يستقبل يومه بابتسامه فور أن يفتح عينيه، على غير عادته، ولما لا؟ فاليوم هو صباح إجازته الأسبوعية، التي قرر أن تكون مختلفة هذا الأسبوع، فبعد أن استفاق من ساعات نومه الطويلة وتناول فطوره، التقط هاتفه المحمول، وكتب منشورا عبر صفحته، قائلا «أي حالة محتاجة أدوية كورونا أو أنابيب أكسجين بالمجان هوصله بنفسي لحد باب البيت».
هكذا دون عمر الفيشاوي، صاحب الـ27 عاما، منشوره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ونشره في بعض الجروبات، مرفقا به رقم هاتفه الشخصي للتواصل معه، من أجل مساعدة مصابي «كورونا» الذين يحتاجون للأدوية وأنابيب الأكسجين، ولكن بشكل مجاني.
وعقب وضع «عمر» للمنشور، بدأ في استقبال المكالمات من المرضى، وعلى الفور قام بتنفيذها، إذ إن كل ما يطلبه منهم هو إرسال صورة من روشتة العلاج عبر الرقم ذاته على «واتساب»، ثم يحضرها في غضون ساعات، قاصدا بذلك وجه الله، ومد يد العون للمحتاجين وإنقاذ الأرواح من فم «كورونا» اللعين.
يستغل ابن حدائق القبة، دراجته النارية «إسكوتر» في توصيل طلبات المرضى، حيث يركب الماكينة ويلف بها الشوارع والميادين، حاملا الأدوية وأنابيب الأكسجين، يطرق باب المريض، ويترك له ما يحتاجه ثم يذهب حتى دون حاجة لرؤيته كي لا يحرجه، «حسيت إن الناس في الوقت ده محتاجين بعض يقفوا سوا لحد ما البلاء اللي إحنا فيه ده ينتهي».
في البداية، قلق الشاب المتطوع من أن يجبره عمله في أحد مراكز الاتصال، على عدم المداومة على عمل الخير، ولكنه فوجىء ببركة في الوقت، وتمكن من التنسيق بين عمله الأساسي التطوعي.
«بتأكد من المريض المقصود وأسيب العلاج على باب بيته وأروح، الناس بتكلمني تدعيلي وأنا بستنى الثواب من ربنا وبدعي إني أكون سبب إن حد يخف»، هكذا يعي الشاب الجامعي قيمة دوره المجتمعي، الذي يحثه دائمُا عل فعل الخير، «مؤمن جدا إن الناس لبعضيها، وكلنا بنكمل بعض ووقت الأزمة لازم نكون واحد عشان نقدر نفلت من كورونا ونعدي جميعًا لبر الأمان».
تعليقات الفيسبوك