"اللي بني الحي كان في الأصل بارون"
جماله الهادئ يخلب الأنظار ويبهر الأعين، خصوصا عندما ترى تلك الزخارف اليونانية والرومانية التى تظهر على جدرانه، كلها تفاصيل تجعل من الصعب تجاهل النظر إليه، خصوصا عندما يبطئ سير المرور فى شارع العروبة، الطريق الرئيسى المؤدى إلى مطار القاهرة الدولى بحى مصر الجديدة، فيسرح المار أو الراكب بنظره فى ذلك القصر الفخم المرتفع على ربوة عالية، تتعدى مساحته.12 ألف متر مربع، والمسمى قصر البارون إمبان.
الناظر لقصر البارون إمبان قد لا يعرف تاريخه الذى يعود إلى عام 1905، أو أن صاحب هذا القصر هو المؤسس الحقيقى لضاحية مصر الجديدة.. عندما قرر المليونير البلجيكى إدوارد إمبان إنشاء قصر أثرى لعائلته، واختار من أجل تحقيق غايته مكاناً صحراوياً يقع بين العاصمة والسويس، ولكن إعجاب السلطان حسين كامل وقتها بالقصر الذى تحول إلى تحفة معمارية لا يضاهيها مثيل فى مصر، ورغبته فى الاستحواذ عليه، دفعه إلى التفكير فى إنشاء شركة هى «واحة هليوبوليس» تكون مهمتها الأولى هى إنشاء مساكن للطبقة الأرستقراطية والجاليات الأجنبية المقيمة بالقاهرة، مكوناً بذلك ضاحية مصر الجديدة بشكلها الحالى.[Image_2]
القصر يخفى جماله الأسطورى قصص مخيفة، تدور معظمها حول وجود أشباح تسكن بالقصر، يعلق عليها عم عطية، أحد حراس القصر ومسئول العناية بحديقته الواسعة قائلاً: «وهمية وليس لها وجود»، ويحكى عن إحدى هذه القصص التى تلقى رواجا بين سكان المنطقة، وهى أن أخت البارون «هيلانة» سقطت من شرفة غرفتها الداخلية وهى سبب سماع أصوات فى منتصف الليل وإنارة الأضواء فجأة فى الساحة الخلفية للقصر، كذلك هناك قصة يعتبرها عم عطية أكثر شهرة، وهى أن تلك الأصوات أصوات ابنته المريضة بشلل الأطفال «مريم»، التى كانت تقبع فى البدروم دوماً بسبب مرضها حتى وجدت ملقاة على وجهها ميتة فى بئر المصعد، معلقاً: «كلها قصص وهمية، وأنا دخلت القصر أكثر من مرة، بل دخلته ليلاً أيضاً، ولم أجد أى أثر لتلك القصص الغريبة، وممكن تكون الأصوات دى من العيال اللى بتنط بالليل علشان يشربوا سجاير جوة القصر». أما أكثر شائعة أصابت عم عطية، الذى يحرس القصر من فترة تزيد على 6 سنوات، بالدهشة لدى سماعها هى فكرة أن برج القصر يدور مع اتجاه الشمس، وهو الشىء الذى يقول إنه غير حقيقى.[Image_3]
أكثر ما يحزن عم عطية هو الإهمال الذى يعانى منه القصر، فى مقابل الاهتمام الفائق بحديقته، فـ«لو تم ترميمه هيجيب للدولة دهب»، هى جملة تنطلق من فمه وهو ينظر للقصر بحسد على جماله، آملاً أن تقوم الحكومة بما هو منتظر منها تجاه تلك التحفة المعمارية التى عملت من أجلها سوزان مبارك المستحيل عندما دفعت وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان إلى إقناع أصحاب القصر بالتخلى عنه مقابل مجموعة من الأراضى لا يعرف عم عطية إن كانت فى مدينة نصر أو القاهرة الجديدة.
أخبار متعلقة:
«مصر» التى كانت «جديدة»
عمارات الحي الهادئ "علي كل لون"..هندي ومغربي وأوروبي
بيت «جمال عبدالناصر»في منشية البكري.. حلم المتحف الذى لم يكتمل
الكوربة.. واحة على الطراز البلجيكى
مترو مصر الجديدة.. «زقزوقة» لأصحاب المزاج وطلبة المدارس
الثورة فى زيارة خاصة لـ«مصر الجديدة» والفضل لـ«مرسى»
فى رسالة ماجستير عن «الضاحية البعيدة»: سكانها يركبون العجل ويتنزهون فى «جروبى» و«أمفتريون»
حديقة «الميرلاند» التى تحولت لأطلال تحتضن العشاق
من «الشهبانو» إلى «الحسين بن طلال».. ميدان «تريومف» يتحدى الحكومة