بالفيديو| «مرام» كفيفة عمرها 4 سنوات تتعلم الكمبيوتر والمشى بالعصا
«مرام» خلال تعلمها المشى بالعصا
تقف بكامل أناقتها وجمالها الطفولى داخل مكتبة طه حسين، تمسك عصاها الصغيرة لتتعلم عليها كيف تمشى وهى كفيفة وتخرج إلى المكتب، هذه الطفلة الصغيرة الشقية «مرام عبدالباقى سلامة»، البالغة من العمر 4 سنوات ونصف.
مكتبة طه حسين واحدة من فروع مكتبة الإسكندرية التى تهتم بالمكفوفين، ليس فقط كبار السن والشباب، بل أيضاً الأطفال الصغار وتأهليهم للمشاركة فى المجتمع والخروج من المنزل وممارسة كافة الأنشطة والفعاليات والمشى عن طريق استخدام العصا وتعليم التكنولوجيا وتنمية قدراتهم الإبداعية.
شعاع نور وسط العتمة فى مكتبة طه حسين
«مرام» حالة من بين حالات أطفال مكفوفين آخرين صغار جاءوا إلى الدنيا واكتشف ذووهم، وأعمارهم شهور، أنهم لا يرون بأعينهم، لذلك تبنّت مكتبة طه حسين برنامجاً تأهيلياً لهم لتدربيهم على استخدام العصا، والتعلم عبر الحاسب الآلى، والتحرك دون خوف، والأمل فى المستقبل.
تقول والدة مرام إن طفلتها الصغيرة تتعلم منذ 8 شهور المشى بالعصا داخل المكتبة، وهو ما ساعدها على الحركة، مشيرة إلى أن العصا معها دائماً، لكنها فى الأغلب لا تفضل المشى بها، وتتمرد داخلها روح الطفولة، داعية إياها للمشى والجرى بدونها، حتى وإن كانت لا ترى أمامها.
«المكتبة ساعدت مرام أيضاً، وغيرها من الأطفال، على تعلم كثير من الأمور، بالإضافة إلى تعليم الأمهات كيفية التعامل مع طفلهم المكفوف، وإيصال الصورة له، والتحدث معه عن إصابته، وشرح بعض الأمور المتعلقة بعدم الرؤية».
وتشير الأم إلى أنها حاولت علاجها أثناء صغرها بعدما اكتشفت عدم قدرتها على الرؤية، إلا أن جميع من ذهبت لهم من الأطباء أكدوا أن طفلتها من الحالات النادرة، وأنها ستظل كفيفة، وبعد مدة قررت أن تبحث لها عن أنشطة لممارستها، وأن تقف بجانبها وتشجعها حتى تصل بها إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان الطبيعى، وبدأت بمكتبة طه حسين.
وتؤكد أنها كثيراً ما تتعرض لمضايقات أثناء السير لتعليم ابنتها المشى بالعصا فى الشارع، سواء من خلال انتقادات من الأهالى لتركها ابنتها تسير فى الشارع وتتعلم، أو من خلال التعاطف الزائد الذى يؤذى مشاعر ابنتها الصغيرة، قائلة: «للأسف لازم نتعلم ثقافة احترام ذوى الاحتياجات الخاصة، والتعامل معهم دون تعاطف أو نقد».
أما مرام الصغيرة، فقالت: «أنا نفسى أطلع زى طه حسين، ماما بتحكيلى عنه كتير، وأنا عايزه أطلع زيه».
ومن ناحيتها، أكدت هبة الله حجازى، رئيس وحدة مكتبة طه حسين، أن الوحدة تسعى إلى إتاحة التكنولوجيا لذوى الاحتياجات الخاصة، والعمل على دمجهم مع أطياف المجتمع المختلفة: «كل خدماتنا خاصة بالمكفوفين وضعاف السمع، والبداية من 4 سنوات»، مشيرة إلى أن إجمالى عدد المسجلين بالوحدة 680 عضواً، تستقبل منهم بشكل يومى من 10 إلى 15 عضواً.
«حجازى» أشارت كذلك إلى أن الكفيف يستخدم برامج معينة، ويتم تدريبه على مواد سمعية، مؤكدة على بدء برنامج التأهيل التعليمى للطلاب المكفوفين ما قبل الدراسة، بالإضافة إلى تعليم الأهل كيفية التعامل مع الطفل المكفوف، وكيفية استخدام العصا البيضاء والعمل على تقبلها والتعامل معها.