تستعر ضد مصر حرب الشائعات والأكاذيب المفضوحة وهو ما يؤكد أن أم الدنيا باتت عصية على الأعداء ونجحت فى كشف وإفشال حربهم الدنيئة.. إن من يتفحص المشهد العالمى يرى بوضوح، ربما لم يسبق له مثيل، أين يقف الصديق وأين يقف العدو، مهما ادعى.. فإسرائيل التى فضحتها حرب غزة، رغم أنها دولة نووية وتواجه شعباً أعزل، معظم ضحاياه من الأطفال والنساء وكبار السن، لم تتغير نواياها العدائية ضد مصر، حتى مع معاهدات كامب ديفيد، حيث لم تتوقف عن تنفيذ مشروعها المعادى بالسيطرة على الوطن العربى، من النهر إلى البحر، كما يجاهر الصهاينة.
شنت إسرائيل حروباً عديدة ضد مصر وفشلت فيها كلها من تحقيق الهدف الرئيسى، حتى مع استعانة الدولة الصهيونية بقوى أخرى تتفق معها فى الهدف، مثل بريطانيا فى المساعدة على احتلال مرتزقة من الصهاينة لأرض فلسطين فى أربعينات القرن الماضى، مروراً بالعدوان الثلاثى ووصولاً إلى عام سبعة وستين الذى كان للولايات المتحدة الأمريكية الدور الرئيسى فيه.
وحيث لم تنجح هذه الحروب العدوانية فى النيل من مصر بفضل وحدة شعبها وجيشها مهما كانت القوة الغاشمة المعتدية، شنت إسرائيل سلسلة من الحروب الخبيثة، بإطلاق الشائعات التى لا أساس لها من الصحة، مثلما ذكرته وسائل إعلامها، أكثر من مرة، بتعاون مصر معها فى معبر رفح وكذلك الادعاء الفاجر بالتنسيق معها فى محور فلادلفيا، وأخيراً وليس آخراً، أكاذيبها الملحة بوجود أنفاق بين مصر وقطاع غزة بغية تبرير فشلها فى تحقيق أى من أهدافها، وهو ما كان لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى التأثير الأقوى فى منع هجرة أو تهجير فلسطينيى القطاع إلى شبه جزيرة سيناء المصرية واعتبار ذلك خطاً أحمر، قضى على مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية.
تكرر إسرائيل هذه الأيام أكذوبة وجود أنفاق يتسرب منها السلاح من مصر إلى قطاع غزة، علماً بأن العديد من المسئولين فى المنظمات الدولية ومن الدول المتابعة للتطورات قد قاموا بزيارة المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة ولم يشر أى منهم إلى وجود شىء من هذا القبيل، وواضح بالطبع أن نتنياهو يريد تبرير فشله الذريع فى أطول حرب خاضتها إسرائيل بإطلاق العديد من الشائعات الخبيثة ضد مصر وذلك بالتأكيد لأن الشائعات الكاذبة هى سلاح الفاشل، ومن أهم الدلائل على فشل إسرائيل دفع واشنطن بترسانة من الأسلحة للمنطقة «للدفاع عن إسرائيل ضد أى هجوم تتعرض له!».
ورغم قسوة حرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل ضد شعب فلسطين، ليس فى غزة فقط، بل والضفة الغربية المحتلة أيضاً، ورغم الدعم الأمريكى المخزى بكميات رهيبة من الأسلحة الفتاكة، فإن الصمود الفلسطينى البطولى من جهة، والدعم المصرى الحاسم للقضية الفلسطينية، قد دفع بالقضية إلى الصدارة، وفى كل يوم يزداد عدد الذين أصبحوا لا يصدقون أكاذيب الدولة الصهيونية وادعاءاتها ضد مصر، ودورها فى توعية العالم بمخاطر تداعيات حرب الإبادة ضد قطاع غزة، حيث دمرت إسرائيل معظم مساكن وأحياء القطاع وركزت وحشيتها على الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس، فبدأ انتشار الأوبئة والأمراض.
ورغم ذلك يقاوم الشعب الفلسطينى ببسالة أسطورية أعتى مؤامرة فى التاريخ وبدأت صفحة جديدة فى تاريخ العالم تسجل أفول هذه الحقبة الإجرامية ومعها هيمنة القطب الأوحد وفتح صفحة تعدد الأقطاب ونهاية الدولة العنصرية البغيضة وسطور ناصعة البياض والنقاء عن دور مصر - السيسى.