سياسيون: زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني لمصر تفتح آفاقا جديدة للتبادل الاقتصادي والتجاري
«الرقب»: الملفات المطروحة تشمل الشق الاقتصادي والتكافل في غزة
الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء الفلسطيني
أكد خبراء سياسيون أن زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور محمد أشتية إلى مصر تأتى فى توقيت مهم، لا سيما مع تصعيد الاحتلال فى قطاع غزة، فضلاً عن حالة الركود التى تضرب الاقتصاد الفلسطينى منذ 2020 نظراً للتضييقات، إضافة إلى جائحة كورونا التى أثرت بشكل سلبى كبير جداً، منوهين بأن مصر بالنسبة للفلسطينيين دولة مهمة جداً وهى الأكبر فى المنطقة بشكل كامل وتأثيرها كبير، لافتين إلى أن مصر الشريان النابض والرافعة الوطنية والسياسية والإنسانية.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور محمد أشتية والوفد الحكومى المرافق له إلى مصر، تأتى فى توقيت مهم للغاية بعد مرور قطاع غزة بتصعيد الاحتلال الأخير، كما أن السلطة الفلسطينية تعانى أزمة مالية خانقة، خاصة عقب قرصنة حكومة الاحتلال خلال الشهور الماضية على مبالغ كبيرة تخصها.
وأضاف «الرقب» لـ«الوطن» أن «الملفات المطروحة على الطاولة خلال زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى تشمل الشق الاقتصادى فى قطاع غزة بشأن الإعمار والتكافل الاجتماعى بشكل كامل، ومناقشة ملفات تخص الضفة الغربية، مثل التبادل التجارى والاستيراد والتصدير، حيث إن هناك قضايا كثيرة جداً فى عدة مجالات سيتم توقيع بروتوكولات تعاون فيها بين الحكومتين الفلسطينية والمصرية، استكمالاً لبروتوكولات تعاون تم توقيعها سابقاً قبل قرابة 3 سنوات، والآن يعاد متابعة تنفيذها».
وأشار إلى أن «الجانب الفلسطينى يشارك ضمن وفده بوزراء للتعاون فى مجالات مختلفة مثل وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى رياض المالكى، وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، وزير الاقتصاد الوطنى خالد العسيلى، وزير الزراعة رياض عطارى، وزيرة الصحة الدكتورة مى الكيلة، وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور محمود أبومويس، وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور محمد زيارة، وزير النقل والمواصلات عاصم سالم، وزير الأوقاف حاتم البكرى، إلى جانب المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور أمجد غانم، رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم، وعدد من كبار مستشارى رئيس الوزراء فى العديد من التخصصات الحيوية»، مختتماً: «مصر بالنسبة للفلسطينيين دولة مهمة جداً وهى الدولة الأكبر فى المنطقة بشكل كامل، وتأثيرها كبير فى مجالات كثيرة وبالطبع الدعوة المصرية تلقى ترحيباً كبيراً، وينتظر الفلسطينيون فى غزة بالتحديد الانفراجة فى مجالات كثيرة، ورفع مستوى التبادل التجارى، وزيادة حصة القطاع من الكهرباء التى تصلها من مصر».
«أبوعطيوي»: الزيارة تأتي لتسهيل الحركة التجارية على معبر رفح للتخفيف من أعباء حصار الاحتلال
فيما قال الكاتب الصحفى الفلسطينى ثائر نوفل أبوعطيوى، إن الزيارة على رأس وفد يضم 9 وزراء ذوى حقائب مهمة، والتى ستستغرق 3 أيام، بناءً على دعوة كريمة من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، تعتبر دعوة هامة من الجانب المصرى، وهذا يأتى فى إطار العلاقات المتواصلة بين البلدين، التى تحظى بالاهتمام والتقدير، سواء على صعيد المسئول وصانع القرار أو المواطن الفلسطينى بشكل عام، نظراً لأن القاهرة فى حالة استمرار وتواصل على مدار اليوم بكل ما يتعلق بشأن القضية الفلسطينية، وتوفير كافة الدعم والمؤازرة على كل المستويات.
وأضاف «أبوعطيوى»: أن الزيارة تعتبر الثانية من نوعها من حيث عدد الوزراء وكذلك الأهمية، حيث كانت الزيارة السابقة ضمن وفد وزارى رفيع المستوى فى أكتوبر 2019، وتأتى هذه الزيارة الحالية استكمالاً للزيارة السابقة فى إطار المشاورات والتخطيط والتنسيق وتبادل الخبرات والبرامج ومد جسور روابط التعاون السياسى والاقتصادى بين البلدين، وكذلك حرصاً من الجانبين المصرى والفلسطينى على دوام التعاون والتنسيق لتحقيق الاستفادة من تبادل التجارب والخبرات على كافة المستويات».
وتابع: «الزيارة تأتى لفتح آفاق جديدة وواسعة فى التبادل الاقتصادى والتجارى بين البلدين، وتوسيع وتسهيل الحركة التجارية بشكل أكبر على معبر رفح للتخفيف من أعباء حصار الاحتلال الذى يتعرض له سكان القطاع منذ سنوات»، منوهاً بأنه «فى المحصلة النهائية للزيارة تأتى حرصاً من مصر باستمرارية التواصل فى التنسيق وتبادل الآراء والخبرات بين البلدين، ودعماً للجانب الفلسطينى المستمر من قبل القاهرة، وهذا كله بسبب العلاقة المصرية الفلسطينية المميزة الممتدة منذ نشأة السلطة الفلسطينية المعاصرة ووقوف ودعم مصر للقضية ولكافة الفلسطينيين دون تمييز أو استثناء لأحد، لأن مصر الشريان النابض والرافعة الوطنية والسياسية والإنسانية لشعبنا الفلسطينى فى كافة المحافل والميادين، فلهذا استمرار هذه اللقاءات والزيارات بين البلدين، ومن الشخصيات والأحزاب والمؤسسات الفلسطينية مهم ومطلوب».
وأوضح الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة القاهرة، أن الاقتصاد الفلسطينى أصابه الركود منذ 2020 نظراً لتضييقات الاحتلال على الجانب الفلسطينى وجائحة كورونا التى أثرت بشكل سلبى كبير جداً على العالم بأسره وبالطبع فلسطين.
وأضاف «العمدة»: «أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مايو 2021 عن تقديم مصر 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصَّص لصالح عملية إعادة إعمار غزة نتيجة التصعيد من الجانب الإسرائيلى آنذاك، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذها».
وتابع: «التصعيد الإسرائيلى تجاه غزة فى مايو 2021 خلّف خسائر مادية مباشرة بـ420 مليون دولار، إضافة إلى 600 مليون دولار أضراراً من حروب سابقة من 2014، وما قبلها وما بعدها لم يتم إعمارها سواء مساكن أو مزارع أو بنى تحتية، كما أدى ذلك لتضرر البنية التحتية والاقتصادية، ووصلت المشروعات المصرية ضمن خطة إعادة الاعمار إلى مراحل متقدمة سواء فى الانتهاء من تشطيب الأبراج السكنية ورصف الطرق فى القطاع»، كما تواصل اللجنة المصرية لإعادة الإعمار تحركاتها المكثفة لتسريع وتيرة العمل داخل القطاع بتوجيهات من الرئيس.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أشادت بدور الفريق الفنى الهندسى المصرى الذى يشرف على تنفيذ مبادرة الرئيس السيسى لبناء مجمعات سكنية وطرق وجسور ومرافق عامة فى قطاع غزة، إضافة إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب التى شنتها إسرائيل على القطاع فى مايو 2021 من أبراج وبنايات.