وزارة تضاعف حجمها في عشر سنوات، ولا يعرف الكثيرون أن قطاعاً كبيراً للمؤسسات الصحية يتبعها، يضم عشرات المستشفيات الكبيرة التي تؤدي دوراً مهمًا للمصريين، وربما تمتلك نسبة الثلث في عدد الأسرة، والنصف في عدد أسرة العناية المركزة على مستوى مصر كلها.
وبالأرقام أصبح عدد المستشفيات الجامعية 125 مستشفى، بدلاً من 88 مستشفى عام 2014، بزيادة قدرها 37 مستشفى، لتصبح إضافة كبيرة ومؤثرة لمنظومة الرعاية الصحية في مصر.
على كل حال، التعليم الجامعي مهمتها الأولى.. وهو أيضاً بلغ حداً غير مسبوق من الاتساع. ويسير وفق رؤية الدولة بالتوسّع في التعليم التكنولوجي، وبلغ عددها رقماً معقولاً لكن نأمل في زيادته.
وطبقاً لأرقام وزير التعليم العالي نفسه الدكتور أيمن عاشور أصبح لدينا 28 جامعة حكومية بدلاً من 23 جامعة حكومية، و32 جامعة خاصة بدلاً من 23 جامعة خاصة، و20 جامعة أهلية و10 جامعات تكنولوجية و9 أفرع لجامعات أجنبية و6 جامعات باتفاقيات دولية وعدد 2 جامعة باتفاقيات إطارية، وجامعة بقوانين خاصة، وأكاديمية تُشرف عليها الوزارة!
أى إن عدد الجامعات فى مصر سجّل زيادة تجاوزت 122% خلال الـ10 سنوات الماضية، لتصل إلى 109 جامعات حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية، مقارنة بــ49 جامعة فى 2014!
لماذا نقول هذه الأرقام؟ لنؤكد الحجم الذى بلغته وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.. لكن ومع ذلك تبقى مسئولية وأمانة أن يتلقى أكثر من ثلاثة ملايين طالب تعليماً جامعياً حقيقياً هو الأصل.. لتكون المعادلة الشهيرة «الكم لا الكيف»!
القصة باختصار أن عدوى التعليم قبل الجامعي في فترة من الفترات انتقلت في بعض زواياها إلى التعليم الجامعي.. وأصبح هم الطلبة وأسرهم الانتهاء من التعليم والحصول على الشهادة بأي شكل، فهذا هو هو الهدف الرئيسى.. بتحصيل العلم المقرّر أو بدونه!
وهذه الحالة ينبغى أن تنتهى! ما نأمل أن نراه هو إغلاق صفحة الجماعة المجرمة وهواجسها من جامعات مصر نهائياً.. نريد أنشطة نوادى هيئة التدريس وخدماتها على أرقى مستوى. نريد انتخابات طلابية ساخنة وقوية.
نريد زيارات وفق جدول زمنى ذكى إلى أقرب إنجازات الدولة المصرية من الجامعات المصرية، ليرى طلاب مصر ما تم على أرض وطنهم رؤية يقينية على خلاف المعرفة السماعية!
نريد دوراً تنويرياً للجامعات في محيطها، وربما كان ذلك من بين فلسفة إنشاء الجامعات الإقليمية في منتصف الخمسينات.. وعلى كل المستويات، ولنا في جامعة أسيوط مثال!
إنصاف الطلبة من تعسّف بعض الأساتذة الجامعيين وإنصاف الأساتذة من تعسّف بعض العمداء وبعض رؤساء الجامعات يحتاج إلى حسم.. والحسم يحتاج إلى آلية لتصل الصرخات إلى مكتب الوزير.. لكن كيف ذلك، ومكتب الوزير وإعلام الوزارة منغلقان لا يتعاملان مع الإعلام أو مع غير الإعلام؟!
ملف الطلبة غير القادرين يحتاج إلى سرعة في إنجاز أوراقهم والحصول على مكانهم دون عقبات قد تكون مسيئة نفسياً.
آمال عريضة وواسعة عند وزارة التعليم العالى.. وكلنا ثقة فى السعى لإنجازها كلها.. أو على الأقل أغلبها!