تسع مرات تغير اسم ووظيفة وزارة الري منذ نشأتها قبل 160 عاما.. حتى أنّ اسمها ودورها تغير مرتين في عامين متتاليين 1977 و1978 حتى ظلت على اسمها ودورها الحالي ومهامها الحالية والتي لا يعرفها قطاع من شعبنا.. رغم حجم دورها الهائل في حياة المصريين.. ولتقريب الصورة تقوم وزارة الري بمهام عديدة منها على سبيل المثال رسم وتخطيط وتنفيذ مشروعات تنمية الموارد المائية من النيل وروافد ومصادر المياه المختلفة السطحية والجوفية ومياه الصرف.
وكذلك المحافظة على النيل باعتباره الشريان الرئيسي للمياه في مصر وتطوير نطاقه ليتمشى مع المتغيرات المستقبلية المتوقعة والعمل على زيادة استغلالة ملاحيا وسياحيا ولتوليد الطاقة الكهربائية في إطار خطة متكاملة لتطوير مجرى النيل ولتقوية جسوره تحسبا للطوارئ.
إنشاء وتدعيم القناطر ومرافق الري ومشروع تطوير طرق الري وحماية وتطوير السواحل والشواطئ المصرية. حماية وتدعيم السد العالي وخزان أسوان. تغطيات الترع والمصارف داخل الكتل السكنية. وأيضا اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المنشأت المائية العامه المقامة على النيل ورفع كفاءتها لخدمة الأغراض القومية المختلفة وتدعيمها وإحلال ما يلزم تجديده مع دراسة توليد الطاقة الكهربائية من القناطر التي تثبت الدراسة جدواها.. والمحافظة على السد العالي وخزان أسوان لضمان قيامهما بوظيفتهما على أكمل وجه.. مع تنفيذ مشروعات الري والصرف العام والمغطى وصيانة المجاري المائية ومنشأتها وتنفيذ الأعمال المدنية والميكانيكية لمشروعات الري والصرف والتوسع الأفقي.. رسم وتخطيط وتنفيذ سياسة صرف الأراضى الزراعية لتعم شبكاتها كل الأراضي المصرية بما يحافظ على خصوبة التربة.. إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لتقييم خزانات المياه الجوفية بالدلتا ووادي النيل والصحاري المصرية وتقدير إمكانياتها.
إنجازات الوزارة الفترة الماضية عديدة من بينها مثلا العمل في 54 مركزا من مراكز المرحلة الأولى لمبادرة «حياة كريمة» في نطاق 20 محافظة من محافظات الجمهورية حيث بلغت أطوال الترع التي تم تأهيلها بمراكز حياه كريمة حوالي 3070 كيلومترا وجار العمل في ترع بأطوال تصل إلى 1396 كيلومترا ليصل بذلك إجمالي أطوال التأهيل بمركز حياه كريمة لـ4469 كيلومترا كما انتهت الوزارة وجار تنفيذ عدد 6 عمليات للحماية من أخطار السيول بمحافظات المنيا وأسوان والجيزة تشتمل على إنشاء بحيرات وحواجز وسدود إعاقة.. وغيرها وغيرها، كما أن ما تقدمه الوزارة في إفريقيا عظيم ورائع يستحق مقالا منفردا.
لكن تبقي مطالبنا لديها ورغم بحث الوزارة ودراسة 2370 شكوى وطلبا واستغاثة خلال شهر يوليو 2024 وصلتها من منظومة الشكاوى الحكومية، لكن يبقي الأمل في إنهاء معاناة الفلاحين في بعض الأماكن مع الري وكذلك الأمل كله في استمرار واستكمال تطهير مجري نهر النيل من الإشغالات، وكذلك إنهاء أعمال الوزارة فيما تملكه وتديره ويتبعها من كباري وطرق وإعلاء المصلحة العامة وليس مبدأ الربح في استغلال ما يتم تطويره من ترع ومصارف يتم إقامة مشروعات حولها وهذا جيد.. لكن ينبغي مراعاة المكان نفسه ومحيطه.. فأماكن مزدحمة في أحياء كثيفة السكان تكون الحدائق الخضراء للأهالي أهم من المحلات والمقاهي والمطاعم وبما ينسجم مع خطة ورؤية الدولة في الحفاظ على البيئة وزيادة المساحات الخضراء والحد من الزحام.. وهو في اعتقادنا يفوق عائد إيجار محلات ومقاهي هنا أو هناك وهكذا.. وإلى الأمام.