«الوطن» ترصد انتشار الإيدز بين أطفال الشوارع
![«الوطن» ترصد انتشار الإيدز بين أطفال الشوارع](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/174756_660_441.png)
الحياة تتساوى لديهم مع الموت، الندبات والحروق لا تعنى الكثير لهم؛ فجميعهم يحملون فى أجسادهم كماً لا بأس به من الإصابات الغائرة تذكرهم بتاريخ من المواقف الصعبة التى يحاولون نسيانها وعدم ذكرها لأى سبب كان.. هم يتنفسون الألم ويعرفون أن أجسادهم صادقت الأمراض منذ زمن، وأياً كان المرض الذى يتربص بهم فلن يغير من حياتهم فى شىء، طقوسهم المعتادة إما بالإدمان أو العلاقات المتعددة جعلتهم فريسة سهلة لإصابتهم بالإيدز وانتشاره بينهم.. «الوطن» ترصد حكايات المرض وتفاصيل انتشاره بين أطفال الشوارع.
«مش لاقى حاجة جوايا مظبوطة، وعايش وعارف سكتى آخرتها موتة».. دون غيرها من الأغانى الشعبية اختارتها نغمة لهاتفها لتجسد حالتها التى تعيشها وسط العشرات من أولاد الشوارع، قبل أربع سنوات ماضية أجرت «ضحى» للمرة الأولى تحاليل وفحوصات لم تجرها من قبل، كانت فى صحبة أحد إخصائيى الجمعية التى تتردد عليها، كانت «ضحى» التى تشتهر وسط بقية أولاد الشوارع باسم «العرجة» تعيش حياتها بشكل تلقائى وسط تجمعات كبيرة من الأولاد والبنات تعيش إلى جوارهم بحثاً عن السكنى والأمان الذى اختفى من حياتها قبل 8 سنوات كاملة، أو بمعنى أدق قبل رحيلها من منزل أبيها. تتذكر «ضحى» تلك اللحظة التى قررت فيها الخروج من المنزل لتتحمل قسوة الطرقات على جسدها الصغير، فتلك الحديقة تشهد أياما وأياما من حياتها، وذلك الجراج كان شاهداً على زيجة جديدة دون توثيق عقدها مع أحد أبناء الشوارع، تحكى «ضحى» عن ذلك «اليوم الأسود»، كما وصفته، عندما قررت الهروب إلى الشارع بحثاً عن الأمان، إنه اليوم الذى عانت فيه من عنف أخيها وقسوته حين علقها من رجليها، أربعة أيام كاملة إلى أن ماتت الخلايا بقدميها وصار بترهما هو الحل الوحيد لعلاج صرخاتها المتتالية، خرجت «ضحى» من منزل أبيها إلى المستشفى لتقطع ساقيها وتعود إليه مرة أخرى تمشى على أجهزة تعويضية، «ضحى» لم تدمع عيناها لحظة على ذلك القرار، فى قرارة نفسها أنه أفضل القرارات فى حياتها الملبدة بالتفاصيل والحكايات الغريبة، تخطو «ضحى» خطوات متقطعة نحو طرقة مطولة أمام إحدى قاعات المحكمة فى انتظار محاكمتها فى جريمة تعاطى مخدرات، لم تكن تلك المرة الأولى التى تخضع فيها للمحاكمة فاعتادت مطاردات الشرطة منذ زمن، أو بمعنى أدق منذ عامها الأول فى الشارع بعيداً عن أهلها وذويها، تستعيد «ضحى» تفاصيل حياتها التى تمتلئ بالحكايات، تتذكر وقت أن ذهبت لإجراء الفحوصات الخاصة بتحاليل الإيدز لتخرج النتائج بعد وقت طويل من سحب العينات وتؤكد إصابتها بالمرض، وقتها لم تكن «ضحى» تشغل بالها بتلك النتيجة، لكن المشرفين فى الجمعية حاولوا الوصول إليها وبحثوا عنها فى كل تجمعات أولاد الشوارع إلى أن ظهرت من جديد بخطواتها المتقطعة وحركتها البطيئة ونظرتها المعهودة ليكشفوا لها عن حقيقة مرضها، «ضحى» لم تكن تعرف ماهية المرض ومدى خطورته، تحركت مع المشرفين بحثاً عن مكان يؤويها للعلاج فى إحدى الجمعيات الخاصة برعاية أطفال الشوارع، وجدت معاملة مختلفة لم تكن تلقاها من قبل فى هذا المكان، فقبل أن تمد يدها لتحتضن أحد الصغار بالجمعية تسبقها يد المشرفات لإبعادها لأنها مريضة بالإيدز، هنا أدركت «ضحى» خطورة المرض، أصابها الذهول بعدما وجدت تلك المعاملة من أكثر الأماكن احتضاناً لها، خرجت من الجمعية تبحث عن مكان يقبلها بمرضها، لم تجد سوى الشارع من جديد لتعيش مرحلة جديدة مع المرض.
تختفى «ضحى» عن الأماكن التى تتردد عليها دوماً لتظهر مجدداً بعدما داهمتها آلام المخاض لتنجب طفلة صغيرة فى إحدى الحدائق الشهيرة بمنطقة الجيزة، تقوم بقطع حبلها السرى بشفرة حلاقة تنهى بها آلامها وتبدأ معاناة جديدة، يحملها المواطنون إلى أقرب المستشفيات للاطمئنان عليها، تخرج «ضحى» من المستشفى بعد أن فقدت صغيرتها لتأثرها بمرض الإيدز، ووفاتها بعد الولادة بأقل من ساعة، تخرج فى صحبة المشرفين الذين استنجدت بهم ليبحثوا لها مجدداً عن مكان تجلس فيه بعيداً عن الشارع وما تتعرض له.
يقول محمد خليل، مدير جمعية «نور الحياة» التى تتردد «ضحى» عليها من حين لآخر: «بحثنا عن مكان نحمى فيه ضحى من الشارع، لتحافظ على جسدها من المرض وبلوغه لمراحل متطورة، إلا أننا فشلنا، حتى اليونيسيف ووزارة الصحة رفضا استقبالها إلى أن تركناها مجدداً فى الشارع»، عادت «ضحى» إلى أداء دورها المعتاد كإحدى فتيات حفلة الجنس الجماعى التى يقيمها أطفال الشوارع بشكل معتاد.
«ضحى» واحدة من آلاف البنات اللاتى يجبرن على فعل ذلك، تتذكر أنه فى آخر مرة حضرت فيها حفلة جنس كانت من خمسة شباب قاموا بإجبارها على البقاء معهم، وفكوا الأجهزة التعويضية من قدميها لتقوم بفعل ما يأمرونها به، تقول: «طول ما أنا فى الشارع وأنا باشوف كتير قوى.. خمس أولاد خطفونى وأجبرونى أنام معاهم، وعملت اللى هما عايزينه لأنهم ضربونى فى وشى بمطوة أول ما صرخت ورفضت أروح معاهم». «ضحى» اعتادت على تلك الحياة من ألم وصرخات وضربات مباغتة تأتيها من حيث لا تدرى ما دام بيتها هو رصيف فى أحد الشوارع الشهيرة بمنطقة إمبابة بالجيزة.
«ضحى» واحدة من آلاف الأطفال الذين أصيبوا بالإيدز، ورغم إصابتها منذ عام 2010، فإنها لم تتلقّ أى رعاية صحية تتماشى مع ظروف مرضها.
الدراسة التى أقامتها وزارة الصحة فى 2010 لمعرفة حجم انتشار فيروس الإيدز بين أطفال الشوارع أثبتت أن هناك إصابات بنسبة نصف فى المائة، وهو عكس ما أثبتته شبكة الأنباء الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة «إيرين» فى عام 2008، التى أكدت أن نسبة انتشار المرض تصل إلى 25%، وهو فرق كبير فى النسب وتضارب يرى المتخصصون أنه يدل على مدى انتشار الفيروس، فيقول الدكتور محمد حمد، مدير وحدة الصحة بمركز خدمات التنمية، إن نسبة الإصابات المتوقعة حالياً بمرض الإيدز تفوق النتائج التى ظهرت من قبل، خاصة أن شيئاً لم يتغير فى ظل تزايد أعداد أطفال الشوارع، وفى ظل ممارسات تسمح بانتشار العدوى بينهم إما بالتعاطى بالحقن الوريدى أو حفلات الجنس الجماعى التى تحدث فى الشارع، ويؤكد الدكتور حمد أن حقيقة انتشار المرض بين الأطفال تعود إلى أن نحو 94% من أطفال الشوارع يمارسون الجنس بشكل منتظم، وهو ما يسمح بانتشار الفيروس بينهم، ويؤكد أن معدل انتشار الأطفال، ومعدل الممارسات المحفوفة بخطر انتشار المرض، زادت بفعل الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد عقب الثورة، بالإضافة إلى أن أعداد الأطفال فى تزايد مستمر، خاصة أن الدولة لا تسعى إلى حل مشكلاتهم بأى صورة من الصور.
وللإيدز رهبة كبيرة يشعر بها المصاب حين تصبح الممكنات مستحيلة فتتحول الحالات المصابة به إلى أشخاص لديهم الرغبة فى الانتقام والعدوان ضد المجتمع الذى قد يكون طرفا فيه، يقول الدكتور سمير نعيم، أستاذ علم الاجتماع، إن مريض الإيدز يصبح لديه رغبة فى الانتقام من المجتمع، خاصة لو كان من أطفال الشوارع، لأنه من وجهة نظره المتسبب فى كل الأمراض التى أصابته، ويلقى «نعيم» باللوم على الدولة التى أهملت طفل الشارع إلى أن أصبح كتلة من الأمراض المتحركة وناقلا لأخطر الأمراض انتشاراً وهو الإيدز، وتابع «نعيم»: «الانتقام رغبة داخلية داخل المريض الذى يسعى بأى صورة من الصور لنشر المرض فى المجتمع لكى لا يكون وحده المصاب به»، ويشير إلى أنه ينبغى الاهتمام بمريض الإيدز وتقديم الرعاية له وحماية المجتمع من احتمالية انتشاره، خاصة أن أطفال الشوارع ليس لديهم ما يمنعهم من فعل الممارسات التى تزيد من انتشاره بينهم.
عبدالسلام بخيت، رئيس جمعية «نور الحياة»، الذى أكد أن حالتين من الحالات المترددة على الجمعية أصيبا بالإيدز، لفت إلى أن الولد المصاب الذى لم يتجاوز عمره 18 عاماً حين علم بحقيقة مرضه، وحين تم عرضه فى مركز المشورة لمنحه جميع المعلومات التى تساعده فى التعايش مع مرضه، اكتشف بعد فترة وجيزة من معرفته بالمرض أنه تم إلقاء القبض عليه فى قضية هتك عرض لطفل لم يتجاوز عمره سبع سنوات، وهو ما يجعل التعايش مع المرض أمرا غير منطقى، خاصة مع طفل الشارع الذى لا يجد من يقول له «افعل ولا تفعل»، أو بمعنى أدق لا يملك رقيباً يحميه من سلبية تصرفاته.[FirstQuote]
«الدولة تكتفى بمنح مريض الإيدز المعلومات التى تغير من سلوكه السلبى إلى سلوكه الآمن»، هكذا قال الدكتور إيهاب عبدالرحمن، مدير المركز القومى لمكافحة الإيدز، الذى أكد أن النسب المنتشرة بين أطفال الشوارع ليست بالكبيرة، ولكنها أكثر من النسب المنتشرة بين المواطنين العاديين، خاصة أن طفل الشارع يصنف ضمن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وتابع يقول: «فيما يخص أطفال الشوارع بالفعل عملنا بحثين واحد سنة 2006 والأخير سنة 2010، ودى ضمن الجيل التانى للأبحاث الوبائية السلوكية، وبالتالى البحث الثالث فى 2014، آخر بحث كان على 400 طفل (200 ولد و200 بنت)، وكانت نتيجة انتشار الإيدز بينهم نصف فى المائة فقط، يعنى حالة فى الذكور وحالة فى الإناث، معدل الانتشار بين أطفال الشوارع شأنه شأن بقية المجتمع، وإن كان يزيد شوية داخل الفئة الأكثر عرضة، فى المجتمع المصرى حالتين لكل عشرة آلاف».
وأضاف: «فى مركز دعم المشورة نحاول تقديم المعلومات التى تجعل مريض الإيدز قادراً على تغيير سلوكه إلى السلوك الآمن الذى يجعله متعايشاً مع المرض»، يواصل «إيهاب»: «لدينا ما يقرب من 19 مركزا لتقديم المشورة فيما يتعلق بمصابى الإيدز، وفى طريقنا لزيادة المراكز من أجل الحد من انتشار المرض»، ولفت «عبدالرحمن» إلى أن الخطورة فى أطفال الشوارع تتعلق بكونهم مجموعات منغلقة تقوم بممارسات محفوفة بانتشار المرض، والتى من بينها الإدمان بالحقن الوريدى، وأيضاً ممارسة الجنس الجماعى، وجميعها سلوكيات أثبتت الدراسات أنها تحدث بين أطفال الشوارع، لذا ينبغى الوصول إلى هذه الفئة بسرعة كبيرة للحد من انتشار الفيروس بينهم.
مؤسسات المجتمع المدنى هى الأكثر وصولاً لهذه الفئة من الأطفال، ولهذا فإن البرنامج القومى لمكافحة الإيدز قام بعمل 50 حملة توعية شارك فيها أكثر من 2000 طفل من أطفال الشوارع، وكان الهدف منها هو توصيل الرسائل الوقائية والمعلومات العامة عن مرض الإيدز وكيف يحمى نفسه منه، وبالتالى فإن طفل الشارع أصبح لديه قدر كافٍ من المعلومات حول مرض الإيدز، بصورة تقلل من تلك الممارسات التى تزيد من فعله.
ولطفل الشارع طقوس يمارسها بشكل يومى تسمح بانتشار فيروس نقص المناعة المكتسب، يحكى «عبدالرحمن»، الذى لم يتجاوز 16 عاما، عن تلك الممارسات قائلاً «هناك ما يعرف بالحفلة، وهو طقس يومى لطفل الشارع يتجمع فيه الأولاد لممارسة الجنس مع البنات فى الشارع، وغالباً ما يكون عدد الأولاد أكبر من عدد البنات بكثير ففى إحدى المرات بلغ العدد حوالى 22 ولدا وأربع بنات فقط، وكانت تلك واحدة من أكبر الحفلات التى شاركت فيها»، فيما رأت «مريم»، التى تم استدراجها أكثر من مرة للمشاركة فى إحدى تلك الحفلات، أنها وغيرها من البنات اللاتى يجلسن فى حديقة السيدة زينب، تبدأ معهن مع بدء المساء تحركات مريبة، إذ يحاصرهن مجموعة من أولاد الشوارع بالمطاوى، ويقومون باصطحاب الفتاة التى تعجبهم، وفى حالة عصيانها فإنهم يقومون بإصابتها بالمطواة فى وجهها إلى أن تستجيب إليهم، وتتحدث عن بعض المناطق التى شهدت تلك الحفلات وكانت على حد قولها «ترب الغفير» التى تبعد مسافة قصيرة عن منطقة السيدة زينب.
الطقوس اليومية لحياة طفل الشوارع كانت سبباً فى قتل أخت «خالد» الذى خرج للشارع منذ ما يقرب من عشر سنوات، لكنه يتذكر تلك الليلة التى كان يستظل بها إلى جوار أخته فى إحدى حدائق منطقة السيدة زينب ليهجم عليهم مجموعة من الأولاد ويطالبونها بالذهاب معهم لأداء حفلة جديدة، ولكن الصغيرة حين شربت من الخمور والمخدرات التى يتناولونها فى تلك الحفلة أصيبت بتسمم وتم نقلها إلى المستشفى، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة من هول ما أصابها.
ملامحهم تكاد تتشابه حتى فى ملابسهم؛ وجه شاحب ملىء بالإصابات القديمة التى لا تزال تحفر شكلها على وجهه الصغير، وعيون شاردة وشعر قصير لدرجة تتشابه مع الأولاد كثيراً، ومظهر أخفى وراءه طفلة من بنات الشوارع، تلك الفتاة التى فضلت البقاء فى الشارع على أن تظل فى بيت أبيها الذى ضاق بها وبأخواتها الخمس، إنها واحدة ممن عاشوا فى غرفة واحدة إلى جوار أب وأم وجدة، خرجت تبحث عن مكان أكثر أماناً من ذلك البيت الذى فقدت فيه الإنسانية مع أب قاس وأسرة مفككة، تحكى «رقية» عن مأساتها حين خرجت إلى الشارع لتكشف لنا عن أول يوم قادها أولاد الشوارع لإدمان المخدرات، وتجربتها مع الحقن حينما كانت تشترك فى نفس السرنجة مع أحد أولاد الشوارع، تقول إنها علمت أن ذلك السلوك يساعد فى نقل الأمراض، ويعرضها للإصابة بالإيدز، لكنها لم تحاول يوماً الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل، ولم يخطر ببالها مهما بلغت شدة ألمها للذهاب إلى مستشفى لتداوى أمراضها، فبعد أن ذهبت ذات يوم إلى أحد المستشفيات الحكومية الشهيرة من أجل إنقاذها من طلق نارى أصابها فى أحداث ثورة يناير، اكتشفت بعد أسبوع من احتجازها إجراء جراحة لاستئصال الكلية وبيعها لشخص لا تعرفه، فى المقابل تركوا لها مبلغاً من المال، وبعض الدعوات بالشفاء العاجل، تقول «رقية»: «اتفاجئت إنهم شالوا لى الكلية، واكتشفت ده لما جنبى وجعنى قوى ورحت أكشف قالوا لى إنتى شالوا لك الكلية».
وتضيف: «ما حدش بيهتم بينا، علشان ملناش حد يقول لهم بتعملوا إيه، ولا ليه بتعملوا كده»، تروى لنا تفاصيلها اليومية قائلة «إحنا بنشوف كتير فى الشارع.. حياة ما فيهاش أمان بس مالناش غيرها وما عندناش بديل»، تروى تفاصيل تلك الليلة التى شاركت فيها رفاق دربها فى الشارع تعاطى المخدرات بالحقن الوريدى، تقول «فى مرة جربت آخد حقنة مخدرات مع ناس صحابنا وبعدها اتعودت خلاص، ولما عرفت إن السرنجة الواحدة بتنقل الأمراض بقيت حريصة على إنى أشترى سرنجة ليا لوحدى ولو حد عايز ياخدها بعد كده هو حر».
«رقية» واحدة ممن اعتادت حياة الشارع بكل قسوته، هنا تدمن المخدرات وهناك تبيع المناديل، وفى أيام أخرى تظل فى صحبة عدد من الأولاد الذين طلبوها للبقاء معهم، وهنا تصبح ملك يمينهم فى كل شىء، ليست هى وحدها ولكنه حال أغلب بنات الشارع.
«ممارسات طفل الشارع المختلفة ما بين الإدمان بالحقن الوريدى، أو العلاقات المتشعبة والمختلطة هى أكثر المسببات لانتشار مرض الإيدز» هكذا أكد الدكتور إيهاب الخراط، مدير مركز «الحرية» لتأهيل المدمنين ومرضى الإيدز، والذى أشار إلى أن انتشار المرض وسط هذه الفئة يكون على نطاق كبير، خاصة لأنهم مجموعات منغلقة تمارس أفعالا تسمح بانتشار المرض، وتسمح بإصابة أعداد كبيرة به، وأضاف أن تقديم الرعاية الصحية والحفاظ على حياة هؤلاء الأطفال مسئولية الدولة، وينبغى العمل على الحد من انتشار تلك الظاهرة وتقديم الخدمات الصحية المطلوبة لهم، وعمل مسح شامل وليس دراسة عابرة لمعرفة حقيقة حجم المرض.
اخبار متعلقة
أطفال الشوارع: حكايات الجوع والاستغلال السياسى والانتهاكات الجنسية
«مصطفى» بعد 10 سنوات فى الشارع: «عايشين فى غابة.. والموس سلاحى»
أطفال يكشفون: نحن وقود المظاهرات والاعتصامات والعنف
من الحدائق والميادين العامة إلى الأضرحة وأسفل الكبارى.. هنا يعيش أطفال الشوارع
المستشفيات ترفض استقبالهم وتبلغ عنهم إذا طلبوا «الخدمة الصحية»
رئيسة «القومى للطفولة والأمومة»: الظاهرة أصبحت «قنبلة موقوتة»