بداية النهاية: مظاهرات فى 48 مدينة و1000 معتقل ومئات المصابين
شهدت تركيا هدوءاً نسبياً مساء أمس الأول وصباح أمس، بعد اشتباكات عنيفة شهدها عدد من المدن التركية فى أعنف احتجاجات تمر بها الحكومة التركية منذ سنوات، وقضى المتظاهرون ليلتهم فى الشوارع التركية بعد انسحاب الشرطة، حيث باتوا فى شوارع «إسطنبول» و«أزمير» و«أنقرة»، استعداداً للخروج فى مظاهرات تضم مئات الآلاف من المتظاهرين مرة أخرى. واستغل المتظاهرون الهدنة المؤقتة التى سادت بينهم وبين قوات مكافحة الشغب التركية، لتنظيف ساحة «تقسيم» التى شهدت الاشتباكات الأعنف على الإطلاق، من آثار الاشتباكات والحطام التى انتشرت فى شوارع «إسطنبول».
وأشار مراسل صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فى «إسطنبول»، إلى أنه على الرغم من قلة عدد المتظاهرين فى الساحة نفسها صباح أمس، فإنهم كانوا يتوقعون عودة الآلاف مرة أخرى للخروج فى مظاهرات غاضبة مرة أخرى ضد الحكومة التركية. ورغم الهدوء النسبى الذى شهدته «إسطنبول» خلال الليل، فإن مدناً تركية أخرى شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين.
وأشعل متظاهرون النيران فى مناطق مختلفة بمدينتى «إسطنبول وأنقرة»، صباح أمس، وهو ما دفع الشرطة لإطلاق الغازات المسيلة للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات المتظاهرين التى رشقت قوات الأمن بالحجارة بالقرب من مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وأكد مسعفون أن المصابين تخطوا الـ1000 مصاب، وأعلنت منظمة العفو الدولية فى تقريرها، سقوط قتيلين على الأقل خلال الاشتباكات.[FirstQuote]
وأطلقت طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة التركية، عبوات غاز مسيل للدموع فى عدد من الأحياء السكنية لإجبار المتظاهرين على الخروج من المبانى التى اختبأوا بها، كما صدمت إحدى مدرعات الشرطة أحد المتظاهرين خلال اقتحامها لأحد الحواجز التى وضعها المتظاهرون.
وأثار انسحاب الشرطة من ميدان «تقسيم» مساء أمس الأول، حالة من البهجة بين أنصار حزب «منبر السلام والديمقراطية» التركى المؤيد للأكراد، حيث أدوا رقصات تركية على سبيل الاحتفال. وردد المحتجون خلالها هتافات «كتف بكتف ضد الفاشية».
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من التغطية المحدودة للتظاهرات من قبَل محطات التليفزيون التركية، موجهين اللوم إلى «ترهيب الحكومة لوسائل الإعلام وسجن عشرات الصحفيين فى عهد أردوغان»، وكتب أحد المتظاهرين على سيارة تابعة لإحدى القنوات التليفزيونية: «وسائل إعلام عميلة للحكومة للبيع».. واستخدمت الحركات الاحتجاجية وسائل التواصل الاجتماعى لحشد النشطاء الداعمين للمتظاهرين، وللتنديد بسياسات الحكومة الإسلامية المحافظة.
وسلّطت الصحف العالمية ووكالات الأنباء، الضوء على تجاهل المتظاهرين دعوة أردوغان لوقف العنف والتعبير عن مطالبهم بشكل أكثر سلمية. وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن المظاهرة التى بدأت احتجاجاً على إزالة حديقة عامة وتحولت إلى أعنف أعمال شغب وعنف شهدتها البلاد خلال سنوات، قد تكون نذيراً ببداية نهاية حكم رئيس الوزراء التركى الذى فرض سيطرته على البلاد لعقد كامل، مؤكدة أن اعتراف أردوغان بـ«خطأ» الشرطة فى استخدام العنف ضد المتظاهرين، يؤكد إدراك رئيس الوزراء للخطر الذى يلاحقه، وأنه يقع تحت خطر «الربيع التركى».
وأشارت صحيفة «ذى أوبرزفر» البريطانية إلى أن أصحاب المحلات والفنادق والسكان القريبين من مناطق الاشتباكات، أعربوا عن تضامنهم مع المتظاهرين من خلال توفير مخابئ لهم من قوات الشرطة، إضافة إلى توفير زجاجات الحليب والمياه للتغلب على آثار الغازات المسيلة للدموع.
وتباينت آراء الصحف التركية الصادرة صباح أمس، بشأن الاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية، وقالت الصحف العلمانية إن قرار انسحاب الشرطة عزز قوة الشعب فى مواجهة الحكومة، متهمة رئيس الوزراء باتباع سياسات طائفية ومذهبية، بينما أكدت الصحف الموالية للحكومة أن أعمال الشغب التى وقعت جاءت نتيجة الإرهاب والتحريض الذى يمارسه حزب الشعب الجمهورى.
من جانبه، أدان عالم اللغويات والفيلسوف الأمريكى ناعوم تشومسكى، الحملة «الوحشية» للشرطة التركية على المتظاهرين، مؤكداً أن العنف الذى مارسته الشرطة ضد المتظاهرين هو «أكثر الأوقات خزياً فى تاريخ تركيا». وقال تشومسكى، فى بيان نشرته صحيفة «حرييت دايلى نيوز» التركية: «أود أن أضم صوتى لمنظمة العفو الدولية فى استنكار الإجراءات الوحشية التى مارستها شرطة إسطنبول ضد المتظاهرين».
أخبار متعلقة:
أردوغان.. يفقد عرشه على قلوب الأتراك والمظاهرات تكشف عن «أنيابب الديكتاتور»
مظاهرات حول العالم بـ12 لغة: أنقذوا تركيا من حكامها
«انسحاب الشرطة» فى تركيا على طريقة «الانفلات الأمنى» فى مصر
«أردوغان» لـ«المعارضة»: أنا قادر على حشد المليونيات أكثر منكم
«مرسى» يصمت أمام المظاهرات.. و«أردوغان»: «الاعتراف بالخطأ فضيلة»
الانتفاضة التركية.. جمهورية أتاتورك تواجه «الدولة العثمانية»
«الجارديان»: ابن أردوغان ورجاله هم المستفيدون من «مشروعات التنمية»
الولايات المتحدة تقود التقارب «الإخوانى التركى» لمواجهة المد الإيرانى وحماية إسرائيل
النباتات تشعل الثورة: فى مصر ضد «بديع».. وفى تركيا ضد «أردوغان»
سياسيون وخبراء: أحداث تركيا ستؤثر سلباً على الإسلاميين بالمنطقة