«الشيخ ماهر» يتبرع بـ«توكتوكين» للنداء على الموتى
«التوكتوكان» اللذان تبرع بهما «ماهر»
«توكتوكين بدون مقابل فى سبيل الله»، عبارة أعلن عنها مؤخراً الشيخ ماهر عبداللطيف، 67 عاماً، لأهالى قريته بالسنبلاوين، فى الدقهلية، بتحمّله تكاليف تأجير توكتوكين، عند حدوث حالة وفاة، للتجوّل فى أنحاء القرية لنشر الخبر، حسب عادات الأهالى هناك.
«ماهر» الذى يمتلك ورشة تبريد وتكييف، ومع ذلك يُلقّبه أهالى القرية بـ«الشيخ» لحفظه كتاب الله بالكامل، بجانب شهرته بمساعدة الفقراء والمحتاجين، وتوفير أكفان مجانية لهم، فضلاً عن سيارة لنقل الموتى، يعتقد أن النداء على الموتى فى المساجد «حرام»، قائلاً: «أنا نفسى موضوع النداء على المتوفى فى المسجد ده يتمنع علشان حرام، وفيه حديث عن الرسول بيحرمها، والمسجد للدعوة والعبادة بس، وفيه بدائل زى التوكتوك أو النداء فى ميكروفون»، حسب قوله.
ابن السنبلاوين: «ناس كتير بتموت ومعاهاش تمن الدفنة»
لم تقتصر تبرّعات الرجل، على خدمة أهالى قريته، بل إنه يقدم المساعدة أيضاً لآخرين فى محافظات مختلفة، خصوصاً القاهرة والإسكندرية، ممن يحتاجون إلى مستلزمات خدمة المتوفى، مع بقاء الأولوية لقريته المليئة بالكثير من المساكين والمحتاجين.
«باعمل لوجه الله تعالى، مش عايز أى مقابل غير رضا ربنا، وفيه ناس كتيرة بتموت ومعاهاش تمن الدفن، وده أعظم خير ممكن الواحد يعمله فى حياته وماعنديش مشكلة أروح أى محافظة، بس تكون الحاجات مش محتاجينها أهالى القرية».
دون الاطلاع على أى أوراق أو التأكد من هوية الأشخاص، يقدّم الشيخ ماهر مستلزمات خدمة المتوفى للأهالى مجاناً، بل إنه يشارك فى مراسم دفن الأشخاص الذين لم يكن بينه وبينهم علاقة قرابة أو معرفة: «أنا نفسى الخير ده يستمر مع أولادى لحد ما أموت، ومحدش يبخل بحاجة فى إيده»، مشيراً إلى أنه فى السابق «تأخر دفن شخص من جانب الجمعية الشرعية علشان 300 جنيه، مع أن الجمعية كانت كاتبة أن الخدمة مجاناً».