اسمه خالد فى التاريخ، تارة يتهمونه بالاستبداد، ومرات يصفونه بالسياسى المحنك، يقترن اسمه بانطلاق شرارة ثورة 19، ويلصقون به محاولة وأد ثورة يناير، «محمد محمود» صاحب وزارة القبضة الحديدية
الجميع يركض للحاق بآخر عربات المترو بمحطة «الشهداء» تحت الأرض، حالة من الشحن انتابت المارة فوقها
زيارتها أضحت طقسا ثابتا، على الأقل فى الأعياد والمناسبات، داخل حديقة الحيوان لا يتوقف المشهد على أسرة بأطفالها، بل يشمل أيضاً مجموعات الصبية والحبيبة
«محميون فى مبارك».. هكذا عاشوا سنوات الرغد فى عصره، بحكم جيرتهم له ليس أكثر، فلم تشهد منطقتهم مظاهرة أو اعتصاما أو حتى تجمهر أكثر من عشرة أشخاص، اندلعت ثورة وتوالت الأيام ليصل محمد مرسى إلى كرسى الحكم بين الكبار فى حى مصر الجديدة
توجهت قوة من ضباط قسم شرطة مصر الجديدة إلى العقارات المحيطة بقر الاتحادية ونبهت على حراس هذه العقارات بعد تأجير الشقق والأسطح خلال الفترة الحالية وحتى انتهاء مظاهرات 30 يونيو.
على بعد أمتار تطل مدينة من الأشباح، على أضواء الحرائق تبدو أجسادهم كخيال ظل، أعداد غفيرة تراصت على كوبرى قصر النيل، لم يتبادلوا كلمات الحب، ولم يتنسموا عبير الهواء الصادر من مياهه الهادرة.
كتل صماء ضخمة.. هى الشاهد الأخير على الدماء التى سالت فى شارع محمد محمود ولم تزل آثارها باقية، لتبرهن على ضحايا سقطوا واحدا تلو الآخر طيلة 5 أيام
سيارات مُصفحة، ودروع بشرية تتقدم لحمايته، بينما ينتظره مصير غامض، وتترقبه أعين أصحاب اللحى بتوتر، وهو جالس داخل سيارته وسط «التشريفة»
المأساة الحقيقية التى عاشها مدرسو مدرسة المطرية الثانوثة بنين لا يمكن أن تنمحى بسهولة من ذاكرتهم
منفاهم هو بيتهم الثانى، هربوا من جحيم الثورات، التى اندلعت فى بعض الدول ونجحت كـ«ليبيا» و«اليمن»، بينما اكتسب الباقون صفة «اللاجئ السياسى»
«أفارول» أخضر اللون، ارتداه الرجل الأربعينى فى سرعة، داخل وحدته العسكرية الليبية، الابتسامة تسيطر على وجهه، فهو لأول مرة يعرف وجهة طائرته التى يقودها
صراخ أصغر أطفاله يقلق منامه هو وزوجته، يذهبان إلى غرفته ليجدا «باسل» قد انهمر فى البكاء، قطعة لحم حمراء لم يبلغ من العمر شهره السابع «والبزازة» تُزين فمه
رغم حزنه الشديد للبعد عن الأحباب، عاش أجمل أيامه، «خروجة» على النيل وسياحة فى محافظات مصر، وقرب من أقرانه المقيمين بالقاهرة، هوّنت من مرارة الغربة
يرتدى بيجامة بنية اللون متسخة.. كل ما يتمناه أن يغيرها بجلباب فضفاض يستريح فيه.. يصحو من نومه يومياً فيلتقط كتاباً باللغة الانجليزية
تعيش منفصلة عن المكان الذى لم يعد لها سواه، ترى نفسها غير الباقين، يكفى أنها أجملهم، لذا حق عليها لقب «ملكة جمال المكان»، تختال فى مشيتها، وتهتم بمظهرها
أسطورة هو ذلك الذى يحكى عنه، يحدثك عن نفسه، كرياضى مخضرم، جال وصال فى كل الملاعب، فهو لاعب للكرة يجيد التمركز «ونج شمال وسنتر هاف»، وملاكم يسدد ضرباته بحنكة
من مواليد عام النصر، عندما حطمت مصر خط بارليف واستردت كرامتها التى ما زالت تبحث هى عنها حتى الآن.. تسير على استحياء بسبب وزنها الزائد، تتلعثم فى كلماتها
أم النزلاء، ابتسامة صافية لا تفارق وجهها البشوش، يظهر معها فمها الفارغ الذى سقطت منه الأسنان بحكم الزمن، شعرها الأبيض يشبه نقاء قلبها، الجميع مرّ بها
بيجامة واحدة يرتدونها، وجبة غذاء ينتظرونها، وملاعق غير موجودة، وأظافر طويلة غير مقصوصة، حديقة يتشاركون فيها الحديث صباحا، تؤوى كلابا مسعورة فى جُنْح الظلام
ليلة واحدة تنحنى فيها القامات سجودا، وترتفع فيها الأكف دعاء، وتنهال فيها الدموع خشوعا، وتعظم فيها الآمال، ويكثر فيها الرجاء، يشتاق المسلم إلى يوم الدعاء، ويبكى بحرقة لفراق شهر الكرم والعفو