لِمَ نقف ونعلن أن كل شيء فقد مذاقه الخاص؟ لِمَ تُعلن أنتَ أن الحياة تتحول للرمادي؟ منذ عدة أيام ومواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بعبارات "اليأس" وبأن "العيد فقد بهجته"، وأن "الأشياء فقدت حضورها".
جميعنا يأتي علينا وقت البهجة ونشعر بأن قلوبنا بائسة ويائسة وأن لا مجال للفرح اليوم، فنغلق الباب دون اكتراث للسعادة الواقفة تنتظر على استحياء، كأنثى تريد الإفصاح عن قدومها بثوب ممتلئ بالجمال، لكنك أغلقت الباب، فسقطت زخات دموعها على بابك ورحلت عنك منكسرة القلب والروح.. وضاع جمال ثوبها.. وضاعت هي!
هذا ما نفعله منذ سنوات، نستقبل الأعياد بعبارات سخيفة تجعل الأعياد تعطينا ظهرها بغضب. العيد لم يفقد بهجته، نحن من فقدنا سعادتنا في مكان ما كما ندّعي، العيد كما هو يكرر نفسه كل عام، يأتي بنفس طقوسه وصلاته وعدد تكبيراته، والناس حولك تبتسم وترتدي ثيابًا جديدة وتتعطر فرحًا.
قفَ على مقربة من الأطفال وراقب فرحتهم ليلة العيد.. ستجدك أنك تلقائيًا ترى نفسك بينهم وكأن الطفل الصغير لم يكبر أبدًا، امنح لنفسك لحظات لتتأمل ما حولها وإلى أين وصل بها حالها.. أنتَ وحدك القادر على كشف اليأس والرماد عن ذاتك.. كبرنا مع السنوات والأعياد، بين الحين والآخر تنطفئ شمعة قلوبنا، لكن ما زال بإمكاننا أن نشعلها من جديد بالحُب... ببريق العيون والشغف والابتسامات التي ترتسم على شفاهنا عند رؤية صغيرٍ يعانق كبيرًا، تذكر أن الآن حان دورك في إسعاد من حولك وحينها ستجد نفسك سعيدة، هادئة، رقيقة تود أن تطير من فرحتها، هب السعادة لمن حولك حتى يهبها الله لك وقت احتياجك لها.
الأعياد هدايا على شكل سعادة لا تتركها تمضي بدون أن تعيد لك ذكرياتك على الأقل، فالحزن يمكن أن يحتلك في أي وقت، لكن السعادة رقيقة تخاف خدشك على غير ميعاد مسبق معها، اذهب إلى أصدقائك وأخبرهم أن كل شيء معهم وبهم يختلف.. كن أنتَ الترس الصغير الذي يحرك هذه الدائرة.
لا تسمحوا بأن يختفي رونق الأعياد وبهجتها، فكل منا فرد في أسرة وعمل ومجتمع السعادة والفرحة ينتشرون سريعًا حاول أن تكون أنتَ عطر السعادة الذي يفوح عبقه وأريجه أينما حلّ "كل عيد وأنتم بهجة الأعياد لمن حولكم"