أسر شهداء السويس تحذر «مرسى» من «ثورة تصحيح»: سنقدم باقى أبنائنا فداء للتغيير
وجهت أسر شهداء السويس تهديدات كثيرة للرئيس محمد مرسى، بإطلاق شرارة الثورة الثانية، واصفين إياها بـ«ثورة التصحيح»، خلال الأيام المقبلة، مؤكدين استعدادهم لتقديم أنفسهم وباقى أبنائهم شهداء لها، بسبب ما وصفوه بضياع حق أبنائهم واختطاف طائفة بعينها للثورة الأولى، لتحقيق مصالح شخصية.
«دم ابنى ضاع هدر، وغيرنا استفاد بيه».. حسبما قال والد الشهيد شريف رضوان، أحد شهداء محافظة السويس، الذى أبدى اعتراضه على حالة التجاهل التى تمارس ضد أسر الشهداء، مشيراً إلى أن الشهيد وأسرته هم الخاسرون فى الثورة، خاصة أن أهداف الثورة لم تتحقق فى ظل سيطرة فئة بعينها على مقاليد الحكم، مثلما كان فى العهد البائد، وتابع: «سالت دماء أبنائنا من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع».
الرجل الستينى، الذى لم يكف عن البكاء طوال حديثه، ممسكاً بصورة ابنه الشهيد، يرى أن الثورة الثانية على وشك الاندلاع فى محافظة السويس، لتصحيح مسار الثورة الأولى.[Quote_1]
وعن وعود الرئيس محمد مرسى، قال: «الرئيس مرسى جالنا هنا قبل الانتخابات وأكد لنا أنه هيدينا حق أولادنا، وحتى الآن لم نر منه شيئاً»، ويضيف: «حتى فريضة الحج رفض أعضاء حزب الحرية والعدالة مساعدتنا فى الحصول على التأشيرات، واكتفوا بإجراء قرعة على فرصة حج واحدة لأكثر من ثلاثين أسرة، والباقى قام بأداء الفريضة على نفقته الخاصة».
لافتة كبيرة وضعت على أحد الأعمدة الرئيسية، الموجودة أمام المقر القديم لقسم الأربعين، تحمل صورة الشهيد «محمد أحمد محمود»، أقامها الأهالى على نفقتهم الخاصة، بجانب عديد من البوسترات التى ألصقوها فى مختلف أرجاء المحافظة.
تقول والدة الشهيد محمد أحمد محمود: «هو ده كل اللى أنا خدته من حق ابنى الشهيد»، ثم يغلبها البكاء كلما نظرت إلى صورته المعلقة على اللافتة، ثم تكرر بين الحين والآخر «دمه راح هدر».
تستعيد الأم ذكريات أيام الغضب، قائلة: «ندمت على إلحاحى عليه للنزول إلى ميدان الأربعين للمطالبة بحقه، يكفى أنه مات دون أن يتغير شىء فى أوضاع البلاد»، وتؤمن على كلام أسر الشهداء قائلة: «الثورة الثانية باتت قريبة جدا، وأسر شهداء ثورة 25 يناير سيقودونها، حتى لو كلفهم ذلك تقديم باقى أبنائهم شهداء لها، إلى أن تتغير الأوضاع».
ويؤكد تامر رضوان، المتحدث الإعلامى باسم أسر شهداء السويس، أنه بدأ بالفعل، ومعه أسر الشهداء، فى الدعوة لـ«ثورة التصحيح»، التى قال إن سببها «فشل المسئولين الذين تقلدوا المناصب على دماء الشهداء وأكتاف أسرهم، فى معالجة القضايا التى من أجلها قامت الثورة».
ويرى رضوان أن هناك تواطؤاً واضحاً بين لجنة تقصى الحقائق والحكومة، لتهدئة الرأى العام وليس لمنح أسر الشهداء حقوقهم، لذلك قرر المتحدث الإعلامى مقاطعة اللجنة، وعمل سلسلة من الاجتماعات مع أسر الشهداء وعدد من النشطاء السياسيين، لإعادة تصحيح مسار الثورة، منتقداً توزيع محافظ السويس تأشيرات الحج الخاصة بأسر الشهداء على أعضاء حزب الحرية والعدالة، مبرراً ذلك بأنه يرغب فى إرضاء الإسلاميين، الذين أتوا به إلى منصبه، على الرغم من رفض جميع أبناء السويس له.
«آخر وصية للشهيد إنى أعمل عملية فى ودن بنتى علشان تعرف تسمع»، هكذا قالت زوجة الشهيد سيد زكى، التى تعول أسرة مكونة من 4 أفراد، موضحة أنها تقدمت بطلبات كثيرة للمسئولين فى المحافظة والصناديق الخاصة بأسر الشهداء، من أجل تنفيذ وصية زوجها، إلا أنها جميعها قوبلت بالرفض، باستثناء طلب واحد، حوله اللواء سمير بدر، محافظ السويس، إلى أحد المستشفيات العامة بالقاهرة، وهناك نصحها الأطباء بإجراء العملية لابنتها فى أحد المستشفيات الخاصة، وأبلغوها بأن تكلفتها ستصل إلى 30 ألف جنيه، وهو ما عطل تنفيذ الوصية، «لهذا قررنا أن نشارك فى الاحتجاجات ولن نتوقف حتى يمنحونا حقوقنا المسلوبة».
أخبار متعلقة:
السويس.. بلد الشهداء على أعتاب ثورة ثانية
أسر شهداء السويس تحذر «مرسى» من «ثورة تصحيح»: سنقدم باقى أبنائنا فداء للتغيير
+طوابير الإحباط,وسط العواصف الترابية:الشكوى ل"المحافظ"مذلة
«الوطن» ترصد حكايات الليلة الأولى لاعتصام «سيراميكا كليوباترا» على سلالم «السويس»
الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس لـ«الوطن»: الثورة الثانية ستنطلق من السويس قريباً.. وأنا أول المشاركين فيها