أمين شرطة: ما حدش يتحمل الجو ده إلا الناس اللى عندها "ضمير"
أمين شرطة: ما حدش يتحمل الجو ده إلا الناس اللى عندها "ضمير"
تامر بدوى
اللى يحب شغله مش هيفرق معاه الجو.. «ربنا بيقوى»
أمام سور نادى الصيد بالدقى، يقف أمين الشرطة فى إشارة المرور تحت أشعة الشمس الحارقة، مرتدياً بذلته العسكرية ونظارة سوداء، واضعاً على رأسه طاقية سوداء، يشير بيديه إلى السيارات يميناً ويساراً، كل من يمر عليه يلقى عليه السلام المصحوب بابتسامة عريضة، فكل المارة يعرفونه وينادون عليه من نوافذ سياراتهم «صباح الفل يا تامر». تامر سعيد بدوى، الشاب الذى أتم بالأمس 32 عاماً، يعمل أمين شرطة بإدارة مرور الجيزة، فمحل عمله هو إشارة نادى الصيد بالدقى منذ أكثر من ثمانى سنوات، يبدأ «تامر» عمله من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً، يقف تحت حرارة الشمس من أجل ممارسة عمله. يقول «تامر» إن حرارة الجو خاصة عقب انتهاء شهر رمضان الكريم منذ أسابيع قليلة، بدأت فى الارتفاع الشديد، وهو ما يعانيه بقية الناس فى الشوارع، ويردف: «أنا عمرى ما عشت الفترة دى فى حياتى، عمرى دلوقتى 32 سنة، أول مرة أعيش الحر ده كده».
تمر إحدى السيارات، التى توجد بها سيدة خمسينية تلقى السلام على أمين الشرطة، فيرد عليها «تامر» السلام ويصمت قليلاً ثم يستكمل حديثه قائلاً «أهو الست دى على طول لما تيجى تسلم عليَّا تفتح الإزاز، من شدة الحر، خايفة تفتح الشباك عشان التكييف». فى بعض الأوقات يقف «تامر» تحت مظلة حديدية موجودة فى الشارع، لكن معظم الأوقات يكون وجوده فى منتصف الشارع، من أجل تسيير حركة المرور، يحاول أن يتحرك فى كل مكان، حتى يراقب حركة السيارات، مؤكداً أنه يجب الظهور فى وضع ثابت وحالة استيقاظ، حتى لا تستغل إحدى السيارات المارة عدم استيقاظه وتكسر الإشارة، فبرغم حرارة الطقس فإن «تامر» يقول «محدش يتحمل الشغل فى الحر ده إلا الناس اللى عندها ضمير ناحية عملها».
يقول «تامر» إنه يحب عمله كرجل مرور، خاصة أن لديه علاقة ودودة بكل المارة من خلال الإشارة التى يقف فيها، فمعظم المارة يعرفونه جيداً بحكم أنه يعمل فى هذا المكان منذ سنوات عديدة، قائلاً «ربنا أعطى للواحد حب الناس، وعشان الواحد بيراعى ربنا فى عمله، فالناس بتعامله كويس».