دولة «كل ما تتزنق اقفل».. مدرجات وشوارع ومترو.. وأخيراً ضريح الحسين
دولة «كل ما تتزنق اقفل».. مدرجات وشوارع ومترو.. وأخيراً ضريح الحسين
محطة مترو السادات أثناء إغلاقها «صورة أرشيفية»
زحام شديد بمحطة مترو الشهداء لشهور طويلة، تحرّش واختناق واستغاثات لفتحها، عقب استخدامها كبديل لمحطة السادات التى أغلقت فى وجه الجمهور دون سابق إنذار لعدة مرات، لم يختلف الأمر لدى كثير من سائقى السيارات والمشاة الذين واجههم اختناق مماثل فى محيط مجلس الوزراء وشارع قصر العينى عقب غلقه لشهور طويلة فى وقت سابق، «إغلاق» تكرر فى ما بدا أنه سياسة دولة تجاه كل ما من شأنه أن يسبب «وجع دماغ».
أصبحت أخبار «الإغلاق» تتردد أكثر، تارة مع إغلاق ساحة مولد أبوحصيرة فى وجه زواره من اليهود، وتارة مع إغلاق المدرجات فى وجه المشجعين عقب كل أزمة، وأخيراً إغلاق ضريح الحسين فى وجه الزوار بقرار من مديرية أوقاف القاهرة بدعوى «منع الأباطيل الشيعية».
أريج جمال، شابة ثلاثينية أخذت تتابع هذا كله بكثير من عدم الثقة «أكيد فيه حلول تانية غير القفل»، لكنها لم تعد تثق بمتخذى القرار «طريقة تفكير المسئولين لا تحترم المواطن، العشوائية هى الطريقة المتبعة عادة فى التعامل الرسمى مع المشكلات والأزمات، وده اللى بيخلينا نرجع كل يوم ألف خطوة لورا، لما كنت باشوف زحمة المترو بسبب قفل (السادات)، ولما لاقيت (الحسين) مقفول فى وش زواره، باحس إنى مش فى بلدى».
ترى «أريج» أن هناك دائماً حلولاً حقيقية: «بديل الإغلاق هو التعامل مع الأزمات من جذورها، ومن البداية لكن هذا لن يحدث أبداً»، وجهة نظر تؤيدها الدكتورة ماجدة جبرائيل، عضو وحدة بحوث الأزمات بجامعة عين شمس، مؤكدة أن «هناك إسرافاً فى اللجوء إلى (ثقافة اقفل)، كحل لعدد من الأزمات التى تواجه الدولة»، صحيح أن الإغلاق واحد من البدائل المطروحة كحلول للمشكلات الكبرى، لكن استخدامه مشروط بوجود أسباب جوهرية، وأن يتم استخدامه بكفاءة وفاعلية دون أن يترتب عليه المزيد من المشكلات، وكحل ثانوى لا يغنى عن الحل الجذرى للمشكلة».
أستاذة إدارة الأزمات أكدت أن الإجراء المتبع فى حالات مثل شغب الملاعب والمخاطر المحتملة نتيجة فعاليات دينية معينة، ينبغى البحث عن حلول لها، حسب كل حالة: «ماينفعش يكون حل واحد متبع فى كل الأزمات، البدائل عديدة تحتاج فقط إلى دراسة وحُسن إدارة لكل أزمة».