رئيسة «القومى للطفولة والأمومة»: الظاهرة أصبحت «قنبلة موقوتة»
حذرت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة عضو لجنة الخمسين للدستور، من أن ظاهرة أطفال الشوارع باتت قنبلة موقوتة بكل ما تعنيه الكلمة، على حد قولها.. وأشارت إلى أن هناك مؤشرات تؤكد انخفاض عدد الأطفال فى الأماكن التى عرفوا بالوجود فيها خاصة فى منطقة السيدة زينب وإمبابة وشارع رمسيس وحيز ميدان التحرير، ليس لنجاح الحكومة فى القضاء على تلك الظاهرة، بل بالعكس فهذا الاختفاء يدق ناقوس الخطر على أن هؤلاء الأطفال يتم تجييشهم وتدريبهم الآن لصالح جهات سياسية وبالأخص تنظيم الإخوان، وانتقدت على الجانب الآخر دور وزارة التضامن الاجتماعى «الغائب عن المشهد» رغم كونها «الجهة التنفيذية الأولى المعنية بقضية أطفال الشوارع»، ومع ذلك «لم تقم بدورها على الوجه الأكمل».
فسرت «العشماوى» تحذيرها وفقاً لبيانات تجمعت لديها من فريق العمل الميدانى بالمجلس القومى للطفولة والأمومة قائلة: «لاحظنا انخفاض عدد الأطفال المترددين على دار الإيواء الخاصة بنا فى مدينة السلام منذ منتصف أغسطس، وكذلك انخفاض معدل الاتصالات بخط نجدة الطفل بشكل ملحوظ، فطلبنا من فريق الشارع المختص بمتابعة الأطفال فى الأماكن المعروف وجودهم فيها، وهنا تأكدت شكوكنا بعد تأكيدهم أن عدد الأطفال قل، وهناك عدد كبير منهم اختفى من الأماكن المعتادين عليها، فسألنا أصحابهم الذين ما زالوا فى الشارع فأكدوا أن بعضهم عاد إلى منزله مضطراً، الفريق الثالث اختفى هرباً من الحالة الأمنية فى الشارع، فى حين اختفى فريق ثالث دون سبب».
وربطت «العشماوى» بين تصريحاتها وبعض الشهادات التى نشرت فى وسائل الإعلام عن اشتراك أطفال فى أحداث اشتباكات الجامعات، وقالت «أنا أحذر أن ما يحدث هو مجرد بداية، والأحداث الأهم قادمة.. نداء للحكومة الحالية ولوزارة الداخلية. للأسف نحن فى المجلس لسنا جهة تنفيذية، ومشكلة أطفال الشوارع -بدايةً من رعايتهم الصحية وصولاً إلى الحد من انتشارهم- تحتاج إلى خطة قومية تلتزم بها كل الأطراف المعنية من الـ18 وزارة، لأنهم نتاج المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية».
ركزت الأمين العام لـ«الأمومة والطفولة» على غياب دور وزارة التضامن التى لا تقوم بدورها المحورى فى قضية أطفال الشوارع، فلديها 37 دار إيواء فعلياً غير مفعلة لعدم وجود كوادر بشرية مدربة سواء من المشرفين أو الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى غياب الأطفال عن تلك الدور، بل والهرب منها أحيانا لأن هناك حالات مع ضعف التعامل معهم تجعل الأطفال بها أسوأ من ذى قبل، فأغلب العاملين موظفون حكوميون لا يحصلون على مرتبات مجزية، وبالتالى من الصعب الطلب منهم أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه، رغم حصولهم على دورات تدريبية من اليونيسيف والمجلس القومى، غير أن هناك تشتتا وعدم تنظيم يؤهلهم للقيام بهذا الدور، ورغم ذلك نحاول بقدر الإمكان تعديل استراتيجيتنا فى المجلس لنعمل على مستوى السياسات وليس المشروعات التجريبية كما حدث فى السابق، وفى كل لقاء نتمنى من وسائل الإعلام مساعدتنا بنشر الخط الساخن لنجدة الطفل «16000»، وخط المشورة والإبلاغ عن حالات الاتجار بالبشر «16021».
اخبار متعلقة
أطفال الشوارع: حكايات الجوع والاستغلال السياسى والانتهاكات الجنسية
«مصطفى» بعد 10 سنوات فى الشارع: «عايشين فى غابة.. والموس سلاحى»
أطفال يكشفون: نحن وقود المظاهرات والاعتصامات والعنف
من الحدائق والميادين العامة إلى الأضرحة وأسفل الكبارى.. هنا يعيش أطفال الشوارع
المستشفيات ترفض استقبالهم وتبلغ عنهم إذا طلبوا «الخدمة الصحية»
«الوطن» ترصد انتشار الإيدز بين أطفال الشوارع