فيه سؤال دايماً بيطرح نفسه فى دماغى، هو إحنا بنحب النكد أو الكآبة؟ ولا هل ده روتين؟ يعنى الواحد مننا لو حس إنه مبسوط لازم يدور على حاجة تنكد عليه؟ وفيه سؤال تانى برضه؟ هو إحنا ليه دايماً لما نيجى نفرح أوى ندمع وساعتها نقول عليها دموع الفرح؟ أنا مش معترض بس بحاول أفهم وقلت أشارك حضراتكم يمكن تفيدونى وتدلونى على تفسير.
على فكرة أنا واحد من الناس دى، لما بفرح أوى بحس إحساس غريب ورغبة شديدة بأنى عايز أبكى وساعتها ممكن أبكى وأنا مبتسم، تناقض غريب جداً بس حقيقى وموجود، مش كده وبس ده ساعات فيه ناس بتفتعل وبتمثل أنها بتعيط خصوصاً لو فيه فرح مثلاً والناس دى بتحسسنى وكأنه عيب أنهم يفرحوا من غير دموع وأنهم بالدموع دى بيثبتوا أنهم بجد بيحبوا العريس أو العروسة، مع إن كلنا عارفين طبعاً أن الحب مش بالدموع، ما علينا خلينا نتناقش فى موضوع الحب ده فى وقت تانى إن شاء الله.
طبعاً كل واحد فينا فيه اللى مكفيه، من أزمات لمشاكل لظروف حياتية مختلفة فى أغلب الأحيان بتكون قاسية شويتين على الواحد مننا، ومع اختلاف البشر، فيه مننا اللى بيستحمل كل ده وبيحاول يتعامل رغم الضغوط الشديدة وفيه اللى بييجى عند أول مطب ويركن على جنب ويقعد يندب حظه وما يتحركش خطوة تانية فى حياته، وده بيكون النوع اللى عمره ما تخيل أنه هيتحط فى اختبار وكان من الناس اللى أيديها فى الميه الباردة واتصدم بضرورة نزوله لأرض الواقع المرير فى كثير من الأحيان، الكلام ده كله مش هو الحكاية، الحكاية أن النموذجين اللى اتكلمت عنهم دول بييجوا فى لحظة وبيتصرفوا نفس التصرف، بمعنى أنه لو قابل أحد النموذجين شخص يثق فيه جداً ويحبه بعد فراق طويل حتى لو لم يكن يحمل حلاً لمشاكله وبمجرد السلام بيترمى فى حضنه وبمجرد أن الصديق ده يطبطب عليه يكون رد الفعل واحد عند النموذجين وهو البكاء، طب ليه؟ هل مثلاً لأن الاتنين محتاجين يحسوا بالأمان وما صدقوا مثلاً يشوفوا ده أو يحسوه فى الشخص اللى قدامهم، ولا لمجرد أن هما الاتنين مع اختلاف أزماتهم ما صدقوا يفرغوا إحساس الألم اللى هما فيه من اللى بيمروا بيه؟
مش بقول لحضراتكم فى ربط غريب بيننا وبين الدموع فى الفرح موجودة وفى الحزن موجودة، طب فى الحزن ده وضع طبيعى بكاء الفراق أو الألم أو الغدر أو غيرها من الأحاسيس اللى من الطبيعى أنها تؤدى للبكاء، بس فى الفرح ليه؟
تخيلوا حضراتكم أن الدموع من النوعين اللى اتكلمت عنهم فى النهاية ممكن يبقالهم تفسير أو أهمية خصوصاً وهما الاتنين ليهم علاقة من المشاعر، لكن أنا بالنسبة لى أخطر أنواع الدموع هى دموع التماسيح، ليه الإنسان اتوصف إنه ممكن يبكى بدموع التماسيح؟ بمنتهى البساطة للسبب التالى، التمساح عندما يتحفز للانقضاض على فريسته بيكون عنده طاقة هايلة وخصوصاً وهو بياكل وبيفرز عرق وبما أن التمساح جلده سميك جداً فبالتالى الجسم مش بيلاقى أى مكان يخرج منه غير عيون التمساح، ايه رأيكم؟ يعنى دموع التمساح ما هى إلا إنذار أنه جاهز للانقضاض على فريسته، للأسف ده بقى موجود بين بنى البشر، تلاقى شخص ما يستخدم دموعه لإقناعك بحبه لك، أو بنت تستخدم دموعها وكأنها بذلك تؤكد حبها لشخص لإيقاعه فى غرامها، أو لمحاولة إثبات الندم والاعتذار على موقف لا مفر منه سوى الاعتذار، من الآخر زى المثل اللى بيقول (يتمسكن لحد ما يتمكن)، وللأسف فيه بين البشر اللى بيقدر يكتشف هذا النوع من الدموع بناء على خبرات متراكمة (اللى اتلسع من الشوربة) وفى اللى ما بيعرفش وللأسف دول كتير.
بغض النظر عن كل كلامى وعن محاولات تفسيرى للدموع ومحاولة البحث عن سبب وجود الدموع فى حياتنا عمال على بطال بس أنا دموعى بتنزل منى كل ما بحس أن بلدنا بتنجح أو بتتحرك لقدام غصب عن الكائنات اللى بتحاول توقعنا، طعم الفرحة حلو أوى والله وبصراحة مش فارقلى أفرح وألاقى نفسى بدمع أو أفرح ولاقى نفسى برقص فى الشارع، المهم إنى أفرح وكلنا نفرح ببلدنا ونفضل فرحانين وراياتنا مرفوعة، وفخورين بنفسنا خصوصاً وإحنا قدام العالم كله بنعمل مستحيلات، قناة السويس الجديدة اللى الدنيا كلها قالت علينا مجانين لما قلنا هنعملها فى سنة، لمينا فلوسها من حر مالنا وحفرناها بإيدينا وأسناننا وعملناها، ألف مليون مبروك لكل مصرى جوه مصر وبراها، واسمحلى أقولك حاجة واحدة، بس افرح وافتخر ببلدك أياً كان مكانك.
ارفع راسك فوق.. إنت مصرى.