36 ساعة من الأهوال فى عمليات البحث والإنقاذ.. ولا أثر لـ«الصيادين»
كانت الساعة تدق الحادية عشرة ظهراً من يوم السابع من يناير عندما تلقت قوات مخابرات حرس حدود المنطقة الغربية العسكرية إشارة استغاثة من مركب الصيد «زمزم»، يؤكد من خلالها ريس المركب المدعو «محمد ألان» أن المركب حدث به عطل فنى بالموتور والرفاص ويتعرض للغرق على بعد 8 أميال أمام سواحل رأس الحكمة.
خرجت طائرة استطلاع وتوجهت نحو سواحل رأس الحكمة بمطروح واستمرت تبحث عن المركب ما يقرب من ربع ساعة حتى استطاعت رؤية المركب وهو يتعرض للغرق وحلقت الطائرة لمدة نصف ساعة حوله حددت مكانه وأبعاد الموقع الذى يوجد فيه حتى غابت عائدة إلى القاعدة الجوية مرة أخرى، خاصة أن دورها محدد «استكشاف»، لتتوجه بعدها طائرة أخرى حربية كبيرة ومجهزة حوالى الساعة الثانية والنصف عصراً لتحلق فوقهم، وبدأت الطائرة فى إنزال أطواق نجاة عبارة عن 5 قوارب مطاطية صغيرة بها أكل وشرب واستطاعت أن تنزلها وتلقيها بمياه البحر بجوار المركب «زمزم».[Image_2]
واستمر طاقم الطائرة يحاول مع الصيادين لكى يتمكنوا من القفز من المركب وركوب القوارب المطاطية إلا أن سوء الأحوال الجوية التى تمر بها سواحل مطروح حال دون ذلك، وعاودت الطائرة مرة أخرى تحاول مع الصيادين وأنزلت لهم حبالا وأوتادا يتعلقون بها، لكن سرعة الرياح لم تمكنهم من ذلك.
وظلت عمليات الإنقاذ مستمرة حتى غروب شمس اليوم الأول ولم تتمكن الطائرة من إنقاذ طاقم المركب زمزم أو حتى انتشالهم من عرض البحر ليتوجه بعدها العديد من المسئولين على رأسهم محافظ مطروح اللواء أحمد حلمى الهياتمى لساحل رأس الحكمة -65 كيلو شرق مرسى مطروح- ومعه رئيس جمعية صيادى مطروح غنيوة الفردى ومسئولو حرس الحدود لمتابعة عملية إنقاذ المركب من على الساحل، وكانت الساعة السابعة مساءً، إلا أنهم لم يروا سوى أضواء الطائرة الحربية التى تحلق على بعد 8 أميال -قرابة 12 كيلو- من ساحل البحر وظلوا نصف ساعة ثم غادروا بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار المستمرة مع شدة الرياح والبرودة.
واستعانت القوات المسلحة التى تولت عمليات البحث والإنقاذ بمدمرة بحرية خرجت من القاعدة البحرية بالإسكندرية لتصل صباح اليوم الثانى لمكان غرق المركب، إلا أنها عندما وصلت لسواحل رأس الحكمة لم تجد سوى 3 قوارب مطاطية من بين 5 قوارب كانت قد ألقتها الطائرة لإنقاذ الصيادين، واستمرت تبحث عن مركب الصيد ولم تجده لعدة ساعات حتى الساعة الثالثة عصر اليوم الثانى وجدت القارب المطاطى الرابع واستمرت فى عملية البحث عن المركب الخشبى زمزم كثيراً حتى وجدته أخيراً شرق المنطقة التى كانوا قد تعطلوا بها بعدة أميال، حيث كان قد غرق تماماً ولم يظهر منه سوى حطام بسيط من ذيله بعد أن ابتلعته المياه وغرق معظمه فى حين لا يوجد أثر لطاقم المركب الـ10، الذين ظلوا يبحثون عنهم شرقاً وغرباً.
وغيرت عمليات البحث مساراتها واتجهت ناحية الشرق فى صبيحة اليوم الثالث من غرق مركب الصيد، حيث توجهت ناحية سواحل الضبعة للبحث فى العديد من الأماكن المتوقع ظهور الصيادين فيها، على أمل أن يكونوا قد ركبوا قارب النجاة المطاطى الخامس الذى لم يعثروا عليه حتى الآن.
ولا تزال عمليات البحث مستمرة من خلال القوات البحرية والجوية حتى الآن بعد مرور 36 ساعة من حادث غرق المركب، الذى تم العثور عليه دون الصيادين العشرة، لكن تشير المؤشرات لضعف عملية إنقاذهم بعد مرور هذا الوقت، وأنهم من المحتمل أن يكونوا قد لقوا مصرعهم غرقاً.
أخبار متعلقة:
المركب الغارق بمطروح يحول «أبوقير» لـ«مأتم كبير»
دموع أهالى الضحايا «تنزف» فى أبو قير
نقيب الصيادين: فرق الإنقاذ لم تستجب للاستغاثات إلا بعد 24 ساعة
آخر من رأى الغرقى: إحنا اللى هانجيب جثث زملائنا.. والرد على الحكومة يوم الجنازة
«فيس بوك» يشتعل بسبب مقارنة موقفى مبارك ومرسى من غرق «السلام 98» و«زمزم»