من خطاب تحريضي لإصابة مدنيين.. القصة الكاملة للعدوان الثلاثي على سوريا
العدوان الثلاثي على سوريا
تعرضت سوريا، لعدوان ثلاثي، من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، بدعوى امتلاك الحكومة السورية، أسلحة كيماوية تستخدمها ضد المدنيين.
وتسارعت الأحداث بداية من الساعات الأولى في صباح اليوم، السبت، حيث ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطابًا تحريضيًا على الدولة السورية، قال فيه إنه لا يسعى إلى تواجد أمريكي دائم في سوريا، مُشددًا على ضرورة منع النظام السوري مما قال أنه استخدام سلاحه الكيماوي ضد المدنيين.
وأمر الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربات عسكرية بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا ضد أهداف ومواقع عسكرية روسيا، قال إنها تستخدم في تصنيع الأسلحة الكيماوية، حيث توعد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس بعقاب الرئيس السوري بشار الأسد مثلما عُوقب تنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب ماتيس، فإن الضربات التي استمرت لمدة 50 دقيقة، استهدفت 3 مواقع عسكرية.
كما تم إطلاق ما بين 100 إلى 120 صاروخًا على المواقع العسكرية السورية، بحسب مسئولين أمريكيين، كما أُستخدمت طائرات ميراج فرنسية وتورنادو بريطانية وقاذفات (بي-1) أمريكية، إضافة إلى سفينة حربية أميركية في البحر الأحمر شاركت في الضربات.
وبحسب فضائية "روسيا اليوم"، فإن الضربة الأمريكية التي استمرت أقل من ساعة استهدفت نحو 10 مواقع في سوريا تركز معظمها في دمشق وريفها وفي حمص وسط البلاد، وكانت هذه المناطق كالتالي: "الحرس الجمهوري لواء 105 دمشق، قاعدة دفاع جوي في جبل قاسيون، مطار المزة العسكري في دمشق، مطار الضمير العسكري، البحوث العلمية برزة دمشق، البحوث العلمية جمرايا ريف دمشق، اللواء 41 قوات خاصة ريف دمشق، مواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي ريف دمشق، ومواقع في منطقة الكسوة في ريف دمشق، بالإضافة إلى مركز البحوث العلمية في ريف حماة، كما طال مستودعات تابعة للجيش في حمص".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الضربات الفرنسية لمواقع في سورية تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام السلاح الكيميائي، مضيفًا: "لا يمكننا أن نتحمل التساهل تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية".
كما عبرت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية عن دعمها للضربات الجوية ضد الدولة السورية، مؤكدةً أن بلادها لم تشارك في الضربات لإسقاط النظام، لكنها أرادت تحجيم القدرات الكيماوية للحكومة السورية، وردع الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدامه ضد المدنيين.
واعتبر المندوب الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن توجيه الضربات العسكرية ضد سوريا، يعتبر إهانة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك حسبما نشرت وكالة "أ.ف.ب".
ونفت وزارة الدفاع الروسية، أن تكون دفاعاتها قد شاركت في التصدي للضربات الغربية، مؤكدة أن الضربات لم تقترب من قواعدها في سوريا.
وهاجم السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها لا تملك أي سبب أخلاقي لضرب سوريا، خاصةً أنها تملك أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم.
كما هدد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدول المشاركة، قائلًا إنها تتحمل عواقب الضربات ضد الدولة السورية.
فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عن عدم تعرض قواتها المشاركة في الضربة ضد الدولة السورية لأية خسائر.
بدورها قالت الحكومة السورية إن العدوان الذي نفذته الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا، لم يحقق أهدافه وصواريخه تم التصدي لها وتدميرها، كما أعلن التليفزيون السوري عن إسقاط 13 صاروخًا في منطقة الكسوة.
وأكد الجيش السوري أنه رصد مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا بالقرب من حمص والذي أدى انفجار أحدها لجرح 3 مدنيين.
وأضاف بيان القيادة العامة للقوات المسلحة السورية حول الضربات الأمريكية الفرنسية البريطانية، أن القيادة العامة السورية تؤكد على استمرارها في الدفاع عن سوريا وحماية مواطنيها.
بدوره صرح موقع الميادين اللبناني، الداعم للنظام السوري، بأن الطيران الأمريكي انطلق من قاعدة العديد الموجودة في قطر.
كما رحب كل من حلف الناتو كندا وتركيا بالعدوان الثلاثي، ودعا مجلس الأمن الدول الأعاضء إلى ضبط النفس حيال ما يحدث في سوريا.
فيما أدان كل من دولة إيران وحزب الله، العدوان على سوريا، حيث حذرت الاولى من تداعيات إقليمية للضربات، بينما ذهب الثاني إلى أنه استكمال للعدوان الصهيوني الأخير على مطاير "تي فور"، العسكري.
وأفاد موقع سكاي نيوز العربية، بأن صحفيين موالين للنظام السوري، قالوا إن داعش استغل الغارات الجوية لتنفيذ هجمات.
وأضاف: "بعض الضربات استهدفت مواقع لميليشيات حزب الله في سوريا".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عدم التنسيق مع الجانب السوري قُبيل العدوان، إلا أن وزيرة الدفاع الجمهورية الفرنسية فلورنس بارلي، قالت إن دولتها أبلغت روسيا مقدمًا بالضربات في سوريا، موضحةً أنه لم يتم استهداف أي حليف لسوريا.
وعن الخسائر، فإن القوات المسلحة السورية أعلنت أنها كانت مادية فقط، وأكد التليفزيون السوري بأن 3 مدنيين فقط أُصيبوا في حمص نتيجة العدوان الثلاثي، لكن مصدر أمني، قال لوكالة سبوتينك الروسية، إن حوالي 6 أشخاص أُصيبوا جراء العدوان.