سيارات النقل فى "ميت ربيع" خضار وبشر.. وقليل من الفاكهة
لا تمتلك تلك السيدة الخمسينية حلاً آخر حتى تصل إلى مدينة الزقازيق، توجهت صوب السيارة النصف نقل التى تقف فى مكانها المعتاد فى قرية «ميت ربيع»، وحاولت فى البداية، دون أمل، التوجه إلى الكرسيين الموجودين بجوار السائق، فوجدت شباباً يشغلونهما، توجهت هادئة إلى مقصورة العربة، نادت إحدى الفتيات الشابات لتمسك بكف يدها علَّها تسندها، تقول: يا رب. وتتكئ على قدميها حتى تستطيع فى النهاية أن تصعد غلى المقصورة وتجلس على بنش خشبى، فى انتظار تحرك السائق.
ما فعلته أم محمد (53 عاما) لتصل إلى عاصمة الشرقية موجود فى أغلب قرى المحافظة؛ حيث لا يوجد فى تلك الأماكن سوى هذه الوسيلة للربط بين العاصمة والقرية، لا فرق بين صغير وكبير، كهل أو شاب، الكل عليه أن يركب على ظهر العربة للوصول.
وسيلة المواصلات هذه يعتبرها كريم ربيع (22 عاما) غير آدمية ولا تصلح إلا لنقل البضائع، يستخدم السائق السيد المهدى نفس السبب ليبرر به وجود مواصلات فى مقصورة العربة فقط: «السواقين بيشتروا العربيات دى علشان ينفع ننقل بيها بنى آدمين، وكمان ممكن ننقل بيها فاكهة وخضار، لكن لو ميكروباص هنضطر ننقل بنى آدمين بس». ويضيف المهدى: «إحنا بنتأخر مش بنتطور، يعنى من أكتر من عشرين سنة، كان فيه أتوبيس بيوصل أهل البلد، دلوقتى الأتوبيس ده اتلغى، والطرق كلها غير مرصوفة، ورغم المسافة الكبيرة اللى بنقطعها يوميا الأجرة 75 قرش بس».
ندى عبدالله، 16 عاما، تتخوف كثيرا من ركوب سيارات النقل ليلا، أثناء عودتها من الدرس الخصوصى الذى تحصل عليه فى الزقازيق، لكن ما باليد حيلة، كما تقول، يشاركها فى هذا الخوف «المهدى»: «قبل الثورة كنا بنقدر نتحرك فى أى وقت، لكن دلوقتى الحرامية بقوا فى كل حتة، وما بقيناش نتحرك ليلاً إلا قليلا؛ لأن العربية ممكن تتسرق».
محمد عبدالوهاب السيد (27 عاما) شارك فى ثورة 25 يناير، يتساءل: «بعد مرور عام ونصف العام على ثورة طالبنا فيها بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، أين الكرامة الإنسانية فى تحميل المواطنين مثل البهائم على ظهر عربة؟».
أخبار متعلقة
مصرف بحر البقر.. مزرعة الموت البطىء والسمك المسرطن
«المنتزه».. سوق «عبدالناصر» المبنية على صهريج الاحتلال البريطانى
هنا قرية «الوسية».. عبيد أراضى الباشوات
احبس أنفاسك..أغمض عينيك..تقترب من محافظة «مكامر الفحم»
«صان الحجر».. آثار ملقاة على الرمال تنتظر من ينتشل "التاريخ"
«تل بسطة»...هنا كان يعيش إله المرح والسعادة والراحة
«بهاء» يدلل أحصنته بـ«الحضن والطبطبة».. والفول ممنوع «عشان التناحة»
«بحر البقر» ..رحلت طائرات العدو..وبقيت "ألغام" الإهمال
«القرين».. بلد الفول السودانى «أباً عن جد»
«أكياد»: تتحدث عن نفسها بفخر:"إحنا اللى عزمنا القطر على الفطار"
حفيد «عرابى» يرتدى بذلة الزعيم..ولكن من أجل "إحياء الأفراح"