وفاة أمريكي بعد إزالة عضو من جسمه بالخطأ.. ماذا حدث داخل غرفة العمليات؟
عملية جراحية - تعبيرية
انتقلت الأخطاء الطبية داخل غرف العمليات إلى مستوى خطير، فبعد أن كان الخطأ يقتصر على نسيان بعض الأدوات الطبية داخل بطن المريض، تطور إلى إزالة عضو من داخل الجسم عن طريق الخطأ بدلًا من آخر، ما تسبب في وفاة رجل أمريكي على يد أحد الجراحين في مستشفى بولاية فلوريدا الأمريكية، خلال الأيام الماضية.
وفاة أمريكي بسبب خطأ طبي فادح
الرجل الذي يبلغ من العمر 70 عامًا من ألاباما، راح ضحية خطأ طبي، عندما أزال الجراح كبده عن طريق الخطأ، بدلاً من إزالة الطحال، إذ يعرف هذا النوع من الأخطاء الطبية بأنه «حدث لا يمكن أن يحدث أبدًا».
وبحسب صحيفة «جارديان» البريطانية، كان ويليام برايان، 70 عامًا، وزوجته بيفرلي، يزوران عقارهما المستأجر في مقاطعة أوكالوسا هذا الصيف، عندما بدأ «برايان» فجأة يعاني من ألم في الجانب الأيسر من الخاصرة، ثم ذهب إلى المستشفى، وتم إدخاله لإجراء المزيد من الدراسات، بسبب مخاوف من وجود خلل في الطحال.
وتقول الأسرة إن برايان وزوجته كانا مترددين في البداية بشأن إجراء الجراحة في فلوريدا، لكن الأطباء في مستشفى Ascension Sacred Heart Emerald Coast في مقاطعة والتون، أقنعوهم بذلك، وأبلغوا أسرته بأنّه قد يعاني من مضاعفات خطيرة، إذا غادر المستشفى.
وأجرى الجراح الدكتور توماس شاكنوفسكي عملية استئصال الطحال بالمنظار بمساعدة اليد، وأثناء العملية الجراحية، يزعم محامي العائلة أن الطبيب أزال كبد «برايان»، عن طريق قطع الأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي الكبد، ما تسبب في فقدان الدم الفوري والكارثي الذي أدى إلى الوفاة، وتزعم الأسرة أن الجراح شرع في تصنيف عينة الكبد المستأصلة على أنها «طحال»، ولم يتبين إلا بعد الوفاة أن العضو الذي تمت إزالته كان في الواقع كبد «بريان»، وليس الطحال.
الأخطاء الأكثر شيوعًا في المجالات الطبية
بحسب مجلة «science alert» العلمية، عادة ما تتراوح الأحداث غير المتوقعة بين إجراء العملية الجراحية على العضو أو الجانب الخطأ، أو إدخال الطرف الاصطناعي الخطأ (مثل مفاصل الورك)، أو ترك أجسام غريبة (عادةً الأدوات الجراحية والمسحات) داخل المريض، وفي حالة هذا المريض السبعيني، كان من الصعب أن يخلط الجراح بين الطحال والكبد، نظرًا لأن أساسيات علم التشريح يتم تدريسها في وقت مبكر من الطب.
وبحسب بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، تظهر الأخطاء الأكثر شيوعًا في الجانب الخطأ من الجسم، خاصة أنّ البشر متماثلون في كثير من النواحي، ولديهم أزواج من الأعضاء المختلفة، لذا يحدث ارتباك بشأن الجانب الأيسر والأيمن، ففي بعض الأحيان يتم عرض صور الأشعة على الشاشة بطريقة خاطئة، وقد يؤدي ذلك إلى استئصال الكلى السليمة للمرضى بدلاً من الكلى المريضة، ومن بين الهياكل المزدوجة الأخرى التي يتم إزالتها في كثير من الأحيان من الجانب الخطأ الخصيتين، ما قد يجعل المرضى غير قادرين على الإنجاب.
وقد أثرت أخطاء جراحية مماثلة على خصوبة النساء، حيث أزال الجراحون قناة الرحم (قناة فالوب) عن طريق الخطأ، وفي أخطاء مماثلة، أزيلت المبايض السليمة عن طريق الخطأ بدلًا من إزالة الزائدة الدودية لدى المرأة الحامل، ما أدى إلى وفاة المريضة.
وتشير دراسة من الولايات المتحدة، إلى أن التخصص الجراحي الأكثر احتمالا لإجراء الجراحة في الموقع الخطأ هو جراحة العظام بنسبة 35%، تليها جراحة الأعصاب بنسبة 22%، ثم جراحة المسالك البولية بنسبة 9%، وأكد آخرون أن جراحة العظام تشهد أعلى معدلات إجراء العمليات الجراحية في الموقع الخطأ، إذ أكد نحو 21% من جراحي اليد أنهم أجروا العمليات الجراحية في الموقع الخطأ.
ونادرًا ما يتم نشر مثل هذه الأخطاء في المجلات الطبية، وربما يرجع ذلك إلى التبعات القانونية، لذا يتعين على الأنظمة التكيف لضمان عدم المساس بسلامة المرضى.