«انسحاب الشرطة» فى تركيا على طريقة «الانفلات الأمنى» فى مصر
سيطر التشابه الكبير بين الأحداث التى تشهدها ساحة تقسيم التركية، وتلك التى اندلعت فى ميدان التحرير فى ثورة 25 يناير على تغطية كبرى الصحف العالمية.
فمن جهتها اهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بانسحاب الشرطة التركية من أمام المتظاهرين فى ساحة «تقسيم»، وسط إسطنبول، بعد أعمال عنف من جهتها وهى أحداث حسب الصحيفة الأمريكية جعلت كثيرين يقارنون حالة الفوضى هذه بتلك التى شهدتها مصر بعد أحداث 25 يناير، مضيفة أنه فى تركيا قد لا توجد معارضة سياسية قادرة على التماسك والاستمرار والتغلب على خيبة الأمل لدى الأتراك.
ونقلت الصحيفة عن «سنان أولجن»، رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية للدراسات، أحد المراكز البحثية فى إسطنبول، قوله إنه «للمرة الأولى فى تاريخ تركيا الديمقراطية أن تنجح حركة احتجاج سلمية غير منظمة فى تغيير نهج الحكومة وسياستها». وأضاف «أولجن» أن هذا منح المواطنين الأتراك شعوراً قوياً بالقوة الذاتية، وأنه بإمكانهم التأثير فى الأحداث فى تركيا.
وتابعت الصحيفة: وامتلأت أبواب المتاجر المغلقة بالشعارات المناهضة لأردوغان، وكانت اللافتة الأبرز «حزب العدالة والتنمية إلى القبر»، فيما واجه البعض الغاز المسيل للدموع وهم يغمضون أعينهم ويطالبون الحكومة بالتنحى، ومزج الشباب ألواحاً من الجرانيت وحجارة من الرصيف وضربوا بها الشرطة.
وتوجه متظاهرون آخرون إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون التركى، وطالبوا بإحراق وسائل الإعلام الحكومية، واشتكى المحتجون من عدم تغطية التليفزيون التركى للأحداث، وصمت بعض الصحف، حيث كان المقال الرئيسى فى صحيفة «الصباح»، الصحيفة الموالية للحكومى، هو حملة عن التدخين نادى بها «أردوغان».
فيما تساءلت صحيفة «لوموند» الفرنسية، فى افتتاحيتها، هل تركيا تشهد ربيعاً تركياً فى طور الولادة؟ كما تساءلت: هل يعد ميدان تقسيم التركى هو ميدان تحرير إسطنبول؟ الأمر الذى نقلته الصحيفة من صياح المتظاهرين.
صحيفة «تليجراف» البريطانية علقت على الأحداث بقولها: «إن هذا هو أكبر تحد لأردوغان خلال فترة حكمه، ورغم ما حققه من نجاحات فى تركيا فإن المظاهرات خرجت أمامه، واستعان بالشرطة التى لا تحظى بشعبية».
وذكرت الصحيفة أن الأحداث أفرزت توبيخاً نادراً من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية لأردوغان.
فيما ذكرت صحيفة «حرييت ديلى نيوز» التركية، أن المتظاهرين الذين وجدوا فى ساحة تقسيم لم يتمكنوا من الدخول إلى الإنترنت، نظراً للتشويش عليه فى هذه المنطقة، وأكدت أن انسحاب الشرطة تم بناء على اتصال بين الرئيس التركى عبدالله جول و«أردوغان» ووزير الداخلية، ومحافظ إسطنبول طلب منهم انسحاب الشرطة، لأن الوضع حساس.
أخبار متعلقة:
أردوغان.. يفقد عرشه على قلوب الأتراك والمظاهرات تكشف عن «أنيابب الديكتاتور»
بداية النهاية: مظاهرات فى 48 مدينة و1000 معتقل ومئات المصابين
مظاهرات حول العالم بـ12 لغة: أنقذوا تركيا من حكامها
«أردوغان» لـ«المعارضة»: أنا قادر على حشد المليونيات أكثر منكم
«مرسى» يصمت أمام المظاهرات.. و«أردوغان»: «الاعتراف بالخطأ فضيلة»
الانتفاضة التركية.. جمهورية أتاتورك تواجه «الدولة العثمانية»
«الجارديان»: ابن أردوغان ورجاله هم المستفيدون من «مشروعات التنمية»
الولايات المتحدة تقود التقارب «الإخوانى التركى» لمواجهة المد الإيرانى وحماية إسرائيل
النباتات تشعل الثورة: فى مصر ضد «بديع».. وفى تركيا ضد «أردوغان»
سياسيون وخبراء: أحداث تركيا ستؤثر سلباً على الإسلاميين بالمنطقة