أهل سيناء لهم مكانة خاصة عند المصريين، مثل أرضها على مر التاريخ الذي شهد تحديات كثيرة وصعبة للأرض والأهل، حيث قاوموا الاحتلال سنوات طويلة، وساهموا بالدم والمال والجهد في استعادة الأرض، والأخطر أنهم ذاقوا مرارة الإرهاب سنوات آخرى، ما بين متطرفين خارجيين تم استيرادهم من بوابة سيناء لتدمير الدولة المصرية، تحت عناوين وجماعات مختلفة "داعش وغيرها" أو عبر بعض الشباب المصريين الذين استقطبهم المتطرفين من خلال عملية غسيل مخ وجعل منهم خنجرا في ظهر دولتهم.
أهل سيناء يتميزون بالكرم، والحمية الوطنية والصبر، كل منهم نموذجا عصيا على الإنكسار، ودورهم الوطني في الحفاظ على أرضهم لا يقبل الشك والمساومة سواء ضد إسرائيل وفي مواجهة الإرهابيين لذا تأسس إتحاد قبائل سيناء منذ حوالي 10 سنوات، بقيادة الشيخ إبراهيم العرجاني شيخ قبيلة الترابين، والذي استهدفت داعش منزله واستشهد نجله ومع ذلك ظل مرتبطا بأهله وهدفا للإخوان والتيارات المتطرفة خاصة أنه بذل جهدا كبيرا في توحيد السيناوية وتعزيز دورهم ومكانتهم في المجتمع لذا لم يكن تحديا ذلك المشهد الذي رآيناه خلال زيارتنا للعريش ورفح مع د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء آخر أكتوبر الماضي حيث تجمع شيوخ القبائل ورموزها وشبابها في حوار طبيعي مع العرجاني يعكس ثقة متبادلة وأنه نبت لهذه الأرض الطيبة، وتؤكد أيضا ما كنا نقرأه على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الحرب على الإرهاب من دور إجتماعي قام به العرجاني لخدمة أهله بارسال الأغذية والأدوية في مرحلة صعبة لوجستيا ونفسيا على السيناوية.الاخوان عبر ارهابيهم في سيناء قتلوا الشيخ خلف المنيعي من كبار قبيلة السواركة ونجله محمد بعد اعلانهم تضامنهم مع الجيش كما قتلوا الكثيرين واستهدفوا عبر داعش منزل العرجاني لدوره المؤثر في مواجهة الارهاب ومشاركته بعد ذلك في تنمية سيناء ومازال الاخوان لم ينسوا هذا الدور ويحرضون في كل مناسبة على الثأر من خلال الاستهداف أو الاغتيال المعنوي وظهر ذلك منذ إعلان شركات العرجاني رعايتها للنادي الأهلي وهو أمر عادي وطبيعي حوله الإخوان بلجانهم الإلكترونية إلى صيد سياسي واستكملوا الاستهداف حتى وصلوا إلى اتحاذ القبائل والعائلات العربية، خاصة مع إعلان اختيار العرجاني رئيسا له، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل لو تم اختيار قيادة آخرى، كانت ستقوم كل هذه الحملات؟ لقد لعب اتحاد قبائل سيناء "نواة اتحاد القبائل العربية" دورا بارزا خلال 10 سنوات في دعم الجيش وأجهزة الشرطة والدولة المصرية، بل والإرتقاء بأحوال أهالي سيناء في ظل الظروف الصعبة التي عاشوها أثناء محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى دوره في رفع الوعي لدى شباب القبائل، حتى لا يقعوا مرة آخرى فريسة للأفكار المغلوطة والجماعات الإرهابية، وبالتالي لا يوجد قلق من وراء تشكيل اتحاد القبائل والعائلات العربية لأنه سيتم تسجيله كجمعية أهلية ليس لها الحق في ممارسة السياسة، ولو كان العرجاني لديه طموح سياسي لخاض انتخابات مجلس النواب أو الشيوخ، والجميع يعلم أن قبيلته وشعبيته تكفل له النجاح.. كما أن تأييد معظم نواب سيناء الحاليين والسابقين لإتحاد القبائل العربية لدليل جديد عن أنهم لا يستشعرون منه خطرا كما يروج الإخوان.
على معتادي التشكيك في كل شئ، أن يتذكروا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي أثناء توليه وزارة الدفاع خلال حكم الإخوان لم يلتق بمدنيين إلا رموز قبائل سيناء، حيث أهدوه "عباءة سيناوية" كما عليهم أن يعرفوا أن اللواء عبد الفتاح السيسي قائد المنطقة الشمالية العسكرية كانت لديه علاقات متميزة مع القبائل ورموزها هناك لأنه يؤمن بأن القبائل جزء من نسيج الوطن يحتاجون دائما إلى إهتمام من الدولة لمواجهة كل دسائس الإخوان.