جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
المقدم عصام عباس شوقى، الضابط بقطاع الأمن المركزى، وشاهد الإثبات الثامن فى «محاكمة القرن»، اعتبرته النيابة العامة طوق النجاة لتقديمه أدلة إدانة مساعدى حبيب العادلى الكبار، «أحمد رمزى وإسماعيل الشاعر وحسن عبدالرحمن وعدلى فايد» ووجهت له الشكر أثناء شهادته أمام المحكمة، «الوطن» تحاوره فى أول حديث له مع وسائل الإعلام.
* كيف أصبحت شاهدا فى القضية؟
- لم أكن شاهدا فى البداية، لكنى كنت قدمت بلاغا إلى النائب العام فى 9 فبراير2011، قبل تنحى مبارك، اتهمت فيه مساعدى «العادلى» بالإهمال الجسيم الذى تسبب فى تعريض حياة المواطنين والقوات للخطر عقب اتخاذهم قرار مواجهة المتظاهرين، وأحيل بلاغى إلى النيابة، التى أعادته مرة أخرى إلى مكتب النائب العام، واستدعيت لسماع أقوالى يوم 25 فبراير، وبح صوتى «الحقوا هاتوا اسطوانات تسجيل نداءات الأمن المركزى، والدفاتر حتى تعرفوا أماكن توزيع الضباط بالاسم لتصلوا إلى الحقيقة»، لكن للأسف لم يستجب أحد إلا بعد شهر كامل.
* وماذا قلت فى شهادتك أمام المحكمة؟
- قلت إنه «لا يوجد أحد فى مصر سواء مبارك أو العادلى أو أحد مساعديه يقدر أن يصدر أمرا بقتل أى شخص، حتى لو كان مجرما، لكن القتل هنا يقع تحت مسئولية مساعدى حبيب العادلى «أحمد رمزى وإسماعيل الشاعر وحسن عبدالرحمن، وعدلى فايد» لأنهم أصحاب القرار الأمنى بمواجهة الثوار بالقوة، ولم يحسبوا تبعاته، ما أدى إلى وجود قتلى ومصابين من الشرطة والمتظاهرين نتيجة المواجهة، وعندما تقدمت بالبلاغ فى بداية القضية، كان بسبب مقتل 10 جنود أمن مركزى خلال المواجهات، نتيجة قرار القادة الخاطئ، واتخاذهم تدابير أمنية غير المعهودة فى وزارة الداخلية وإصرارهم على المواجهة، وطلبهم إمدادات «الغاز» لاستكمال المصادمات، التى بدأت فى الساعة 12 ظهرا وانتهت 4 عصرا، وضعوا بقرارهم ما بين20 و30 ألف ضابط وعسكرى فى مواجهة مئات الآلاف من المتظاهرين.[Quote_1]
* فى رأيك لماذا فعل مساعدو العادلى ذلك وأصروا عليه؟
- أولا: المناصب «حلوة» ولا يترك أحد كرسيه طوعا، وثانيا: منعهم غرورهم من الاتصال بالعادلى، وإبلاغه فشلهم فى التعامل مع المظاهرات، وبالتالى يظهر ضعفهم، وكان ثمن ذلك قتل أبرياء من الشرطة والمتظاهرين. هناك ضباط زملائى ماتوا أمام عينى، وكان من الممكن أن أكون أحدهم، لكن لا يزال فى العمر بقية.
* صف لنا شعورك أثناء شهادتك أمام المحكمة.
- كنت أقول ما يمليه علىّ ضميرى حتى أخلص ذمتى أمام الله، وعندما وصفت للمحكمة ما حدث، رجعت بذاكرتى وشاهدته زملائى والمجندين الذين كانوا تحت رئاستى، وهم يموتون نتيجة قرار خاطئ، أصر عليه أشخاص مات ضميرهم، وشعرت بارتياح شديد بعد انتهائى من الشهادة أمام المحكمة.
* وأثناء سماعك للحكم؟
- تقبلت الحكم بكل برود، لأننى أحسست به مسبقا، سمعت منطوق الحكم فى التليفزيون داخل منزلى، وعقب انتهاء القاضى قلت: «الحكم ده صك براءة العادلى»، بمعنى «أن أى محامى بخمسة شلن يطلعه براءة»، لأن الأولى بأخذ العقوبات هم من أعطوا أوامر بالمواجهة، أما العادلى فمنصبه سياسى، ولا يوجد فى الشارع حتى يوجه القوات إلى الصواب، أما مساعدوه فهم المسئولون الحقيقيون، لأنه كان فى أيديهم سحب جميع القوات من الشوارع والميادين فور رؤيتهم تطورات الأمر، ووزارة الداخلية لها هيكل تنظيمى، يؤكد أن المسئولية تقع على مساعدى العادلى لأنهم هم صناع القرار.[Quote_2]
* ما الذى أثار انتباهك فى منطوق الحكم؟
- عندما قال القاضى إن أسلحة الشرطة لم تستخدم فى القتل، أردت أن أسأله وقتها: «أمال حضرتك حبست العادلى ومبارك ليه» وما الذى كانا سيمنعانه، وأثار دهشتى استبعاد القاضى شهادتى، وأنا المبلغ عن وقائع الإهمال الذى تسبب فى القتل، وكان ضمنها وقائع ما حدث فى اجتماع 27 يناير، الذى أخبرنى به اللواء حسن عبدالحميد عندما حضر إلى الإدارة العامة لشئون المجندين، وكان فى حالة غضب شديد من قرار اللواء أحمد رمزى، بمواجهة الثوار بقواته التى لم تنم منذ 3 أيام.
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم