كثيرون لا يتوقفون عند اسم منطقة شهيرة فى القاهرة اسمها «الخيامية» تتبع حى الدرب الأحمر وتكاد تتحول إلى حى كامل، وبجوارها منطقة كاملة أخرى اسمها «المغربلين» تكاد أيضاً من حجم أعمالها أن تتحول إلى حى مستقل، وهناك أيضاً منطقة «النحاسين» بالقرب منهما، وتشكل المناطق الثلاث مع «خان الخليلى» مربعاً هائلاً للصناعات والأعمال والحرف اليدوية.. الأولى لصناعات الخيام والسرادقات وكافة الأعمال المرتبطة بمختلف المناسبات فى بلادنا العربية، والثانية ترتبط بغربلة الحبوب والبقوليات وتعبئتها، والثالثة تلتصق بأعمال وحرفة صناعات النحاس من حلى وأوانى وغيرها.. أما خان الخليلى وكافة الصناعات اليدوية لتاريخ مصر كله، فموجود هناك تماثيل ولوحات وحلى وسبح وكافة أنواع الأعمال التذكارية عن الحياة فى مصر!
ماذا يعنى ذلك؟! يعنى تاريخاً طويلاً لمصر وشعبها فى عشرات الصناعات اليدوية التى كادت تنتهى وتتوارى ويذهب أبناؤها إلى العمل فى ما هو أسهل لهم وأخطر على الاقتصاد وعلى المجتمع كله!
فى بلادنا صناعات عديدة فى مختلف أنحاء البلاد.. الأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوى والطرق على النحاس وغيره.. صناعة الحلى فى مناطق تجمُّع نصر النوبة وتجمع حلايب وشلاتين ومرسى علم.. وصناعة النسيج فى مناطق أخميم بسوهاج ونقادة بالأقصر وساقية أبوشعرة المتخصصة، وتجمُّع الجمالية المتخصص فى المشغولات الفضية، وصناعة الرخام وتتركز فى مناطق الدريسة وشق الثعبان، بالإضافة إلى تجمعات فى مجالات صناعة التللى والعرجون والأثاث.. وفى صناعة السجاد اليدوى وصناعة الكليم فى بئر العبد بالعريش وسانت كاترين.. ومناطق فوة والجورة بالعريش ومرسى علم وأبوسمبل وسيوة.. وغيرها وغيرها.
علينا أن نعرف أن صادرات الصناعات اليدوية والحرف التراثية فى مصر تحتل تقريباً الترتيب الثانى عشر فى قائمة أهم وأكبر صادرات مصر، تلى صادرات الأثاث وتسبق صناعات الجلود وصادراتها، إذ بلغت فى عام 2023 رقم 169مليون دولار!! وهو رقم ليس بقليل فى صناعات كنا ظننا أنها انتهت، لكن تبذل القيادة السياسية منذ عدة سنوات جهوداً كبيرة لإحيائها برعاية مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فما بالنا بالحال بعد سنوات، حيث يمكن مضاعفة الرقم المذكور، فضلاً عن مضاعفة العاملين فى الحرف وتوزيعها ونقلها وتغليفها وتصديرها؟!
نحتاج إلى دعم التجمعات الكبيرة والحوار معها لتوفير سبل النهوض بهذه الصناعات والحوار مع التجمعات الصغيرة لتوفير سبل توسيع نشاطها مع زيادة المعارض داخلياً وخارجياً ومعاملتها بما يقترب مما يقدم فى دعم الصادرات أو معاملة شبيهة شكلاً ومضموناً، وهو ما يستلزم دخول البنوك المصرية على الخط..
إلى الأمام يا وطنى..