حكاية مقتل سائق على يد 4 أشخاص بالفيوم.. «دسوا له السم في الطعام»
محكمة جنايات الفيوم برئاسة المستشار ياسر محرم درويش
جمعتهما الصداقة والشر والخسة والندالة، حتى وصلوا معًا إلى حبل المشنقة، عدا واحد منهم الذي مات عقب إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي، قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه، لإدانتهما باستدراج وقتل «أبو البنات» الستيني ودفنه في صحراء الفيوم، بعدما قاموا باستدراجه من القاهرة إلى الفيوم لسرقة التاكسي الخاص به.
وأيدت المحكمة حكم الإعدام على المتهمين، برئاسة المستشار ياسر محرم رئيس محكمة جنايات الفيوم وأمن الدولة العليا «دائرة الإرهاب»، وعضوية المستشارين مجدي محمد هريدي، وبيشوي النسر جميل، وأمانة سر مرقص نبيل، وسكرتارية تنفيذ صالح كيلاني.
خرج ساعيًا على رزق ابنته فمات غدرًا
بدأت الواقعة في شهر يناير 2021 حينما خرج المسن الستيني عبدالله محمد عثمان، 61 سنة، من منزله رغم كبر سنه والشتاء القارص، ليعمل على التاكسي الخاص به أملًا في الحصول على رزقٍ يساعده في تدبير نفقات الثانوية العامة لابنته التي كان لها الأب والأم بعد وفاة والدتها، لتتمكن من إنهائها بسلام والالتحاق بالجامعة، ومساعدة ابنته الأخرى المتزوجة في الإنفاق على أطفالها، إلا أنّ الأصدقاء الأربعة استدرجوه بحجة توصيلهم إلى محافظة الفيوم طمعًا في «التاكسي».
دسوا السم له في الطعام
رغم طول المسافة وبرودة الجو قبل السائق الستيني عرض الأصدقاء الأربعة وأوصلهم إلى محافظة الفيوم، فأصروا عليه بالدخول إلى المنزل وتناول العشاء والتدفئة بالنيران قليلًا قبل أن يعود إلى القاهرة، فوافق بعد إلحاحهم الشديد عليه، دون أن يدري أنّهم دسوا السم له، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بحالة تسمم أمام أعينهم.
أخفوا الجثة في صحراء الفيوم
جلس الأصدقاء الأربعة يشاهدون السائق الستيني وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بدمٍ بارد حتى تأكدوا من وفاته، ثم حملوا الجثة في منتصف الليل، وذهبوا إلى منطقة صحراوية نائية على طريق القاهرة/ أسيوط الصحراوي الغربي، وتخلصوا من الجثة بدفنها في الرمال، فرحين بنجاح خطتهم، وتمكنهم من سرقة التاكسي.
غادروا إلى محافظة أخرى لإخفاء جريمتهم
فرح الأصدقاء الأربعة وابتهجوا بنجاح خطتهم، ثم أخذوا التاكسي وذهبوا به إلى محافظة القليوبية وبدأوا العمل في القناطر عليه، إلا أنّ كمين اكتشف التاكسي المبلغ بسرقته، وتم القبض على الأصدقاء الأربعة الذين اعترفوا بقتلهم صاحب التاكسي وسرقته، ثم جرى تسليمهم إلى مركز شرطة الفيوم، لاستكمال التحقيقات معهم وإحالتهم إلى المحكمة التي تولت محاكمتهم.
أحدهم مات بعد إحالة أوراقه للمفتي
وتبينّ أنّ المتهمين الأربعة هم «محمد.س.م.م»، 23 سنة، (محبوس)، «دسوقي.إ.خ.ع»، 20 سنة (محبوس)، و«إبراهيم.م.إ.ص» 20 سنة (محبوس)، و«أحمد.أ.م.ط»، 22 سنة، (هارب)، وتولت محكمة جنايات الفيوم محاكمتهم من خلال عدة جلسات حتى جرى إحالة أوراقهم إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهما، إلا أنّ المتهم الثالث «إبراهيم» لفظ أنفاسه الأخيرة في محبسه عقب إحاله أوراقه للمفتي.
حبل المشنقة في انتظار باقي المتهمين
وأيدت محكمة جنايات الفيوم إعدام باقي المتهمين بينهما اثنين محبوسين والثالث هارب.