات فقط
وبعد الحصول على المستند من دار المحفوظات بعد دفع الرسوم وتقديم البطاقة الشخصية وورقة إثبات الصفة والتي تستغرق من 3 أيام وحتى 21 يومًا، ينتقل الشخص إلى مرحلة أخرى وهي التوجّه إلى نقابة الأشراف وتقديم مستند «شجرة العائلة» التي حصل عليها من دار المحفوظات لإثبات نسبه الشريف، والحصول على الشهادة النهائية بالتحاقه بنقابة السادة الأشراف.
ويقول محمد رجب مدير مكتب نقيب الأشراف لـ«الوطن» إنّه إذا كان لدى الشخص أب أو أم أو عم أو أي أحد من أقاربه مسجلين داخل نقابة الأشراف، فـ كل ما عليه هو التوجه إلى نقابة السادة الأشراف بصورة من شهادة النسب وصورة البطاقة للحصول على مستند إثبات النسب الشريف.
أما في حال لم يكن لديه أي من الأقارب مُسجلين بنقابة الأشراف، يقول مدير مكتب نقيب الأشراف إنّ عليه إثبات نسبه الشريف من خلال الحصول على «شجرة العائلة» -المذكورة طريقتها سابقًا- ثم التوجه إلى مقر النقابة الذي يقع على بعد أمتار من مشيخة الأزهر الشريف، إذ تجتمع نقابة الأشراف مرتين أسبوعيًا وتقوم بتشكيل لجنة لبحث النسب، وتستغرق نحو 30 يومًا لبحث النسب والتأكد من كل الأسماء في عمود النسب، على أن يكون كل اسم موجود في عمود النسب مدوّن بجانبه تاريخ ميلاده ووفاته ومكان إقامته، إذ لا تُمنح شهادة النسب لشخص لديه أحكام قضائية أو أحكام مخلة بالشرف، علمًا بأنّ مشيخة الأزهر الشريف ليست الجهة المختصة لإثبات نسب الأشخاص للأشراف.
وفي تصريحات تليفزيونية سابقة للدكتور علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية عبر فضائية DMC، يقول إنّ كل أسرة لديها شجرة عائلة كانت معتمدة قديمًا من الدولة في عهد الملكية، للعائلات التي لها نسب للرسول عليه الصلاة والسلام، ويُجرى تسليمها للنقابة التي بدورها تتأكد من صحة هذا التتابع من عدمه.
وبحسب «أبو العزائم»، فإنّ نقيب الأشراف يطلب من يرغب بالحصول على شهادة النسب الشريف بتقديم صحيفة السوابق موضحًا: «مهم أن سلوكيات الشخص تكون حاجة كويسة وناس سمعتها طيبة، هم دول ولاد النبي عليه الصلاة والسلام».
وتكون شهادة إثبات النسب عبارة عن شهادة مكتوبة بخط اليد ومعتمدة من الدولة المصرية، وإذا تم تزوير هذه الشهادة يتم كشفها بسبب وضع بعض أجزاء من النسب بشكل خاطئ، إذ تعود كل الأنساب إلى سيدنا الحسين أو سيدنا الحسن أولاد الإمام علي، لأنهما أصحاب العباءة.
واستشهد رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية بقول الله تعالي: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»، لافتًا إلى أنّ هذه الآية نزلت في بيت أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وكان قد اجتمع عند النبي في بيته هذا أربعة كان خامسهم أولهم وسيدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع عليهم الكساء (العباءة) وجللهم «لفّهم» بها، وقال رافعًا يده الشريفة بالدعاء «اللهم إن هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا»، وأرادت السيدة أم سلمة زوجته ان تدخل، فقال لها: لا أنتِ من أزواج النبي ولستِ من أصحاب العباءة».
تعليقات الفيسبوك