«مكى».. الطاهر الأندلسى
صورة تعبيرية
بكُتّاب قريته حفظ «عميد الأدب الأندلسى» القرآن الكريم كاملاً رغم صغر سنه الذى لم يتجاوز حينها 5 سنوات، ثم أصبح شغوفاً بقراءة الصحف والمجلات بعدما التحق بمعهد القرية، منذ ذلك الحين أغرم باللغة العربية وبقراءة كل ما يقع بين يديه بعينيه الضيقتين وحفظ مقالات محبيه مما أثر فى ملكاته الإبداعية ليصبح من أعظم علماء مصر فى اللغة العربية والتراث الأندلسى بتنويعاته التاريخية والأدبية.
وُلد «الطاهر مكى» فى مركز إسنا محافظة قنا فى 7 أبريل عام 1924 فى أسرة تمتد أصولها إلى قبيلة «عرب المطاعنة»، وواصل دراسته حتى حصل على ليسانس دار علوم بجامعة القاهرة فى 1952، وسافر لإسبانيا، وحصل على الدكتوراه فى الأدب والفلسفة. تمر السنون ويعود «مكى» للقاهرة ويتنقل فى العمل كأستاذ للدراسات الأدبية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم أستاذ زائر بجامعة بوغوتا الكولومبية، فأستاذ زائر فى جامعات تونس ومدريد والمغرب والجزائر والإمارات.
كان لـ«مكى» موقف واضح من الثقافة والتعليم فى مصر، ففى أحد حواراته عبر «مكى» عن استيائه من حال الثقافة والتعليم واللغة التى تدرس بالمدارس «إذا كنا جادين، فلا بد أن نعود إلى ما كان عليه التعليم، والعناية باللغة العربية، والكتاتيب التى تحفظ القرآن لإصلاح التعليم»، ليرحل مكى فى 5 أبريل 2017 تاركاً تركة أدبية تضم العشرات من الكتب عن الشعر العربى وكتباً مترجمة عن الفرنسية والإسبانية منها «امرؤ القيس.. حياته وشعره»، و«الحضارة العربية فى إسبانيا»، و«الشعر الأندلسى فى عصر الطوائف».