عم محمد
استطاع بقطع الخشب الصغيرة التي تفيض عن حاجته داخل ورشة النجارة، أن يُرضي شغفه في صنع الماكيتات المجسمة، من خلال تطويعها بأنامله لتشكيل بعض مجسمات المعالم الأثرية، مثل القلعة وبيت يكن والمرسي أبو العباس، وغيرها من المجسمات التي تخرج في النهاية صورة طبق الأصل من المباني الأثرية.
محمد طه، يبلغ من العمر 58 عامًا، ويعمل في مهنة النجارة، منذ أن كان في الثانية عشر من عمره، إذ ساعده على اكتشاف موهبته الفنية معلمي مادة الرسم في المدرسة، فـشق طريقه نحو صنع الأثاث داخل ورشة صغيرة بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، ومن الخشب الفائض عن حاجته يستقطع لنفسه وقتًا في تطوير موهبته التي بدأت معه منذ طفولته، يقول «عم محمد» لـ«الوطن»: «من وأنا صغير المدرسين خدوا بالهم إني عندي حس فني، وكنت بعرف أعمل أشكال بإيدي من الخشب، واشتغلت في النجارة وأنا 12 سنة، ودايمًا بستغل الخشب وأي حاجة تفيدني، عشان أعمل الماكيتات دي عشان بلاقي فيها نفسي».
لم يكتفِ صاحب الـ58 عامًا بالعمل في مهنة النجارة فقط، بل أقدم على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة على الرغم من رفض الأهل، ونجح في اجتياز امتحاني العمارة والفنون، ليقف مجموعه في الثانوية العامة عائقًا أمام استكمال حلمه، إلا أنّ شرارة شغفه لم تُطفئ موهبته، وقرر الاستمرار في مهنة النجارة، وتطوير موهبته في صناعة الماكيتات، التي يرغب في نقلها إلى الآخرين: «نفسي أوصل إنّي أعلّم واحد بس الموهبة دي وياخدها من بعدي».
«الأزميل وصفيحة المنشار» هما أدوات الرجل الخمسيني في تشكيل الماكيتات، من خلال الاستعانة بالخشب الفائض عن حاجته، وتطويعه في صنع الماكيتات بدلًا من إهداره: «الماكيتات خامتها الخشب اللي أقدر بيه أتنيها وأفردها، بدل ما يترمي بعمل منه حاجة وأرضي شغفي لهوايتي، مش بصرف عليه فلوس لما أعمل ماكيت زي ده، بصرف عليه وقت بس».
ويعتبر «عم محمد» أنّ صناعة الماكيتات من الخشب غير مكلفة له، سواء من ناحية الخامات أو المال، خاصة أنّ عمله في مهنة النجارة يوفر له ما يحتاجه من خشب لتشكيل المجسمات بين الحين والآخر: «أنا من وقت للتاني لما بلاقي عندي خشب زيادة بعمل بيه شكل جديد، لكن محدش بيطلب مني شكل معين للمجسمات».
تعليقات الفيسبوك