أم تستغيث لعلاج ابنها من مرض نادر: «حلمي يشوف وعلاجه زي الجوهرة المفقودة»
الطفل عمر المُصاب «الأنيريديا»
في زواية هادئة من غرفة منزله، يجلس «عمر فارس» صاحب الثماني سنوات على أريكة صغيرة بينما يتحسس بأصابعه الصغيرة الأشياء من حوله ليتعرف على ما يحيط به، بعدما حرمته الظروف من نعمة الرؤية الكاملة جراء إصابته بمرض «الأنيريديا» منذ ولادته.
حالة طبية نادرة
تروي السيدة «راندا عبد الرحيم» أم الطفل «عمر» قصة كفاح ابنها الذي أحب الحياة ويتمسك بالبقاء فيها رغم معاناته من حالة طبية نادرة تُعرف بـ«عدم وجود القزحية في عينه»، وهي حالة تُسمى الأنيريديا، وتُصاحب هذه الحالة مضاعفات أخرى مثل المياة الزرقاء والبيضاء وارتفاع ضغط العين، مما يتطلب تدخلًا جراحيًا دقيقًا ومكلفًا لا تستطيع تحمله.
تضيف الأم التي تبلغ من العمر «45» عاما خلال حديثها لـ«الوطن» عن معاناة ابنها بصوت مملوء بالحزن وعينين تملؤهما الدموع: «لقد وافق التأمين على إجراء العملية، لكن العقبة تكمن في عدم توفر جهاز «الإيرس شيل- IRS SELL» اللازم لتركيب العدسة داخل العين التي تفتقد القزحية، الطبيب المتخصص أكد أنه لا يمكن إجراء العملية دون هذا الجهاز، وأنا لا أستطيع تحمل تكلفته».
الإيرس شيل يُعادل الجوهرة المفقودة
واستكملت: «حصلت على موافقة التأمين لإجراء العملية الضرورية لطفلي، ولكننا واجهنا عقبة غير متوقعة، الطبيب المتخصص، الذي يحمل بين يديه مفتاح الأمل لعلاج ابني، أخبرني بأن الجزء الأساسي للعملية، الإيرس شيل، غير متوفر في التأمين، وأصر على أنه لن يجري العملية إلا بتوفيرها لكي لا يتسبب في العمى لابني، وأنا نفسي يشوف وعلاجه زي الجوهرة المفقودة».
وتابعت: «الدكتور قالي بالنص أنا مش هعمل العملية إلا لما يجبولهي الأيرس شيل، أنا مش هشيل ذنب طفل تاني، زي ما حصل معايا قبل كده».
الاستدانة من أجل مواجهة تكاليف العلاج
وأكملت الأم الملكومة على ابنها: «أنا ست شغالة خياطة على مكنة في مصنع وأبوه سواق تاكسي، ومش معانا فلوس نشتري العدسة، بل إننا بنستلف الفلوس للكشف عليه، والعدسة المطلوبة غالية جدا، ومحدش عارف سعر "الإيرس شيل" بكام ولا مكانه فين، بس الدكاتره بيقولي دي مستوردة، وسعرها غالي بالدولار».
عين على الأمل
تتابع الأم حديثها والتي تقبع في منطقة السلام بمحافظة القاهرة: «ابني يرى العالم بعين واحدة، وأخشى أن يفقد الأخرى إذا لم يجر العملية في أسرع وقت، كل ما نريده هو مساعدة أحد لنا، لتمكن ابننا من استكمال الحياة بشكل طبيعي».