جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
ينظر عمر صاحب الـ4 سنوات إلى شاشة التليفزيون، يشير إلى ميدان التحرير بأصابعه الصغيرة، ثم يفاجئ من حوله قائلا: «بابا هناك»، تحتضن الأم ابنها وتنهمر الدموع من عينيها وتقول له: «بابا عند ربنا يا عمر»، هذا هو حال أسرة الشهيد كريم عبدالسلام الذى اشتهر بكريم بنونة، فمنذ خرج الأب للمشاركة فى مظاهرات 25 يناير ينتظره طفلاه، قال لهما قبل أن يذهب «إنه سيعود بسرعة، وإنه قرر أن يشارك أصدقاءه حتى يحاول التهدئة إذا اندلعت أى مشاحنات ومشادات بين قوات الأمن والمتظاهرين».
«لدىّ القدرة على الإقناع إذا حاول أحدهم الاشتباك مع قوات الأمن فلماذا لا أذهب إليهم حتى أمنع عنهم أى أذى؟ ولن أتأخر».. قالها ثم توجه إلى الميدان يوم 25 يناير.[Quote_1]
مظاهرات حاشدة ملأت الميدان عن آخره، أخذ الشباب ومعهم كريم ينادون: «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، وكلما نظر إلى قوات الأمن المركزى التى أحاطت بهم من كل اتجاه نادى بأعلى صوته: «سلمية سلمية»، بدأت القنابل المسيلة للدموع تلقى على المتظاهرين، بدت الأنوف وكأنها تحترق والعيون لم تعد تقوى على الرؤية، يصرخ كريم: «سلمية سلمية» ولكن بلا جدوى، مر اليوم بسلام، وبات «بنونة» ليلته فى الميدان وزاد إصراره ومن معه على استكمال المشوار وتبدلت الهتافات وأصبحت «الشعب يريد إسقاط النظام».
أخذ الشاب على عاتقه مهمة توزيع الطعام على المتظاهرين، حمل التمر والخبز وساندويتشات الفول ومر على الشباب بابتسامته يدعوهم أن يقتسموا معا «خبز الثورة»، وفى ليلة 28 يناير صلى الشاب ذو الـ29 سنة الفجر مع صديقه، ووزع على المتظاهرين أوراقا يدعوهم فيها إلى التهدئة وعدم الاشتباك وأن يحافظوا على ثورتهم سلمية ولكن ما هى إلا ساعات حتى اغتالته رصاصة طائشة.. تبعثرت أوراقه على الأرض، واختفت جملته «سلمية سلمية»، ولا يزال عمر بنونة ينتظر عودة والده، ولا تزال أسر الشهداء ينتظرون القصاص ممن اغتالوا أبناءهم.
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم