بشكل واضح وبعين محايدة.. لا يمكن بأى حال عزل البيان الختامى لقمة الدول الإسلامية والعربية، التى انعقدت منذ أيام فى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، عن كلمة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.. فالبيان يبدو وكأنه قد تمت صياغته من وحى الكلمة التى ألقاها هناك..!
البيان الختامى الذى خرج بواحد وثلاثين بنداً أشار بشكل واضح إلى دعم الدول المشاركة بالكامل للتحركات المصرية فى مواجهة العدوان الإسرائيلى.. كما تبنى الدعوة للتحقيق فى الانتهاكات التى ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين والتى ترقى لجرائم الحرب.. البيان فى عالم الدبلوماسية يعد بياناً شديد اللهجة.. والتوصيات التى يحويها البيان تعد الأقوى منذ عقود فى مواجهة الكيان الصهيونى المحتل..!
باختلاف العصور وتباين المعادلات السياسية.. تظل الدولة المصرية رقماً شديد الأهمية فى لوغاريتمات السياسة العالمية..!
وتظل كلمات الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى هذا النوع من المحافل هى الأقوى والأكثر جرأة بين كلمات كل رؤساء الدول والحكومات.. فلم ينس العالم العربى بل والعالم أجمع كلمته فى قمة الرياض أيضاً فى عام 2017 إبان زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمملكة.. حين وضع السيد الرئيس الدول العربية كلها أمام مسئولياتها وفضح أنظمة تدعم الإرهاب فى سيناء وقتها.. كما كانت كلمته فى قمة القاهرة للسلام، التى عُقدت بعد أيام قليلة من بداية العدوان على غزة من الكيان الصهيونى، هى الأقوى والأكثر وضوحاً وصرامة بين كل الدول التى شاركت..!
لم يخذلنا النظام السياسى المصرى فى ملف السياسة الخارجية منذ أن تولى الحكم وحتى لحظة كتابة هذه السطور.. لم يتلفظ الرئيس المصرى أبداً فى أى محفل دولى بما يجعلنى أخجل منه أو أتحفظ عليه.. فالسياسة الخارجية فى عهد الجمهورية الجديدة باتت تعبر عن إرادة الشعب بشفافية ووضوح.. وممارستها أصبحت تدار بحنكة ومهارة شديدة.. وشرف يفتقده الكثيرون من ساسة العالم حالياً بكل أسف..!
لم ينس أبداً الرجل، الذى تولى مقاليد حكم هذا الوطن فى ظروف استثنائية، أنه ينتمى للإنسانية قبل أى شىء.. وأن كل ما يدور هو بأمر الله وحده دون شريك.. حتى إننى ربما أتعجب حين أجده هادئاً لا ينفعل فى مواقف يصبح الانفعال فيها فريضة.. وأجده مبتسماً بينما يعصف القلق بالجميع.. فهو يؤمن بأنه ليس عليه إلا أن يجتهد.. والفوز والنصر من عند الله وحده..!
لقد أثبت النظام المصرى أن القضية الفلسطينية لن تحظى بحل بعيداً عن مصر أبداً.. وأن ما قدمته الدولة المصرية وتقدمه حتى الآن للقضية وللشعب الفلسطينى هو الأقوى والأكثر تأثيراً بين كل ما تقدمه الدول العربية.. كما أثبت أن السقف الذى تصل إليه مصر هو أعلى سقف يمكن لدولة عربية أن تصل إليه.. مهما حاول البعض تقزيم الدور المصرى لأغراض نعرفها جميعاً.. ومهما اجتهد البعض الآخر فى محاولة تشويه وجه الدولة المصرية أمام العالم..!
ستظل مصر الداعم الأول للقضية الفلسطينية.. بل والداعم الأول لكل الشعوب العربية متى احتاجت الدعم.. وسيبقى السلام هو الخيار الاستراتيجى الذى لن تحيد عنه أبداً.. ذلك السلام الذى يقوم على القوة.. والذى تضمنه الدبلوماسية المصرية الرشيدة.. أو هكذا أعتقد..!