مدبولي: عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لن يقتصر على وضع استراتيجيات
جانب من الاجتماع
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، الاجتماع الأول للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية.
جاء ذلك بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ومحمد عمران، وزير العمل، ومحمد أحمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان، والدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة والسكان للحوكمة والرقابة، والدكتور أيمن فريد، مساعد وزير التعليم العالي للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل.
التنسيق العرضي بين الوزارات والجهات المعني
وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن أحد أهم محاور برنامج الحكومة هو بناء الإنسان، وهو ما يضفي أهمية كبيرة لهذه المجموعة الوزارية، مضيفًا أن عمل المجموعات الوزارية لن يقتصر فقط على وضع استراتيجيات وبرامج، ولكن الأهم هو متابعة التنفيذ على الأرض، والتنسيق العرضي بين الوزارات والجهات المعنية.
الاهتمام ببناء الإنسان المصري
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: مهتمون بكل الملفات التي ستتبناها هذه المجموعة، وأي قرارات للمجموعة تتطلب موافقة مجلس الوزراء سنعتمدها على الفور.
وأضاف رئيس الوزراء، أن فلسفة هذه المجموعة هي الاهتمام ببناء الإنسان المصري، وتوضيح مدى اهتمام الدولة بهذا الملف، مشددًا على ضرورة أن يشعر المواطن بنتائج حقيقية لعمل هذه المجموعة.
تحقيق الاستقرار السياسي والتماسك الوطني
وخلال الاجتماع، قدم الدكتور خالد عبدالغفار، عرضاً، أشار في مُستهله إلى محاور ومرتكزات برنامج عمل الحكومة المصرية فيما يتعلق بملف التنمية البشرية، والتي يأتي تنفيذها في إطار رؤية مصر 2030، موضحاً أن تلك المحاور تتضمَّن العمل على بناء الإنسان المصري وتعزيز رفاهيته، وبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، هذا إلى جانب حماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية، وتحقيق الاستقرار السياسي والتماسك الوطني.
توفير وظائف المستقبل
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار، أن هناك العديد من النقاط التي من شأنها أن تسهم في تحقيق مستهدفات التنمية البشرية وبناء الإنسان المصري، ومن بين تلك النقاط تطبيق نظام صحي يشمل الجميع، وإتاحة فرص تعليم أفضل تسهم في توفير وظائف المستقبل، هذا إلى جانب توفير فرص عمل لائقة للجميع، والعمل على تحقيق تنمية عمرانية متكاملة ومستدامة، تضمن حياة كريمة لجميع المصريين، وتسهم في تعزيز الشباب باعتبارهم شركاء اليوم، وقادة الغد، فضلا عن تمكين المرأة والسعي لتعزيز دورها في مختلف المجالات.
توسيع قدرات الإنسان وخياراته في الحياة
ولفت الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن التنمية البشرية تستهدف توسيع قدرات الإنسان وخياراته في الحياة من خلال تعزيز أوجه المعرفة، والحصول على الرعاية الصحية، إلى جانب توفير بيئة معيشية كريمة.
تحقيق النمو الاقتصادي
ونّوه الدكتور خالد عبد الغفار بأن رأس المال البشري هو مجموعة من المهارات والمعارف التي يمتلكها الأفراد وتُستخدم لزيادة الإنتاجية وتحقيق النمو الاقتصادي، مؤكداً أن الاستثمار في رأس المال البشري من شأنه أن يسهم في تحسين مستوي المعيشة ونوعية الحياة من خلال ما يتم توفيره من فرص عمل أفضل وزيادة حجم الدخل.
وعن المعايير التي تتعلق بمؤشر رأس المال البشري، أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أنها تتضمن مُعدل البقاء على قيد الحياة، ومعدلات الالتحاق برياض الأطفال والابتدائي والإعدادي والثانوي، إلى جانب ما يتعلق بمعدلات الوفيات في الفئة العمرية ما بين 15 و60 عامًا، وأخيرًا ما يتعلق بمعدلات التقزم.
التوسع في الاستثمار في التعليم الأساسي
تناول الدكتور خالد عبد الغفار، أطر تعزيز أوجه التنمية البشرية في مصر، موضحاً أنها تتضمَّن التوسع في الاستثمار في التعليم الأساسي والفني والعالي، وتعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتطبيق برامج التطوير المهني المستمر والتعلم مدى الحياة، ودعم ريادة الأعمال، هذا إلى جانب العمل على زيادة وصول خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة لمختلف المواطنين، وتعزيز الرعاية الصحية الوقائية وأنماط الحياة الصحية، والعمل على تحقيق التغطية الصحية الشاملة لكل المواطنين.
وتتضمَّن أطر تعزيز التنمية البشرية في مصر، العمل على تطوير برامج الإسكان الاجتماعي لتوفير السكن الملائم، وتقديم الدعم المالي للفئات محدودة الدخل، فضلًا عن العمل على تعزيز فرص العمل وزيادة الدخل عبر برامج التنمية الاقتصادية، فضلًا عن تنفيذ المزيد من البنود الخاصة بتعزيز مشاركة المجتمعات في المبادرات التعليمية، والصحية، وذلك بما يضمن الاستدامة، وكذا الاهتمام بالوعي الثقافي وحملات التوعية العامة، ومُعالجة العوائق الثقافية أمام الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والسكن.
استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، أوجه التنمية البشرية على مدار المراحل العمرية للإنسان.
وخلال الاجتماع، قدمت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان، عرضا حول التنمية البشرية والمرحلة العمرية الخاصة بالطفولة المبكرة، شارحة في هذا الصدد عددا من النقاط المهمة للسنوات الست الذهبية الأولى (الطفولة المبكرة)، والتي تتحدد فيها 90% من قدرات الإنسان الذهنية والجسدية والنفسية والمجتمعية.
ونوهت إلى أن تشكيل المُستقبل ينطلق من دعم الطفل في السنوات الأولى من عمره، حيث إن أعظم استثمار في العالم هو التنمية البشرية في الطفولة المُبكرة وخاصة الألف يوم الذهبية.
وفي ضوء ذلك، تطرقت نائبة الوزير إلى المبادرة الرئاسية "الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية"، من أجل تحسين الخصائص السكانية كمًّا ونوعًا؛ لتحقيق التنمية، وتحسين معدلات الإنجاب؛ والتي أطلقها الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، تحت مظلة 100 مليون صحة؛ حيث تعد المبادرة من أهم مبادرات بناء الإنسان المصري؛ نظرًا لكونها تُمثل منهجًا شموليًّا لأول 1000 يوم من حياة الإنسان بهدف رفع الوعي بأهمية الألف يوم الأولى من الحياة.
وتطرقت الدكتورة عبلة الألفي إلى دور المجتمع المدني والدولة فيما يخص قضايا هذه المرحلة العمرية، بالإضافة إلى عرض مبسط لقضية التسرب من التعليم، وعدم تعليم البنات، والذي يضر بمستقبل أبناء المستقبل، كما يؤدي إلى زيادة عمالة الأطفال، لافتة إلى أن هناك عددا من التحديات التي تواجه الدولة المصرية، من بينها قضية أخرى تتعلق بالزواج المبكر والذي يدمر حياة الفتيات على مستوى العالم، فضلًا عن ملف الإعاقة لدى الأطفال ومرض التوحد، والتي تؤثر جميعها في مقياس التنمية البشرية بين البلاد.
وشرح الوزراء والمسئولون أعضاء اللجنة، خلال الاجتماع، رؤاهم حول محاور عمل المجموعة الوزارية، مؤكدين أهمية هذه المجموعة، ودورها في تنفيذ رؤي وبرامج الحكومة لبناء الإنسان المصري.
وطالب رئيس الوزراء، في نهاية الاجتماع، بأن تكون هناك مستهدفات مُحددة، بخطط زمنية لعمل هذه المجموعة، وتقييم ما تم تنفيذه، مشيرًا إلى أن الجميع يُعول على هذه المجموعة في إحداث طفرة في مُفردات بناء الإنسان، سواء ما يتعلق بالصحة والتعليم، والثقافة والخطاب الديني، وغيرها من الملفات المهمة.