الذكرى الـ113 لوفاة أحمد عرابي.. محطات في حياة بطل شعارها «الوطن أولا»
أحمد عرابي
التاريخ المصري حافل بالقادة والأبطال، فالدولة المصرية دائماً مصنع الرجال ومنبع القادة فلا يكاد يخلو عصر من العصور الأولى أو الوسطى أو الحديثة من قصص الأبطال.
الدولة المصرية مليء تاريخها بالأبطال ومنهم أحد القادة وأبرز المناضلين الزعيم أحمد عرابي قائد الثورة العرابية 1879-1882، وفي السطور التالية نرصد لكم أهم المحطات في حياة الزعيم الراحل أحمد عرابي تزامنًا مع الذكرى الـ113 لرحيله في 21 سبتمبر 1911.
النشأة والدراسة
ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841 بقرية "هرية رزنة" في محافظة الشرقية، وكان منذ صغره محاطاً بالعلم الشرعي بفضل والده، الذي كان شيخ القرية، وتلقى عرابي تعليمه الأولي في الكتّاب، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض القرآن، وعندما توفي والده، تولى شقيقه الأكبر رعايته وأرسله للتعلم في الأزهر الشريف.
وعلى الرغم من تميزه في العلوم الشرعية، اتجه عرابي إلى الحياة العسكرية في سن الرابعة عشرة، حيث التحق بالمدرسة الحربية بأمر من سعيد باشا، الذي سعى إلى تعزيز صفوف الجيش بأبناء المشايخ والأعيان، وتميز عرابي منذ البداية بقدراته في القراءة والحساب، مما أهله للترقي سريعاً في الرتب العسكرية، إلى أن وصل إلى أن رتبة نقيب وهو لا يزال حديث العشرين.
الصراع مع الشركس وبدايات التمرد
منذ بدايات مسيرته العسكرية، وجد عرابي نفسه في مواجهة مع نظام يهيمن عليه الضباط الشركس، الذين كانوا يحتلون المناصب العليا في الدولة، أثرت هذه العلاقات المتوترة على ترقيته داخل الجيش، حيث بقي في رتبة قائم مقام لمدة 19 عامًا، بينما ترقى من كانوا تحت قيادته بسرعة، هذه المعاملة غير العادلة جعلت من عرابي شخصية ثورية، وبدأ في نشر أفكاره القومية والدعوة إلى إصلاحات داخل الجيش.
ثورة عرابي ضد الخديو
في يناير 1881، قدم عرابي ومعه مجموعة من الضباط عريضة إلى رئيس الوزراء يطالبون فيها بإقالة ناظر الجهادية الشركسي عثمان رفقي وإجراء تحقيقات حول كفاءة من تم ترقيتهم، اعتبر هذا الحدث الشرارة الأولى للثورة العرابية، حيث كان لأول مرة يتحد الضباط المصريون ضد سلطة أعلى ويختارون زعيماً لهم.
ردّ الخديو توفيق على هذه العريضة بعقد مجلس لمحاكمة الضباط، مما أدى إلى اعتقال عرابي ورفاقه، لكن الجيش تحرك سريعاً لتحريرهم، وهو ما أجبر الخديو على التنازل عن مطالبه، وساعد هذا النجاح في تعزيز مكانة عرابي وزيادة شعبيته بين الجنود والمصريين عامة.
المنفى بعد الثورة
مع تزايد نفوذ عرابي، تصاعدت الأحداث إلى مواجهة مع القوى الخارجية، حيث قادت ثورته البلاد بالتصادم مع بريطانيا وفرنسا، التي انتهت بانتصار القوى الاستعمارية، وحكم على عرابي بالنفي إلى سيلان (سريلانكا) في عام 1883، حيث قضى 20 عامًا في المنفى.
وخلال فترة نفيه، كتب عرابي مذكراته التي وثق فيها مسيرته السياسية والعسكرية ورؤيته لمستقبل مصر، وفي عام 1903، صدر قرار بالعفو عنه، فعاد إلى مصر ليعيش فيها حتى وفاته في سبتمبر 1911.
إرث عرابي
يعتبر أحمد عرابي رمزاً وطنياً في تاريخ مصر الحديث، قاد ثورة ضد الفساد والظلم، وكان يطمح إلى تحرير البلاد من الهيمنة الأجنبية ورغم نفيه، فإن فكره الثوري وأفكاره الإصلاحية تركت أثراً كبيراً في الأجيال التي تلته، وأصبح نموذجاً للقادة الوطنيين الذين سعوا إلى استقلال مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية.