"حضن أم" من مديرة مدرسة حكومي للفائزين بأوائل الطلبة: "فرحانة بيكم"
تفتح ذراعيها، يهرولون إليها، يختبئون في حضنها، تطلق ضحكاتها فرحًا بهم، مشاعر إنسانية نطقت في صورة ألتقطت ليست لأم تحتضن صغارها ولكنها لمديرة مدرسة ابتدائية خرجت تستقبل تلاميذها خارج الأسوار التعليمية لفوزهم في مسابقة أوائل الطلبة.
5 سنوات، عمر إدارة نهاد عبدالمحسن عبدالدايم لمدرسة العبور الابتدائية كيلو 7 بحافظة مطروح، اعتاد عليها الأطفال الذين كانوا في مرحلة رياض أطفال بالمدرسة والتحقوا بالمرحلة الابتدائية بعد ذلك "هما ولادي مش طلبة عندي"، تلك المشاعر التي تترجمها نهاد مع الصغار ووثقها زميل لها بالصورة التي انتشرت على "فيس بوك" محققة آلاف التفاعلات معها.
لا دخل للأموال بالعاطفة، فهي مديرة لمدرسة حكومية لا تنتظر من التلاميذ شيئًا سوى التفوق، واعتادوا على رفع رأسها وكان لفوز هذا العام طعم خاص لانتصارهم على مدرسة خاصة وتفوقهم من بين 130 مدرسة مشاركة خاص وحكومي "خرجت لهم برة المدرسة لأني أمهم قبل ما أكون مديرتهم وفرحانة بيهم"، وتعجبت بعد ذلك مديرة مدرسة العبورة من انتشار الصورة "كانت تلقائية مني ومنهم ومتاخدة بضهري وملامحهم مستخبية فيا".
القوة مع الحنية والتشجيع مع العقاب أو العتاب، نهج "نهاد" في إدارتها للمدرسة منذ أن تولتها بعد أن كانت معلمة تربية فنية، وترى أن القوة لا تعني بالضرورة الشد فقط "كدة العيال هيكرهوني ويكرهوا المدرسة والمُدرسين"، لذا تعمل على تكريم المتفوقين في أي مجال بشهادات تقدير أو هدايا رمزية ف يطابور الصباح "لازم يتكرموا قدام المدرسة كلها واحطهم فوق راسي"، والطالب المتسبب في مشكلات تلومه في البداية ثم تعرضه على أخصائية اجتماعية في المدرسة وإذا لم يستجب تستدعي ولي أمره للحديث معه حتى يُقوّم الطفل.
داخل المدرسة التي تضم 1720 تلميذ تتعامل "نهاد" مع التلاميذ بجميع الأنماط "الحنية والشد واللوم"، حتى تتمكن من الإدارة واحتواء مَن لهم ظروف خاصة وكذلك عقاب وتعنيف مثير المشاكل أمام التلاميذ أيضًا، تلك الطريقة التي أهلتها لتُختار "أحسن مديرة مدرسة" في مسابقة الرائد العام المثالي على مستوى محافظة مطروح.