سياسيون وخبراء: أحداث تركيا ستؤثر سلباً على الإسلاميين بالمنطقة
أكد خبراء وسياسيون أن الأحداث التى اندلعت فى تركيا، جاءت بعد سلسلة من الإجراءات التى اتخذها حزب العدالة والتنمية، وحكومة رجب طيب أردوغان، تبتعد عن الديمقراطية، وتسعى لفرض هوية وثقافة معينة على الشعب التركى، مؤكدين أنه حال تصاعد المظاهرات سيؤثر الأمر سلبياً بشكل كبير على كافة أحزاب الإسلام السياسى فى المنقطة العربية، لا سيما أن الإسلاميين يصدرون «النموذج التركى» باعتباره الأكثر نجاحاً، وتحقق على يديه معدلات تنمية اقتصادية كبيرة.
قال الدكتور عماد جاد، خبير شئون السياسة الدولية، إن المظاهرات والاحتجاجات التى اندلعت فى تركيا ضد حكومة «أردوغان» سببها التدخل فى حياة المواطنين الاجتماعية وثقافتهم ومحاولة فرض رؤى خاصة والمساس بعادات وتقاليد المجتمع التركى ومبادئ الدولة العلمانية التى أسسها كمال أتاتورك، متابعاً: إن حزب العدالة والتنمية يحاول تغيير شكل الدولة ومبادئها لكى ينفذ خطة للتمكين، والبقاء فى الحكم، ولكننى لا أعتقد أنه سينجح فى ذلك.
وأضاف «جاد» أن الأحداث التركية رسالة إلى الغرب والولايات المتحدة، التى دعمت النظام التركى باعتباره نظاما مدنيا ديمقراطيا، لا سيما أن حزب «العدالة والتنمية» قدم نفسه فى ثوب علمانى، وهو بعيد عن الحقيقة، مستدركاً: أيضاً تلك الأحداث رسالة للأنظمة التى تريد أن تفرض على المواطنين نظاما اجتماعيا معينا، وفرض هوية معينة، وأنه بالرغم من التحسن الاقتصادى الكبير فى تركيا فإن كل هذه الأعداد خرجت ضد «أردوغان» وسياساته لأنه تعتدى اختصاصاته وتدخل فى شئون الناس.
وأكد «جاد» أن الوضع فى مصر مختلف تماماً، لأن مصر بها حالة تمكين ورغبة فى استكمال سيناريو الأخونة، وتتوازى مع انهيار اقتصادى واستبداد سياسى، وإهدار لسيادة القانون واستقلال القضاء. ولفت الخبير السياسى إلى أن الأحداث التركية ستؤثر سلباً على تيار الإسلام السياسى فى المنطقة العربية والإسلامية بأكملها، لأن النموذج التركى كان المرآة المثالية بالنسبة للإخوان وغيرهم، ويحاولون دائماً تصديره، ويتمسحون فيه، باعتبار أن التجربة التركية نجحت فى تحقيق معدلات اقتصادية كبيرة ونجاحات على مستوى التنمية، قائلاً: إن إخوان مصر فشلوا حتى فى تحقيق بشائر إيجابية وتنموية على هذا الاتجاه، بل على العكس الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا يوماً بعد يوم، وأتوقع أن يكون 30 يونيو الحالى بداية لسقوط أسطورة النهضة الوهمية.
من جانبه، قال حسنى محلى، الخبير السياسى والمتخصص فى الشأن التركى، إن التعامل العنيف من قوات الأمن تجاه عدد قليل من المتظاهرين المحتجين بشأن واقعة حديقة «تقسيم»، هو الذى أدى لتفجر الأوضاع واندلاع المظاهرات فى إسطنبول وأنقرة ومناطق أخرى، وأن تلك الأحداث أدت لاستنفار المعارضين لسياسات «أردوغان» التى باتت بعيدة عن الديمقراطية، متابعاً: الأزمة التى بدأت بسيطة، كشفت حجم الغضب الكبير لدى ملايين من الشعب التركى تجاه الحكومة، وهو ما أدى لتصاعد الأوضاع.
وقال «محلى»: إن الحكومة التركية اتخذت إجراءات تتنافى مع الحريات العامة، وحقوق المواطنين، وتهدف لفرض نهج معين، مشيراً إلى أن تصريحات رئيس الوزراء التركى فى الفترة الأخيرة كشفت رغبة عن بقائه فى الحكم لفترة طويلة لاستكمال مشروع خاص بحزبه. وعن مستقبل الأزمة، أضاف: إذا استمرت الاستفزازات الأمنية ربما تتصاعد الأوضاع والاحتجاجات ويتسع نطاقها بشكل كبير، ولكن إذا لجأت الحكومة للتهدئة فأعتقد أن المظاهرات ستتضاءل وتتجه الأطراف المختلفة للتهدئة والتوافق.
وشدد الخبير فى الشئون التركية على أن الأحداث التركية ستؤثر على شكل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وأنه حال تصاعد الأوضاع ستصبح كافة أحزاب الإسلام السياسى فى وضع «حرج للغاية» لأن حزب «أردوغان» هو الأكثر نجاحاً.
أخبار متعلقة:
أردوغان.. يفقد عرشه على قلوب الأتراك والمظاهرات تكشف عن «أنيابب الديكتاتور»
بداية النهاية: مظاهرات فى 48 مدينة و1000 معتقل ومئات المصابين
مظاهرات حول العالم بـ12 لغة: أنقذوا تركيا من حكامها
«انسحاب الشرطة» فى تركيا على طريقة «الانفلات الأمنى» فى مصر
«أردوغان» لـ«المعارضة»: أنا قادر على حشد المليونيات أكثر منكم
«مرسى» يصمت أمام المظاهرات.. و«أردوغان»: «الاعتراف بالخطأ فضيلة»
الانتفاضة التركية.. جمهورية أتاتورك تواجه «الدولة العثمانية»
«الجارديان»: ابن أردوغان ورجاله هم المستفيدون من «مشروعات التنمية»
الولايات المتحدة تقود التقارب «الإخوانى التركى» لمواجهة المد الإيرانى وحماية إسرائيل
النباتات تشعل الثورة: فى مصر ضد «بديع».. وفى تركيا ضد «أردوغان»