تجربة شخصية مع الجدار العازل يرويها المخرج أمين نايفة في "العبور"
مشهد من فيلم "العبور"
تظل القضية الفلسطسنية هى الأقدم بالنسبة للأوجاع العربية، إلا أن صناع السينما الفلسطينين مازالوا قادرين على إخراج الفن من رحم المعاناة، وهو ما ظهر فى فيلم "العبور" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة، المشارك فى الدورة الثانية من أيام القاهرة السينمائية، في 10 دقائق، يقدم المخرج تجربته الشخصية مع الجدار العازل.
تدور أحداث الفيلم حول شادي ومريام اللذان يستعدان لزيارة جدتهم المريض على الجانب الآخر من الجدار العازل، يصل أخوهما الأكبر ليقدم أوراق السماح بعبور الجدار، ومع تعنت الضباط الإسرائيليين ضدهم، يقول شقيقهم الأكبر للضابط إن جدهم توفى وهم في حاجة إلى حضور العزاء وبالفعل يسمح لهم بالدخول، وهو ما يظنه شادى حيلة من شقيقه ليتمكنوا من العبور، قبل أن يدرك أن جده توفى بالفعل.
وأوضح "نايفة" لـ "الوطن"، أن الموقف نفسه حدث له عندما كان يبلغ من العمر 19 عاما، فكان يظن طوال الوقت أن شقيقه نجح في الاحتيال على الضباط حتى يعبروا للجانب الآخر من الجدار، ولكن اكتشف أن الأمر كان حقيقيا،
وتابع المخرج: "القصة ظلت في بالي، قدمت من قبل فيلما روائيا قصيرا آخر وتسجيلي قصير، الأمر صعب ألا أستطيع أن أرى عائلة والدتي منذ أن كنت في الـ15 من عمري، برغم أن منزلها يبعد عنها 20 دقيقة بالسيارة ، مستحيل أن أقبله أو أن أتعامل معه، فهى ليست قصتي العائلية ولكن قصة الكثير من العائلات، وما دفعني لتقديم القصة في فيلم".
واستكمل المخرج: "أعمل في الوقت الحالى على فيلم روائي طويل بعنوان (200 متر)، يدور حول عائلة مزقها وفرقها بناء الجدار العازل برغم أن لا يفصل بينهم سوى 200 متر، وكان فيلم (العبور) بمثابة توضيح لفكرة الفيلم الروائي الطويل".
وفيما يتعلق بتنفيذ الفيلم، أوضح "نايفة": "كان من الصعب التعامل مع قصة شخصية وتقديمها في فيلم، وأشقائي جزء من القصة فكان لابد أن أحترم رغبتهم، فضلا عن أن ظروف التصوير فى فلسطين كانت صعبة، فالكاميرا التي صورت بها ليست موجودة إلا في تل أبيب، ولكن صديق ألماني تحمس لفكرة الفيلم وجلب لي الكاميرا من هناك لاستخدمها في التصوير".