مش عايزة أتجوز
صورة أرشيفية
ظلت خلال سنواتها فى مرحلة العشرينات ترفض الزواج وتتملص من مسئولياته الكثيرة والكبيرة، رأت صديقاتها الواحدة تلو الأخرى يركبن قطار الزواج ويبدأن رحلة ظلت هى تؤجلها حتى مطلع الثلاثينات، فكل واحدة من صديقاتها إما تصدم بواقع المسئوليات الكبيرة والصعبة بعد أن ينتهى عسل الشهر الأول، أو تنجب أطفالاً يزيدون من مسئوليتها التى أضيفت لها مع زواجها، أو تعود لمنزل أبيها بعد الطلاق كما خرجت، وربما تعود بالأطفال.
جميعها أسباب جعلت من «س. م» ترفض بشدة مبدأ الزواج، أو الإقدام عليه، فما كان منها إلا رفض عدد لا بأس به من العرسان، وعوضت ذلك بالعمل، ظلت تعمل كثيراً ولساعات طويلة، وكل ما يهمها هو تحقيق الذات وبناء مستقبل عملى ومادى لنفسها بعيداً عن ضغوط المسئوليات أو التحكم الذى يمكن أن يضفيه عليها الزوج الشرقى بتعنته المعروف، بل ظلت تخطو خطوات ثابتة واثقة نحو هدفها، وبنت خلال تلك السنوات مجال عمل يحتاج طاقة ومجهوداً ذهنياً كبيراً،
لكن القدر أبى أن تسير سارة فى الاتجاه الذى قررته لنفسها منذ البداية، فمع بلوغها سن الـ30 بدت شمس الحب تظهر فى الأفق، وهى التى رفضت كثيراً من الزيجات أصبحت لا تقوى على رفض الحب، لكنها وقعت فى حيرة كبيرة من أمرها، سواء من فقدان عملها أو التراجع فيه أو من المسئوليات الكثيرة التى تنتظرها، أو الخوف من شبح الطلاق، وذلك رغم تطمينات الطرف الثانى بأنه لن يكون سوى الزوج الصالح لها، إلا أنها لا تزال خائفة من التغير الذى يمكن أن يطرأ عليه.
وينصح دكتور هانى هنرى، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، سارة بأن تعى أن التغيير هو سنة الحياة، ويمكن أن يتغير أى شخص، والعنصر الأهم فى تلك العلاقة هو الثقة، وأوضح أن مسألة الزواج هى فى الأساس اتفاق وتواصل لكنه يحمل فى طياته جزءاً من المغامرة التى يجب أن تخوضها هى وكل شخص مقدم على الزواج، مضيفاً أنه ربما المشكلة عند سارة بالأساس وليس عند الطرف الثانى، فمن الممكن أن لديها خوفاً من الحميمية والتقرب للطرف الثانى، وهنا يجب أن تكون صادقة مع نفسها هل المشكلة عندها أم عند الطرف الثانى، وإذا شعرت بأنها تعانى من مشكلة ما عليها علاجها قبل الزواج.