خبراء: «قمة الجوار» نقلة نوعية في حل الأزمة بصدق.. وسعي جاد تتوافر له عوامل النجاح
مصر تسعى للوصول إلى رؤية موحدة مع دول جوار السودان لحل الأزمة
الشعب السودانى
أكد عدد من الخبراء أن مؤتمر دول جوار السودان تتوفر له كل عوامل النجاح بحضور كل دول الجوار بقيادة مصر، وهو ما سيعمل على تحقيق إنجاز لأن هذه الدول هى الأكثر تضرراً من الوضع فى السودان، مشيرين إلى أن التجاذبات الخارجية والدولية كانت السبب فى عدم قبول مبادرة جنوب السودان، ولكن مبادرة دول الجوار تضم دولاً تعمل على حل الأزمة بصدق وسط سعى جاد لوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، مع التأكيد على عدم التدخل فى الشئون الداخلية. وقالوا إن الدعوة تأتى فى وقت حساس فى ظل استعداد السودان للفيضان الذى يحدث كل عام وسط تدهور الأوضاع السياسية فى البلاد، لكن مصر لها دور محورى فى المنطقة وستتأثر سلباً بتطور الأوضاع فى السودان فى ظل تزايد الصراع الذى خرج من أم درمان والخرطوم ووصل إلى الأماكن الشرقية.
تحركات القاهرة مقبولة دولياً من روسيا والولايات المتحدة.. وتعمل على إحداث مواءمات للحل
وشدد الخبراء على أن مصر تسعى للوصول لرؤية موحدة مع دول جوار السودان لحل الأزمة السودانية، والقاهرة تحركت منذ فترة لحل الأزمة، وسعت بعض الدول العربية للتقريب بين أطراف النزاع فى السودان لكنها لم تنجح، لذا فالجميع ينتظر تحركات مصر، خاصة أنها مقبولة دولياً من روسيا والولايات المتحدة، ومصر ستعمل على إحداث مواءمات لحل الأزمة، لأنها تدعم حكومات ومؤسسات الدول وليس الأفراد، وهذا يتوافق مع الرؤية الإقليمية من أجل سودان مستقر فى المستقبل.
«عبدالفتاح»: مسار سياسى واضح ينتهى بمستقبل أفضل
مؤتمر دول جوار السودان تتوفر له عوامل النجاح، منها حضور كل دول جوار السودان بقيادة مصر، وهذا سيعمل على تحقيق إنجاز لأن هذه الدول هى الأكثر تضرراً من الوضع فى السودان، لذا ستعمل على إحداث تسوية للأزمة السودانية، وتعمل هذه الدول على الحفاظ على السودان والشعب السودانى دون تأييد طرف على حساب طرف.
هذه الدول على يقين أن الأزمة الإنسانية فى السودان إذا لم يتم حلها سينتقل الأمر إليها، لذا تعمل على حل الأزمة السودانية، كما أن هدف مؤتمر دول جوار السودان هو المناشدة بوقف إطلاق النار، وهدنة إنسانية لا يتم خرقها، وإطلاق مسار سياسى واضح ينتهى بمستقبل أفضل للسودان، واجتماع دول جوار السودان هدفه بلورة رؤية تحترم كل المبادرات الدولية، وهذا يُعد تطويراً للمبادرة التى أعلنت عنها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى، ودول جوار السودان إذا شعرت بأهمية التحرك من خلال سياق دولى ستتواصل مع مختلف الأطراف الدولية من أجل إحداث تسوية سلمية ونزع فتيل الأزمة السودانية.
المبادرات السابقة لم تنجح فى ظل رؤية كل طرف فى الأزمة فى السودان أن أفضل طريقة للتعامل هى القتال لأن التسوية السياسية لن تحقق ما يصبو إليه، وهذا يقطع أى طريق للتسوية السلمية، والأطراف السودانية تتحفظ على بعض المبادرات لأنها تكون على حساب السودان، لكن مبادرة دول الجوار لا تتصرف من هذا المنطلق لذا تثق فيها السودان.
د. بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
«الإسلامبولى»: منحنى يصعب السيطرة عليه ويحتاج تدخلاً جذرياً
مصر تسعى، من خلال مؤتمر دول جوار السودان، للعمل على احتواء الأزمة السودانية التى بدأت فى التطور مؤخراً، وتوسعت فى مناطق الصراع، وسط دعوة الجيش السودانى للشباب للانضمام إليه ضد قوات التدخل السريع، بما ينذر بأن الأزمة السودانية قد تأخذ منحنى يصعب السيطرة عليه فى المستقبل، والوضع فى السودان لا يحتاج إلى هدنة ولكن يحتاج إلى تدخل جذرى من أجل إنهاء الأزمة التى تؤثر بالطبع على أمن المنطقة بحكم قرب السودان جغرافياً من أكثر من دولة.
القيادة السياسية لعبت دوراً بارزاً فى إرسال المساعدات الإنسانية وإخراج رعايا الدول من السودان ودورها محورى فى حل الأزمة
ومصر ستحاول الخروج بخطوات مهمة وبلورة سياسة مع دول الجوار من خلال المؤتمر المنعقد فى القاهرة من أجل منع تطور الأمر إلى حرب أهلية، لأنه لو حدث ذلك ستشهد كل المناطق المحيطة بمصر حروباً لن يتم إيقافها إلا بعد عقود على الأقل وهذا يضر بالأمن الإقليمى، ومصر لم تنسَ الدور الإنسانى فى الأزمة السودانية حيث عمدت إلى إرسال مساعدات إنسانية وتسهيل دخول المساعدات من قبَل دول الخليج ومختلف الدول العربية إلى السودان لكى لا يتأثر الشعب السودانى كثيراً بالأزمة المستمرة عنده منذ 3 أشهر، ومصر ساعدت فى إخراج رعايا مختلف الدول من السودان وهذا أكد الدور المحورى لها فى حل الأزمة.
السفيرة هاجر الإسلامبولى مساعد وزير الخارجية الأسبق
«منون»: وقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات وعدم التدخل فى الشئون الداخلية
تسعى دول جوار السودان لحل الأزمة السودانية التى تفاقمت منذ فترة طويلة وبدأت بالصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع مما خلف آثار كارثية على الأشقاء فى السودان، تخوفاً من توسع الأزمة فى الإقليم فى الوقت الذى لا يتحمل فيه الإقليم حرباً كبيرة بالوكالة فى ظل وجود نفوذ روسى ونفوذ أمريكى ونفوذ صينى ونفوذ إقليمى ضيق الأفق، كما أن التجاذبات الخارجية والدولية كانت سبباً فى عدم إنفاذ المبادرة التى قدمتها جنوب السودان، ولكن مبادرة دول الجوار تضم دولاً تعمل على حل الأزمة بصدق وسط سعى لوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، مع التأكيد على عدم التدخل فى الشئون الداخلية، كما أن الدعوة تأتى فى وقت حساس فى ظل استعداد السودان للفيضان الذى يحدث كل عام وسط تدهور الأوضاع السياسية فى البلاد، وستعمل دول جوار السودان على إحداث تهدئة تُرضى جميع الأطراف وتضمن وحدة الأراضى السودانية، وهذا أمر سيتم التأكيد عليه كثيراً فى مؤتمر الخميس.
وكان لمصر دور فعال ورئيسى فى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية للفارين من مناطق النزاع، وقامت بفتح معابرها البرية أمام أشقائها من السودان.
خليل منون عضو المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات المصرية السودانية
«فهمى»: السودان قضية أمن قومى.. و4 مراحل للموقف المصرى والتدخل الأجنبى أطال مدة الأزمة
الموقف المصرى فى الأزمة السودانية شمل 4 مراحل، الأولى ركزت على تقريب وجهات النظر عن طريق دول الجوار، والثانية كانت عن طريق منظمة الإيجاد والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، والثالثة كانت محاولة استقبال مسئولين سودانيين بارزين لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع، وفى المرحلة الرابعة شهدت مصر على ضرورة حل الأزمة السودانية من خلال الاعتماد على الاتفاق الإطارى الموقع بين الجيش السودانى وقوات التدخل السريع.
مصر تركز حالياً على المرحلة الرابعة التى تعتمد على معطيات مهمة، أبرزها أن السودان قضية أمن قومى لمصر فى ظل وصول عدد كبير من السودانيين لمصر، ويجب حل الأزمة للشعب العربى الجار، لأن تدخُّل أطراف دولية وإقليمية أثَّر على الأزمة وطوّل أمدها، لكن مصر تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة السودانية التى بدأت منتصف شهر رمضان الماضى، وتعمل مصر على إيقاف إطلاق النار بين المتنازعين واحترام مؤسسات الدولة وحماية الشعب السودانى والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيه ومنع أى تدخل أجنبى فى شئون الأشقاء السودانيين الذى يؤدى إلى إطالة أمد الأزمة بين طرفى الصراع، والعمل على تنفيذ الاتفاق الإطارى بين الجيش السودانى والتدخل السريع.
د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
«الصباحى»: مُعالجة الأوضاع الإنسانية برؤية شاملة
انطلاقاً من تداعيات الأزمة الراهنة فى السودان على دول جوارها المباشر، حيث دخلت الأزمة منعطفاً حرجاً فى ظل عدم الحسم العسكرى، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، وتردى الأوضاع الاقتصادية، وسيولة المشهد الأمنى، واختلاط البعد القبلى فى الصراع المسلح واتساعه، ما شكّل ارتدادات خطرة على دول الجوار المباشر، فى ظل تمدد شظايا الصراع فى الداخل السودانى إلى خارج حدوده نتيجة تشابك الأزمات والمكونات القبلية، بما فى ذلك تأثير مضاعف للأزمات الإنسانية وتصاعد تدفقات اللاجئين، وتفاقم الأزمات الأمنية، مع ارتفاع وتيرة القلق الإقليمى وحالة التأهب الأمنى والترقب الحذر من مآلات الصراع، فى ظل اختراقات الهدنة من طرفى الصراع، تأتى أهمية القمة فى توقيت بالغ الدقة لصياغة رؤية مشتركة واتخاذ خطوات جادة لبحث سبل حل الأزمة وإنهاء الصراع، من أجل الحفاظ على مقدرات وضمان سيادة الدولة السودانية، واحتواء تداعيات الأزمة السلبية على دول الجوار واستقرار المنطقة ككل، بالإضافة إلى التنسيق مع المسارات الدولية والإقليمية الأخرى لتسوية الأزمة من خلال أجندة القمة الواضحة.
وقدمت دول وقوى ومنظمات إقليمية ودولية عديدة مبادرات عبر التواصل مع قيادتى طرفى الصراع، حيث طرح الاتحاد الأفريقى مبادرته، وأيضاً منظمة الإيجاد، فضلاً عن مبادرات من دول أفريقية بشكل ثنائى، إذ تحركت مصر بشكل نشط مع جنوب السودان، وبالتنسيق مع تشاد، لوقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية برؤية شاملة، وعرض الاضطلاع بدور ثنائى للتوسط بين طرفى الصراع، بالإضافة إلى المبادرة السعودية-الأمريكية، واتفاق جدة بشأن حماية المدنيين.
ومن المتوقع أن تساعد القمة فى تنسيق وحشد الجهود التعاونية بين كافة دول الجوار للتوصل لرؤية شاملة لتسوية الأزمة، وتقليل حدة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية فى السودان من خلال توفير الدعم وتسيير الجهود الإنسانية لاحتواء تدفقات اللاجئين والمتضررين من ويلات الصراع، والتوافق على آليات فعالة للتسوية بمشاركة كافة الأطراف.
نسرين الصباحى الباحثة بوحدة الدراسات الأفريقية - المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية
«العنانى»: مصر تمتلك رؤية مشتركة لتحقيق الحل السلمى وتقريب وجهات النظر بين طرفى النزاع
مصر تسعى للوصول لرؤية موحدة مع دول جوار السودان لحل الأزمة السودانية، والقاهرة تحركت منذ فترة لحل الأزمة، وسعت بعض الدول العربية للتقريب بين أطراف النزاع فى السودان ولكن لم تنجح، لذا فإن الجميع ينتظر تحركات مصر لأنها مقبولة دولياً، خاصة من روسيا والولايات المتحدة، ومصر ستعمل على إحداث مواءمات لحل الأزمة، لأن مصر تدعم حكومات ومؤسسات الدول وليس الأفراد، وهذا يتوافق مع الرؤية الإقليمية من أجل سودان مستقر فى المستقبل.
مصر قادرة على تقريب وجهات النظر، ولدى مصر رؤية مشتركة لتحقيق الحل السلمى فى السودان وإعادة الأمر إلى طاولة المفاوضات، وأزمة السودان معقدة وهى نسخة مكررة من الأزمة الليبية، ولكن الدولة المصرية عازمة على حل الأزمة من أجل الشعب السودانى، وقد ظهر ذلك فى تسهيل تقديم الإمدادات العربية المختلفة للشعب السودان وتقديم مساعدات مصرية مستمرة، وستقدم مصر رؤية بالاشتراك مع الدول التى تشارك فى المؤتمر تعمل على مراعاة الأبعاد الأمنية والحل السياسى ودعم الجيش السودانى والحفاظ على سيادة السودان، خاصة أن السودان شعب شقيق جار مسالم ويمر بمرحلة تحول كبيرة.
ويرتبط بمصر بجذور تاريخية فنحن أبناء وطن واحد ونيل واحد وتحكمنا مصالح اقتصادية وتجارية تمتد إلى عصور تاريخية.
أحمد العنانى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية
«حسن»: «المؤتمر» سيقدم رؤية للتسوية وحكومة موحدة لمواجهة الحرب بالوكالة
مصر لها دور محورى فى المنطقة، ولهذا تحركت سريعاً من أجل وقف التأثير السلبى لتطور الأوضاع فى السودان على دول الجوار، فى ظل تزايد الصراع الذى خرج من أم درمان والخرطوم وتطور إلى الأماكن الشرقية، والسودان يشهد نوعاً من الحرب بالوكالة، وستسعى مصر، المقبولة من الولايات المتحدة وروسيا، إلى تهدئة الوضع ووقف إطلاق النيران فى السودان، ويجب على مصر أن تسعى لجعل مؤتمر دول الجوار بمشاركة دول كبرى وأطراف عالمية حتى تتم تهدئة الوضع فى أسرع وقت، لأن الأمر أكبر من الاعتماد على دول إقليمية فقط، وفى الوقت ذاته فإن مصر لم تنسَ الشعب السودانى من خلال المساعدات الإنسانية المستمرة وتقديم الدعم والوقوف بجانب كل محاولات حل الأزمة السودانية التى بدأت منذ منتصف رمضان الماضى فى ظل أزمة بين طرفى الصراع الممثلين فى الجيش السودانى وقوات التدخل السريع.
فمصر منذ بداية الأزمة وهى تقف مع شرعية الدولة والمؤسسات المدنية وتطالب فى الأساس بحماية الشعب السودانى ووحدة وسلامة أراضيها ولا تقف بجانب أى مؤسسات مستقلة ليست تابعة للدولة، وتطور أزمة اللاجئين السودانيين أصبح أمراً يجب مواجهته، لذا يجب إنهاء الأزمة السودانية سريعاً، وحرصت مصر على استضافة مؤتمر دول جوار السودان الذى سيعمل على الخروج برؤية للتسوية وإقامة حكومة موحدة احتكاماً للاتفاق الإطارى الموقع فى السودان.
حسين حسن المسئول السابق بالاتحاد الأفريقى
«محمود»: الأزمة تتفاقم لغياب آليات الحل الفاعلة
الأزمة السودانية فى تفاقم مستمر، ويوجد كثير من المشكلات، ومعالجة هذا الأمر تستغرق وقتاً طويلاً، وهذا قد يمدد المشكلات للدول المجاورة، فالأزمة مر عليها 3 أشهر، ولم تفلح المساعى الدولية فى حلها لأنها لم تكن بالقدر الكافى لإيقافها فى ظل عدم وجود آليات فاعلة، والمؤشرات فى الداخل السودانى تشير إلى تزايد الخطورة فى السودان وتطور الأزمة لتتحرك خارج السودان، ولكن دول جوار السودان تعمل على الحل، وعلى رأسها مصر التى استقبلت النازحين، ولكن كل دولة لها قدرة على الاستيعاب، لذا تتحرك دول جوار السودان للحل، فمصر على المستوى الإنسانى والوطنى تقف بجوار السودان ودعت لمؤتمر جوار السودان من أجل الإسراع بحل الأزمة بمشاركة الشركاء الفاعلين، ومصر لديها رؤية تسعى لبلورتها لوقف معاناة الشعب السودانى، ومخرجات المؤتمر ستعمل الدولة على الالتزام بها وستكون بادرة لحل الأزمة السودانية التى أثرت على الإقليم العربى والقارة الأفريقية سلباً.
د. حسام الدين محمود رئيس مركز أفريقيا للتخطيط الاستراتيجى